حركة مجاهدي خلق تكتب:
ايران... هروب الى طريق مسدود
عاد القلق من امتلاك نظام الملالي القنبلة الذرية الى واجهة الاهتمام الدولي بعد تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي التي اكد فيها مضي البرنامج النووي الايراني في هذا الاتجاه.
وجد المحللون في تصريحات غروسي حول محدودية اشراف الوكالة على البرنامج النووي الايراني ما يقلل من اهمية الحديث حول التوصل الى اتفاق نووي حيث اشارت كبريات وسائل الاعلام الدولية الى موت وشيك للاتفاق.
ترافقت التصريحات مع مقالة كتبها المفوض السامي للسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي جوزيف بورل في صحيفة فاينانشيال تايمز تحدث فيها عن نفاد مساحة التوصل الى اتفاق حول الملف النووي مما زاد من توقعات المتشائمين الغربيين.
لم تبتعد هذه المناخات عن متابعات الصحف الصادرة في ايران، حيث ترى صحف التيار المهزوم خفوتا أكثر من أي وقت مضى في احتمالات التوصل الى اتفاق بعد زوال دافع احيائه، فيما ترى صحف التيار المسيطر عدم جدوى الجهود المبذولة لإحياء الإتفاق الذي وصفته بالجثة النتنة، الامر الذي يتناقض مع تاكيدات الرئيس ابراهيم رئيسي على امكانية التوصل لاتفاق اذا تصرف الطرف الاخر بعقلانية واشارات الناطق باسم وزارة خارجية الايرانية الى قرب التوصل لاتفاق في وقت قريب، مما يثير العديد من التساؤلات.
ساهمت صحيفة رسالة الحكومية الايرانية في توفير اجابة على التساؤلات المتعلقة بتعارض رؤية رئيسي وحكومته مع توقعات الاطراف الدولية وترجيحات اطراف النظام، بتأكيدها على ان إيران ليست في وضع يسمح لها بتحمل مسؤولية وكلفة الفشل الرسمي للمفاوضات النووية وعدم إحياء الإتفاق النووي، والتسبب بانفجار داخل الدولة، مشيرة الى التداعيات الفورية لفشل الاتفاق على الظروف الاقتصادية والمعيشية، وغياب بدائل الاتفاق.
ما لم تقله رسالت قاله الرئيس السابق حسن روحاني مع تازم الاوضاع الداخلية، حيث استخف برئيسي بعد عام من الصمت، مشيرا الى ان انهاء العقوبات كان ممكنا في مارس 2021 لولا مصيبة القرار النووي للمجلس، ليعيد الى الاذهان تصريحات ادلى بها العام الماضي واعتبر فيها تأخير إنهاء الحصار خيانة كبرى وعارا أبديا، الامر الذي دفع عضو مجلس الشوري نقد علي للرد بتحميل مسؤولية الفشل للارث الذي خلفه روحاني، والمطالبة بالقاء الاخير وراء القضبان.
استشرف زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي في مطلع العام الماضي ما يجري اليوم، حين قلل من اثر تراجع النظام عن لعبة القط والفأر التي يلعبها مع المجتمع الدولي، بعد ان اصبح ابراهيم رئيسي ضمن الملف النووي، وتحول الى عامل تفجير .
تدلل هذه التطورات على انكفاء نظام الولي الفقيه، بحثا عن طرق التفافية، حتى لو كانت مسدودة، مما يعني المزيد من تدهور اوضاع نظام الملالي، حيث يجلب الفشل في التوصل لاتفاق نووي ازمات حادة على الصعيد الداخلي، ولن يحمي الحصول على القنبلة الذرية الولي الفقيه من غضب الشارع المتذمر من الازمات الاقتصادية والمعيشية.