د. علي بن تميم يكتب:
محمد بن زايد... أفعالُ مَنْ تَلِدُ الكرامُ كريمةٌ
"أفعالُ مَنْ تَلِدُ الكرامُ كريمةٌ"، كلمات من ذهب لأبي الطيب انبثقت من ذاكرتي حين قرأت عن توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بإعادة هيكلة برنامج دعم ذوي الدخل المحدود، ومضاعفة قيمة الميزانية المخصصة لذلك من 14 مليار درهم إلى 28 مليار درهم.
ثمة ميزان أدق من موازين الذهب، نعرف أنه ميزان الحكمة والعلم، تُقاس به توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، من حيث ارتباطها الجوهري والعملي بمجريات الحياة وتطورات الأحداث، مهما بلغت دقتها.
هذه الرؤية الشاملة لا تقف عند مجال دون آخر، ومثالها الأقرب ما شهده العالم أجمع من تطبيق لمقولة سموه الشهيرة "لا تشلّون هَمّ" أثناء فترة الجائحة. وتتخذ هذه الرؤية أبعاداً إضافية عندما يتعلق الأمر بشؤون المواطن ليؤكد سموّه دائمًا، بالقول وبالفعل، أن المواطن هو الثروة الحقيقية للوطن.
في وقت يشهد العالم فيه موجةَ ارتفاع لافتة في أسعار السلع والخدمات، أدت إلى تراجع قيمة الدخل الحقيقي للفرد في أغلب دول العالم. يأتي قرار إعادة هيكلة "برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل"، ليؤكد أن صالح المواطنين والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم يأتي في صدارة اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ويحفل سجل سموه بالكثير من المبادرات التي تعزز قيمة الإنسان، وتؤكد أن المواطن هو الركيزة الأساسية لنهضة الوطن وتقدمه ورفعته، وتؤكد حضوره دومًا على قمة خطط الدولة وبرامجها التنموية حاضراً ومستقبلاً.
ولعلنا حين نسلط الضوء -بقراءة سريعة في تفاصيل مبادرة رئيس الدولة للدعم الاجتماعي- نسهم في تقديم نموذج فريد للعالم في الكيفية التي يصبح بها الرفاه المجتمعي وجودة الحياة -التي تحرص دولة الإمارات على إرساء دعائمها وترسيخ مقوماتها لمواطنيها- عنصرًا أساسيًا ومقومًا رئيسًا من مقومات مسيرة التنمية الشاملة. فدولة الإمارات العربية المتحدة تقدم نموذجها الناجح الذي يؤكد أن كل دعم يُقدَّم للأسر المواطنة وللمواطنين ذوي الدخل المحدود، هو تعزيز للاستقرار الأسري، وهو دعم لمسيرة التنمية التي تضع الإنسان محورًا وهدفاً أصيلًا لها.
لقد روعي في تصميم المبادرة، حسب توجيهات رئيس الدولة، أن يكون الدعم الاجتماعي شاملًا وعادلًا؛ وقد دُرِست هذه المبادرة بعناية ودقة من حيث التوقيت وآليات التنفيذ، لتكون نتيجة طبيعية للعمل وفق سياسات شفافة ومعايير عملية ومنهج حوكمة. والأهم من ذلك ضمن رؤية واضحة محددة تستلهم قيمها من القواعد التي أرساها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله برحمته. وحمل رايتها قائد مرحلة التمكين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وأبدع في تطويرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي طالما أكد أهمية تطوير خدمات ومنظومة إسكان ترتقي بالمواطنين.
إنها رسالة بالغة الأهمية ترسخها توجيهات سموه بعد توليه رئاسة دولة الإمارات عنوانها الأبرز أن أولوية رعاية المواطنين بكل فئاتهم وشرائحهم ومواقعهم، والاهتمام بشؤونهم واحتياجاتهم وتمكينهم، ستبقى على الدوام في صدارة رؤية قيادة الإمارات وستحظى بكل الدعم والرعاية.