حركة مجاهدي خلق يكتب:
إيران ... عبثية اخضاع الشعوب
ظل هتاف “نحن جميعا معا” يتردد في احتجاجات الايرانيين المتزايدة والمتسارعة، منذ انتفاضة العام 2009 حتى تظاهرة طلبة العلوم والتكنولوجيا التي نظمت قبل ايام ردا على اهانات الامن الجامعي، ليدلل على وحدة الايرانيين، في عام تتجه كافة مؤشراته نحو التصعيد ضد السياسات القمعية التي يتبعها نظام الملالي.
جرت سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات اليومية في مختلف المدن منذ بداية العام الجديد، ففي 21 أبريل هزت انتفاضة واسعة النطاق للمعلمين أركان النظام بشمولها أكثر من 60 مدينة، مما اجبر وسائل الإعلام الحكومية على التحذير من انضمام النقابات الاخرى مشيرة الى اتساع حضور المعلمين في المجتمعات، ومع تظاهرات طلاب العلوم والتكنولوجيا في 24 من الشهر ذاته تظاهر المتقاعدون الضائقون ذرعا بالقمع والنهب في عدة مدن.
جاءت بداية الاحتجاجات والانتفاضات على مستوى البلاد في العام الايراني الجديد امتدادا لذروة الانتفاضات والحراكات التي شهدها العام الماضي، بعد ان حول خامنئي وباء الكورونا الى اداة لقمع الايرانيين، وعمل في بداية انتفاضات سيستان وبلوشستان و خوزستان وأصفهان على الجمع بين إطلاق الوعود وتكثيف القمع لتمزيق وحدة الشعب.
من صلب سياسة القمع والترهيب جاء تنصيب إبراهيم رئيسي المتورط في مجزرة عام 1988 رئيسًا للبلاد، وزيادة عدد الإعدامات في النصف الثاني من من العام الايراني الماضي، لتصل الى أكثر من 1399حالة، لكن تصعيد النظام ادى الى تصاعد احتجاجات الشارع واتساعها وتجذير شعاراتها.
تدلل التطورات والمؤشرات الايرانية على نتيجتين، احداهما ان آلة القمع باتت اكثر عجزا و انهاكا بعد مرور 43 عاما من المواجهات بين النظام وكل من الشعب والمقاومة، وثانيهما اتساع دور عامل الاستياء ونشاطات وحدات المقاومة في توجيه الاحداث والمجتمع نحو تجاوز حالة القمع.
ادى وصول اوساط النظام الى هذه القناعة لاطلاق صفارات الانذار من داخله، حيث تعالت الاصوات المحذرة من استمرار المجاهدين في الهجوم، وتقدم الجبهة الفاعلة لاسقاط النظام، في دلالة واضحة على تدني معنويات الملالي، وعبثية محاولات تقييد الشعوب وحكمها رغما عن ارادتها.