ماريا معلوف تكتب:
الإمارات ومصر والأردن.. شراكة وأخوة
مسيرة الأب المؤسس للإمارات لن تتوقف، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، يكمل مسيرة والده وأخيه في تطوير العلاقات العربية.
ولم يقتصر الأمر على أرض الإمارات، وإنما امتد إلى الأشقاء العرب، وهنا نرى الشراكة الجديدة بين الإمارات ومصر والأردن بعنوان "حلم التكامل العربي"، التي تدعم الشراكة الصناعية لمستقبل مستدام.
تعد هذه الاتفاقية هي الأولى في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كرئيس للإمارات، مستمرًا في دعم الأشقاء العرب وتقديم أفضل ما يمكن للإمارات والمنطقة، وهذا الأمر مشهود له في أكثر من مبادرة إماراتية لدعم الشعوب العربية.
كما أن التحالف الثلاثي المُتشكّل، والذي سيكون قوة اقتصادية كبيرة في المنطقة تجذب المستثمرين، نتاج الاجتماعات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدان الثلاثة، وهذا سيكون حافزًا كبيرا للمنطقة ككل.
الشراكة الجديدة ستنتج علاقاتٍ تعزز العلاقات القديمة وتزيد أواصر الأخوة بين الشركاء في حلم التكامل العربي، وهي صيغة جديدة للتعاون والاستثمار، وستكون هناك ميزات نوعية للدول المشتركة في هذا المشروع، كما أن الأمر سيسهم في الاستجابة السريعة للأزمات العالمية، إذ سيكون هناك رد مشترك للتحديات التي تواجه الدول الثلاث.
كما أن القدرات الاقتصادية لهذه الدول الثلاث، والتي تتجاوز 765 مليار دولار سنويا كناتج محلي، ستكون قوة اقتصادية في السوق العالمية، علاوة على مردود ذلك بالنسبة للأيدي العاملة وفرص العمل.
هذا الأمر سيسهم أيضا في إنهاء الاعتماد على دول أخرى في توفير الاحتياجات الأساسية لبعض دول التحالف الجديد، إذ يركز المشروع على مجالات أساسية في الحياة: الزراعة والأغذية والأسمدة، إضافة إلى المنسوجات والمعادن والبتروكيماويات، فضلا عن مجال تصنيع الأدوية.
هنا نرى أن الهدف من المشروع بناء عالم جديد خاص بالعرب، يعيدون فيه أمجاد تاريخهم بصناعاتهم وعلمائهم، الذين كانوا منطلقا لاختراعات عالمية، استفادت منها البشرية، فالمشروع يحمل رسالة: "حان وقت استفادتنا من خيراتنا معًا".
الاتفاق، الذي تم توقيعه في العاصمة الإماراتية بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، ورئيس الوزراء الأردني، الدكتور بشر الخصاونة، يعد وسيلة جديدة لدعم التعاون العربي، فقد تنضم إليه دول أخرى، كالعراق، خاصة أن هناك توافقات بين مصر والأردن والعراق لتأهيل المصانع العراقية، وهذا يؤكد أن الإمارات عندما تقدم مشروعًا أو تسهم في مشروع فإنها تفيد الجميع بطريقة أو أخرى، وهذا سيعطي زخْما لاقتصادات المنطقة، فلكل دولة من شركاء المشروع موارد وإمكانيات يمكن أن تستفيد منها الدول الأخرى في التحالف الجديد.
فالإمارات لديها قوة اقتصادية هائلة، وترتيب عالمي ممتاز في مجال المعلومات والاتصالات، وهذا يشكل العمود الفقري للتحالف، كما تجب الإشارة إلى قدرة مصر العظيمة في توفير الأيدي العاملة، فضلا عن تطور الأردن في مجال صناعة الأدوية، وهذا التنوع إنما يخدم أهداف الشراكة بين الدول الثلاث، ما يقوّي فرص نجاح هذا التحالف، الذي وُلد كبيرًا.
تأتي هذه الشركة بين الإمارات ومصر والأردن في ظل أزمة تعصف بالعالم نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي أسهمت في ارتفاع الأسعار عالميا، سواء في مجال الطاقة أو الغذاء، لذا سيكون هذا التحالف بمثابة دعم حقيقي لإنسان هذه البلدان والمنطقة عمومًا.