مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل تنتقم موسكو من الناتو في البحر الاحمر ؟
يحتل البحر الأحمر موقعًا جغرافيًا واستراتيجيًا مهمًا عند ملتقى القارتين الآسيوية والأفريقية ، و العلاقات الاقتصادية والتاريخية والاستراتيجية تربط هذه المنطقة ارتباطًا وثيقًا بالخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط ، كما ان البحر الاحمر من أهم الممرات المائية التي تربط شمال الأطلسي بالمحيط الهندي.
الخطوة الامريكية الاخيرة بإعلان تأسيس " قوة مهام جديدة " مع دول حليفة ستقوم بدوريات قبالة اليمن في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ليست صحوة فجائية او حباً في دول المنطقة واستقرارها وامنها ، بل من المحتمل ان يكون انتشار استباقي - امني بحري ، امريكي وغربي خوفاً من انتقام روسي رداً على دعم اوكرانيا و واغراق الطراد موسكفا ، وإلا اين كانت هذه الصحوة الامريكية المفاجئة في البحر الاحمر واليمن قبل ازمة اوكرانيا ؟ .
الحرب الدائرة في اوكرانيا ومنطقة البحر الاسود هي ليست بين كييف وموسكو كما هي ظاهرياً و يتصورها الكثير من الناس ، وانما هي حرب بين اوروبا وامريكا (الناتو) وروسيا على الارض الاوكرانية اسبابها الظاهرة النفوذ و المواقع الجغرافي الاستراتيجي ، اما المخفية فهي الامن والطاقة والثروات .
روسيا سترد حتما على العقوبات الاوروبية والامريكية الجديدة بسبب الازمة الاوكرانية اقتصادياً وعسكرياً وبشكل مباشر وغير مباشر وفي كل مكان تستطيع الرد فيه والبحر الاحمر احدا خياراتها ، الذي تعبث به ايران المحاصرة والمنهكة اقتصادياً عبر وكلائها الحوثيين الذين يستهدفون السفن والناقلات البحرية ، فما بالنا بدولة بحجم وامكانيات روسيا بقاعدة عسكرية في طرطوس السورية على البحر الابيض ، ومخطط روسي قديم جديد لأحياء عقد إيجار لمدة 25 عاما لقاعدة بحرية روسية على البحر الاحمر في بورتسودان - وهو اتفاق تبذل الولايات المتحدة جهد غير عادي لإلغائه .