افتتاحية مجاهدي خلق
إيران على مشارف النصر والحرية
تحت شعار “اخجل يا رئيسي واترك السلطة” اقتحم المتظاهرون قواعد الباسيج في مدن محافظات خوزستان ولرستان وجهارمحال وبختياري وسيستان وبلوشستان، ووصلت الاحتجاجات إلى مدينة نيشابور في خراسان رضوي وبلدة رضوية في طهران ومدينة أردبيل، لتشير وسائل إعلام الملالي إلى شدة الانتفاضة، التي تسربت اخبارها إلى الخارج رغم تبطئة الانترنت، ونالت من معنويات أنصار النظام من المتدينين.
علت أصوات النظام على منابر الجمعة لتحذر من دور مجاهدي خلق في الأحداث، حيث قال المعمم لائيني في مدينة ساري إن المجاهدين يبثون جميع أنواع المقاطع والرسائل النصية في الفضاء السيبراني، وتحدث المعمم شاهرخي في خرم آباد عن اختلاق الأجواء لإثارة ما وصفه بـ “الفتنة”، مشيرا إلى بحث المجاهدين عن طريقة “لتحريض الناس”، وتطرق طباطبائي نجاد في أصفهان إلى “شبكة غريبة” لدى المجاهدين لـ “بدء أعمال شغب” محذرا من سماع “كلام هذا العدو”، فيما أشار المعمم نيكونام في شهركرد إلى “العدو الداعي للإطاحة” بالنظام، والساعي إلى استخدام أي قضية في خلق تحد للملالي.
ما زالت الاصطفافات على حالها بعد أربعة عقود من المواجهة، نظام ولاية الفقيه الذي يسفك الدماء من أجل البقاء ومواصلة النهب، والمقاومة الساعية إلى إنهاء حكم الملالي وكسر قيوده، يحشد النظام كل طاقاته المعادية للشعب، في هذه المعركة المصيرية، لقمع الجبهة المقابلة، لكنه يبقى عاجزا عن وقف الانتفاضة، أو منعها من التوسع والتعمق.
يعود عجز النظام لسببين، أولهما وصول الطاقة التفجيرية في المجتمع لذروتها بسبب الفقر، التضخم، الأزمات الاجتماعية الحادة، الغضب، والكراهية واسعة النطاق، مما يحول دون السيطرة حالة التفجر، حيث يشير غلام علي حداد عادل الى ضياع الفرصة، وثانيهما تاثير القوة الطليعية ومنظمتها الفولاذية وقوتها المناضلة “وحدات المقاومة” على الأوضاع حيث يشير المقربون من خامنئي على منابر الجمعة إلى قوة تاثيرها في المجتمع.
أصبحت وحدات المقاومة العامل الفعال، بؤرة تحفيز، تثوير، وتوجيه الغضب الاجتماعي نحو الإطاحة بالنظام، ولم يعد حضور نشطائها خافيا في إحراق المراكز الحكومية والاستيلاء على قواعد الباسيج في الانتفاضة التي تشهدها البلاد.
تقود هذه المؤشرات مجتمعة الى حقيقة الوقوف على مشارف النصر والحرية، حيث تجاوز انتشار الانتفاضة قدرة الملالي على إخمادها ، ويتسع أفق طي صفحة من التاريخ، والاقتراب من الخلاص.