حسين موسى يكتب لـ(اليوم الثامن):
عجبا لهذا الزمان: إسرائيل دولة صديقة !
تربينا منذ الصغر على مفاهيم وقيم رسخت في اذهاننا جميعا جيل ما قبل الالفية الثالثة وهى ان العرب اخوة مهما حدث خلاف بينهم وان اسرائيل دولة عدو مغتصبة للأرض معتدية على حق شعب عربي( الشعب الفلسطيني ) في الحياة الطبيعية السوية على ارضة والتي نشا فيها منذ الالف السنين
وعقب حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 عندما وجدت اسرائيل تأثير التكاتف والاتحاد والتلاحم العربي في خلق هزيمة مدوية لها ومنذ ذلك الحين وهى تحاول عبر اجهزتها المختلفة زعزعة هذه المسلمة الراسخة في وجدان كل عربي عن طريق التسمم السياسي بنشر اكاذيب وافكار مغلوطة وهناك العديد من النماذج التي نجحت الدعاية الصهيونية في زرعها ثم تَرَكَت لضعاف النفوس وأنصاف المتعلمين رعايتها حتى صارت هذه الأفكار مصدرًا للكثير من الفتن والانقسامات بين العرب. ومن هذه الأفكار الدخيلة: القول بأن الفلسطينيون باعوا أراضيهم، أو أن العرب يضيعون فرص السلام مع الإسرائيليين، أو أن السلام سيضمن التفرغ للتنمية، أو أن العرب والمسلمين أمة ميتة فاسدة، أو أن العروبة ماتت، وغير ذلك. حتى صارت بعض الشعوب العربية تكن البعض والكراهية بعضها لبعض ومع ذلك تبقى الاخوة العربية الهدف الباقي والسامي للجميع وقت الازمات حتى خرج علينا جيل ما بعد الالفية الثالثة جيل فسد قيمه ومسلماته بل وأخلاقه فلم يعد هذا الجيل الا من رحم ربى يمتلك عقيدة ثابته او هدف واضح بل اصبح جيل بلا نخوة او رجولة في الشكل والمظهر فيزعجني كثيرا ما اراه من مناظر الشباب وهى ترتدى ملابس ضيقة تبزر الجسد وتصفيف شعر بطريقة توحى بالافتقار للعقل او الفهم فاصبح الشباب هيكل فارغ لا يمتلك علم ولا ثقافة ولا عقيدة واضحى كل همه الانسياق وراء تقليعات غريبة على قيمنا وهويتنا مقلد كل ردئ في الملبس والحياة بجميع جوانبها
وفى ظل صمت الاسر العربية على ذلك اعتقادا منهم بان هذا هو التطور الطبيعي للحياة مع تراجع سيطرة الاب على الاسرة لعوامل عدة تسبت في تراجع دورة تأتى الطامة الكبرى بان ظهر من داخل هذا الجيل من يومن بان اسرائيل دولة ديمقراطية يجب ان نقوى علاقتنا معها ونأخذ منهم اسباب التقدم والحرية
فعندما تصفحت احدى الصفحات الاسرائيلية ( اسرائيل تتكلم العربية ) وجدت العديد من الشباب العربي على مختلف اطيافه وجنسياته يتفاعل مع منشوراتها بإيجابية واعجاب شديد مع العلم انها احدى الصفحات التي يديرها جهاز الموساد الإسرائيلي والهدف الاسمى لها ترويج التطبيع الإسرائيلي العربي
فماذا ننتظر امة العرب وماذا تتنظر جامعة الدول العربية هل تنتظر ان تختفى ويحل محلها جامعة الشرق الاوسط الكبير بقيادة اسرائيلية كما تسعى وتخطط اسرائيل لذلك
وهنا يبقى التساؤل :
هل نجحت اسرائيل في فرض التطبيع على الشعوب العربية مستغلة الازمات والتخوفات التي حدثت فى اعقاب ثورات الربيع العربي وما خلف ذلك من اخفاقات اقتصادية وسياسية ؟ وكيف نجحت في ذلك ؟ واين دور المتخصصون في الشئون الاسرائيلية في التوعية لهذا الجيل ؟ وهل سوف ياتى يوما ما ونرى اسرائيل تقود العالم العربي ؟