حركة مجاهدي خلق تكتب:

ما السبب وراء الفيضانات الأخيرة في إيران؟

طهران

يسعى المسؤولون الحكوميون إلى ربط الفيضانات بالتغير المناخي. بيد أن السبب الرئيسي للفيضانات يكمن في أدائهم المدمر خلال الـ 40 عامًا الماضية.

لا تزال الفيضانات تضرب المدن الإيرانية حتى الآن. ولقيَ أكثر من 200 شخص من المواطنين مصرعهم بسبب الفيضانات. والجدير بالذكر أن الخسائر الاقتصادية التي سبَّبها هذا الفيضان أكثر بمراحل مما سبَّبهُ الفيضان الذي ضرب البلاد في بداية الربع الثاني من عام 2019. ولا يوجد لدينا أي إحصاءات دقيقة للأضرار الناجمة عن الفيضانات. ودُمرت جميع المنتجات الزراعية للمواطنين في المناطق الريفية؛ بسبب الفيضانات.

ويسعى المسؤولون الحكوميون إلى اعتبار الفيضانات كارثة طبيعية. ويكرر الكثيرون منهم عبارة “تغير المناخ” دون معرفة ما تعنيه. ولكن بالقليل من تدقيق النظر، يمكن اقتفاء أثر تقاعس قادة الحكومة ونهبهم للمواطنين، وما إلى ذلك في التعامل مع هذا الفيضان. ولطالما كان من الممكن التنبؤ بالفيضانات في إيران منذ زمن بعيد، ولا يمكن أن يتسبب تغير المناخ في حدوث الفيضانات. وضربت الفيضانات البلاد في الأيام الأخيرة؛ بسبب عدم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية. والجدير بالذكر أن عدم القيام بأعمال التجريف واحترام خصوصية الأنهار يؤدي إلى تفاقم ظاهرة تدمير الفيضانات.

وأظهر الفيضان الأخير الذي ضرب مدن محافظة فارس، وإمام زاده داوود، وفيروزكوه، وغيرها من المدن، أنه إذا لم نطيع قوانين الطبيعة وقيودها، فإن الطبيعة والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية سوف تجبرنا على الانصياع. لقد دفع الإيرانيون الغرامة الباهظة لعدم مراعاة زعماء الحكومة لهذه التعاليم، أثناء فيضان عام 2019. بيد أن السلطات الحكومية لم تأخذ هذا التعاليم على محمل الجد، واستمرت في أداء عملها بالأسلوب المتبع في الماضي إلى أن ضرب الفيضان البلاد في أغسطس2022.

واستمرت الإبادة الجماعية للطبيعة بلا توقف على مدار الـ 40 عامًا الماضية. وكان وهم الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية الذي أدى إلى جفاف طبقات المياه الجوفية، وبناء السدود غير المعيارية والخارجة عن نطاق السيطرة العلمية، وعدم منح حصة المياه للأراضي الرطبة، وتدمير الغابات والمراعي؛ من بين الإجراءات التي اتخذها المسؤولون الحكوميون خلال هذه الفترة.

تعتبر الغابات والمراعي من أكبر العوائق الطبيعية للتصدي للفيضانات. ويُعد تنفيذ عمليات إدارة المستجمعات المائية، وتوجيه الفيضانات إلى المياه الجوفية بدلًا من تراكمها خلف السدود وإعادة تبخيرها؛ من أهم طرق تجنب حدوث الفيضانات.

فعلى سبيل المثال، يعود البناء العشوائي للسدود إلى سيطرة قوات حرس نظام الملالي على موارد إيران المائية السطحية والجوفية، وبالتالي ينهبون الإيرانيين، من خلال بناء سدود مختلفة بموجب إبرام عقود ضخمة بملايين الدولارات. ولهذا السبب أيضًا، يهيئون الظروف لحدوث فيضانات مدمرة.

قالت السيدة مريم رجوي: " ان هذا الحجم من تعرض الشعب الإيراني للفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى  في القرن الحادي والعشرين، يرجع إلى الأبعاد المدمرة للحكومة التي تنفق موارد الشعب الإيراني على القمع والترويج للحروب والبرامج النووية والصاروخية للحفاظ على نظام ولاية الفقيه. "

واشارت الى "انفاق حوالي تريليوني دولار حتى الآن على برنامج صنع القنبلة النووية والصواريخ والطائرات بدون طيار وتمويل مجموعات تعمل بالوكالة في الشرق الأوسط، على حساب تدمير حياة الشعب الإيراني."

 إن التصدي للفيضانات والكوارث الطبيعية يتطلب إرساء حكومة شعبية. ولا ينبغي أن نتوقع إصلاحٍ لشؤون البلاد من حكومة يقوم أساسها على قمع المواطنين ونهب ثرواتهم.

 ويدل عدم معالجة أوضاع المنكوبين بالفيضانات هذه الأيام على أن المسؤولين الحكوميين ليسوا لديهم أي رغبة في مساعدة المواطنين، ويكمن شغلهم الشاغل في غالب الأمر في الاستعراض والدعاية لأنفسهم.  ويكمن الحل الوحيد لإنقاذ الإيرانيين؛ في تنظيم الاحتجاجات على الصعيد الوطني، وتضامن جميع الفئات لإسقاط هذه السلطة. وفي هذه الحالة فقط يمكن للإيرانيين أن يأملوا في مستقبل مشرق.