أسامة الشرمي يكتب:
عن صحيفة الثورة اليمنية
مناشدة الزملاء في صحيفة الثورة في اليمن منذ البارحة تطوف مواقع التواصل الاجتماعي باحثة عمن يتلقفها ، وهي مناشدة للرأي العام ، وما تبقى من الضمير الوطني ، وإن كانت ترويستها قد وجهت حصراً للأخوة في مجلس القيادة الرئاسي.
رسالة الزملاء في الثورة ، هي ذاتها رسالة الزملاء في مؤسسة ١٤ أكتوبر ، مع فارق أن الثورة يحتلها في صنعاء الحوثي ، و اكتوبر مبعدة قسراً دون اسباب ، والحال نفسه يخبرنا عن صحيفة الجمهورية.
ويكون في علمكم أن هذه المؤسسات ليست مجرد صحف ورقية بالإمكان الاستعاضة عنها بموقع الكتروني أو نسخة رقمية pdf أو صفحة فيسبوك ، هذه المؤسسات الصحافية نشأت كإستحقاق وطني ويفترض اليوم أن منبر النخبة المثقفة الحاملة لمشروع الدولة ووسيلة تواصلها الأكثر موثوقية مع الجمهور.
كما هذه المؤسسات واصداراتها ارشيفاً وطنياً مادي ملموس يوثق الخطاب والسياسة الرسمية للدولة في كل المراحل ، ولهذا تودع نسخة من كل عدد يصدر مباشرة في المكتبة الوطنية مثلها مثل أي دستور او قانون أو خريطة أو اتفاقية دولية أو كتاب أو ديوان شعر.
ولمن لا يعرف أو لا يفهم فالمؤسسات الصحافية تحديداً الرسمية هي اكاديميات عملية يتخرج من بين صفحاتها كبار الكتاب والمحررين والمراسلين محليين وكثيراً منهم يحلقون بإسم اليمن في المؤسسات والوكالات الدولية .
ولا تنسوا أن المواطن البسيط عادة يتعرف من خلال الصحافة على الكتاب الحقيقيين و هكذا يفرق بين الكاتب المحترم المعروف عما سواه ، وبنفس الاسلوب يطالع الخبر الرسمي ورقياً ويحارب الاشاعات بعيداً عن تسريبات الواتس اب.
المؤسسات الصحافية الرسمية وما تمتلكه من بنى تحتية تعد البيئة المحفزة لوجود الصحافة بشكل عام سواءً الاهلية والحزبية ، وهي مكسب مضاف لحرية الرأي وأداة ناعمة رسمية تسهم بها في الأرتقاء بالصحافة المحلية كماً ونوعاً.
الحديث عن غياب وسائل الإعلام الرسمي مؤلم كالمشرط وهام كالشهادة في سبيل الوطن ، وعندما يفكر أي كاتب بالتوسع للحديث عن تلفزيون وإذاعة عدن تنفجر في اعماقه براكين الغضب وزلازل الحسرة ، وكي يبقى في حدود اللباقة يختم مقالته بنقطة تحت السطر الذي لن يكتمل