حسن العديني يكتب:
حصار تعز ومصالح نهابين محسوبين على الشرعية
حصار تعز ليس وراءه الطمع بفائض الأرباح من مصانع الحوبان أو مفرق شرعب أو غيرهما.
تلك الشركات تدفع وفقا لما يظهر في حساباتها الختامية وميزانياتها العمومية حيث المراكز الرئيسية في العاصمة الأصل... صنعاء.
كل النهب والسطو والاستغلال للممرات والطرق الطويلة أشياء استحدثها التنظيم المبتذل المهيمن على الشرعية والرافع لواءها.
وإذن من ناحية المصلحة المباشرة فإن النهابين المحسوبين على الشرعية هم أكثر الرافضين لتحرير تعز من الحصار..
المصلحة المباشرة لا تزعج الحوثي.
والمشترك بينهما هو العداء لتعز نبض الثورة وقلعتها.
وفي التاريخ الحديث لم تقم ثورة وتنتصر في صنعاء أو عدن بدون قداحة من تعز تشعل ونار تضيئ وإرادة تصمم.
وفي كل حساب فإن عبدالغني مطهر هو أول من شق البحر ليصل الباحثين عن النور في اليمن بالشمس التي أشرقت في القاهرة وأطلت على الوطن العربي والقارات الثلاث.
ثم كان عبدالله عبدالعالم هو الرديف المخلص والصادق للنجم الكبير الذي أشع على اليمن والجزيرة ابراهيم الحمدي.
وفي عدن ليس هناك ضياء شق الدروب والشوارع والأزقة دون أن تكون يد من تعز تمسك المفتاح.
الحرب على تعز حرب على الثورة وعلى الضياء وعلى الأمل وعلى كل ما يخترق الظلام ويصنع الفجر.
من تعز مر عبدالرحمن الارياني وسالم ربيع علي وعبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد.
ولو أننا عدنا وتابعنا الطابور فإن احمد محمد نعمان هو الواقف في المقدمة وعيسى محمد سيف هو العالي والشامخ الذي يميزه التاريخ بدون إذاعة ولا تلفزيون.
حتى عبدالله الحمدي ومحمد الارياني تولوا ادارة الامن في المدينة التي كان الضوء يشع منها إلى صنعاء وإلى عدن في ذات الوقت.
تعز قلعة الوطنية اليمنية..
وتعز مثلما وهران والجزائر وحلب وبيروت ودمشق والقاهرة وطرابلس وبغداد وقبلها جميعا القدس والمدن العربية كلها التي رفعت راية العروبة وتحدت وانتصرت.
وإذا ما انتكست اليوم فإنها لحظة عابرة في التاريخ.
لتكن تعز رمزا للمجد في اليمن المرهق والمتوثب.
ومرة ثانية وثالثة... تعز قلعة الوطنية اليمنية وهم يعرفون ذلك حتى من المرايا حيث يرون الذعر في وجوههم من المحافظة الباسلة والمدينة الأبية.