حركة مجاهدي خلق تكتب:

عصي الملالي في دواليب فيينا

طهران

تركت التصريحات التي اعقبت عودة الوفود التفاوضية من فيينا، بعد محادثات خيم عليها الغموض، علامة استفهام كبيرة حول مستقبل خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) المتعلقة بازمة الملف النووي الايراني.
من ناحيته يؤكد الاتحاد الاوروبي صاحب خطة المفاوضات على الانتهاء من نص الاتفاقية مغلقا الباب امام اجراء تعديلات، ولا تبتعد الولايات المتحدة عن هذا الموقف باشارتها الى نهاية المفاوضات، لكن النظام الايراني لا يقبل نص الاتفاق باعتباره نهائيا ويصر على التعامل معه باعتباره مقترحات اوروبية، مما يعني وضعه العصي في الدواليب لمنعها من الدوران.
أكد أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ضرورة ان ينص الاتفاق على “حقوقنا ومصالحنا” ويضمن “إزالة العقوبات بشكل مستقر وفعال” فيما يؤكد الاخير على ان  “ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه بالفعل وورد في النص النهائي، ومع ذلك وراء كل مسألة فنية وكل فقرة، قرار سياسي يجب اتخاذه في العواصم، واذا كانت الاجابات ايجابية يمكننا توقيع هذه الاتفاقية “.
تفيد وسائل الاعلام الرسمية الايرانية بارتباط الخلاف الرئيسي بين إيران والغرب في محادثات فيينا باصرار طهران على ضرورة إغلاق ملف تحقيق وكالة الطاقة الذرية في اكتشاف مواد نووية غير معلن عنها في إيران، حيث رد الجانب الغربي على هذا الطلب بأن الوكالة هي المسؤول عن متابعة قضية PMD، في الوقت الذي تؤكد الوكالة على أن الاجابات التي قدمها نظام الملالي حول اكتشاف جزيئات اليورانيوم المخصب في مواقعه الثلاثة غير المعلنة لم تكن مقنعة، مما يبقي القضية مفتوحة.
ويتضح من خلال المعلومات المتداولة ان طهران شاركت في جولة مفاوضات فيينا لتحقيق هدفي  تخفيف الضغوط العالمية للوصول إلى نقطة تحول نووي، واستغلال حاجة بايدن لتحقيق انجازات في شراء الوقت، وبذلك انتهت جولة أخرى من المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق على النتائج أو الاستمرار فيها.
في هذه التطورات ما يعيد الى الاذهان قراءة زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي قبل عام، التي ترى بان  اثر سياسة الملالي تجاه الملف النووي لن يكون مختلفا بعد تنصيب ابراهيم رئيسي، سواء اتبعوا لعبة القط والفأر او خطة العمل الشاملة المشتركة، متنبأ بحدوث الانتفاضة الشاملة.
يضع نظام الولي الفقيه العصي في دواليب محادثات الملف النووي لشراء الوقت، على امل حدوث ما يجنبه تجرع سم الاتفاق، لكن تطورات الاوضاع الداخلية واحتمالات التغيير لا تترك له مجالا للمضي بعيدا في اوهامه.