افتتاحية مجاهدي خلق
ايران... حبال الكذب القصيرة
سرعان ما وصل كذب وزير الخارجية الايراني امير عبداللهيان حول اتفاقات مع بنوك للافراج عن اموال الى نهايته، مع نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس هذه المعلومات جملة وتفصيلا، ووصفه لها بالروايات الكاذبة ، واشارته الى مزاعم حول صفقة متعلقة بالسجناء.
لم تكن المرة الأولى التي يكذب فيها النظام حول علاقاته الخارجية لتحقيق اغراض داخلية، لكنها ـ على الأرجح ـ المرة الأولى التي يتم فيها إنكار أكاذيبه بشدة، ويطرح هذا التطور تساؤلات، بينها ما يتعلق بسبب لجوء النظام إلى مثل هذه الكذبة، مخاطرته بمصداقيته، ودوافع الولايات المتحدة لفضح النظام، دون ان تضع في اعتباراتها خسارة اتفاقية هشة كانت تحاول الحفاظ عليها.
جاءت أكاذيب عبد اللهيان، تكرار الملالي نغمة تحرير 7 مليارات دولار من كوريا الجنوبية، وقرب وصول الاموال، نتيجة لحاجة النظام الماسة الى احراز تقدم في المفاوضات وتحقيق انفراجة تخرجه في مأزقه الاقتصادي الناجم عن تشديد العقوبات.
ويأتي الرفض الامريكي لهذه المعلومات، وتدهور موقع النظام في ميزان القوى الدولي، بفعل المناخ السياسي السائد في واشنطن، بدء من الكونغرس، ومرورا بمجلس الشيوخ ووسائل الإعلام والرأي العام الذي يرفض تقديم تنازلات لعراب الإرهاب الدولي والفاشية الدينية في إيران.
اخر مظاهر المناخات السائدة في الولايات المتحدة كانت الرسالة التي وجهها 14 سيناتورًا إلى الرئيس الأمريكي للتحذير من إزالة الحرس من قائمة المنظمات الإرهابية، ووصف هذه الخطوة، في حال القيام بها، بأنها خيانة لشركاء وحلفاء الولايات المتحدة.
وفي هذه المناخات يحضر الدور الحاسم الذي قامت به منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وكان بعض معالمه عقد مؤتمر في مجلس الشيوخ الأمريكي بمناسبة العام الإيراني الجديد، بمشاركة أبرز أعضاء المجلس من كلا الحزبين الجهوري والديمقراطي، وتحذير المتحدثين من إعطاء تنازلات للنظام، وقرار مجلس النواب الأمريكي 118 الذي وقعه أكثر من 250 عضوًا من كلا الحزبين الأمريكيين (أي الأغلبية في الكونغرس)، وأعلنوا فيه دعمهم لخطة النقاط العشر التي طرحتها الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي، وطالبوا الحكومة الأمريكية بالمشاركة والتعاون في تحقيق دولي حول مجزرة ارتكبت عام 1988 في إيران.
تظهر التفاعلات الاخيرة عجز الملالي عن التوصل لاتفاق حول الملف النووي وخيبة الامر الامريكية من اداء النظام الايراني وتؤكد صحة رؤية المقاومة بعدم وجود مخرج للنظام سواء بنجاح محادثات الملف النووي او الفشل في التوصل لاتفاق.