مروان هائل يكتب:

الإرهاب مشكلة عالمية

صنعاء

بالكاد يمكن وصف الوضع الدولي الحالي بأنه مستقر وأحد أسباب ذلك هو ظهور الإرهاب ، الذي يكتسب اليوم نطاقًا عالميًا حقيقيًا وأصبح التهديد الرئيسي للسلام والاستقرار الدولي .
الجمهورية اليمنية واحدة من الدول التي عانت ولاتزال تعاني بشدة من الارهاب ، الذي يشكل اليوم تهديدًا لأمنها القومي ، وبسبب هذه التهديدات حدثت تغيرات كبيرة في كل من أشكال الإرهاب وطرق مكافحته ، ويقف اليوم التشريع اليمني في مواجهة التهديدات الإرهابية بكافة الامكانيات القانونية والاستراتيجيات الامنية ، حيث تم اعتماد التشريعات اللازمة و تشكيل لجنة وطنية لمكافحة الارهاب وانشاء وحدة متخصصة لجمع المعلومات عن الاعمال الارهابية وتحليلها وتبادلها مع الاجهزة الامنية المعنية الاخرى، كما تم انشاء وحدة خاصة لمكافحة الارهاب ذات كفاءة عالية وتجهيز مناسب للتعامل مع الارهاب .
الارهاب هو أيديولوجية العنف وممارسة التأثير في صنع القرار والتصدي للإرهاب هي مهمة جماعية لا تتوقف عند النصوص القانونية
، وهناك عدة اسباب للتحول إلى الأنشطة الإرهابية اهمها :
- الفقر والجهل والتعصب .
- أسباب ذات طبيعة نفسية، حيث خلص الباحثون إلى أن من بين الإرهابيين يغلب الأشخاص ذوو الإعاقات العقلية.
- الدوافع لتأكيد الذات وإعطاء أهمية خاصة لأنشطة الفرد .
- الدوافع الأنانية التي يمكن أن تزاحم الأيديولوجية أو تتشابك معها.
- القناعة المطلقة بامتلاك حقيقة أسمى ونهائية وهي وصفة فريدة من نوعها لـ "إنقاذ" شعب أو جماعة أو حتى البشرية جمعاء.
إن الإرهاب الداخلي و الدولي كجرائم وظواهر إجرامية كجزء من الجريمة المنظمة يهددان بأن يصبحا في القرن الحادي والعشرين عقبات خطيرة أمام حل المشكلات الوطنية والإقليمية والعالمية ، وقد أوضحت الدراسات المتعددة عن الارهاب بأن السيطرة على الإرهاب هو فهم علمي ورسمي لهذه الأعمال وتحديد لقوى والظروف التي أدت إليها واعتماد الإجراءات السياسية والقانونية وغيرها لمنع الأنشطة الإرهابية ومكافحتها .
الإرهاب خطر على الدولة والمجتمع وهو أحد أشكال تكتيكات النضال السياسي المرتبطة باستخدام العنف ذي الدوافع الأيديولوجية ، فجوهر الإرهاب هو العنف بغرض التخويف ، والهدف من العنف هو السلطات في شخص موظفي الخدمة المدنية أو المجتمع في شخص المواطنين الأفراد بما في ذلك الأجانب ، كما ان الغرض من العنف الارهابي يتمثل في تحقيق تطور الأحداث المرغوبة للإرهابيين وزعزعة استقرار المجتمع ، وإطلاق العنان لحرب مع دولة أجنبية ، والتنازلات السياسية من السلطات ، إلخ.
لم يتوصل المشرعون في مختلف البلدان إلى تعريف موحد للإرهاب بسبب اختلاف الرؤى حول مفهوم الارهاب ، حيث يرتبط الارهاب بمفهوم اكثر عمومية ، إلا ان دول العالم متفقة حول الاطار العام لمفهوم الارهاب والمقصود به ، بأنه سياسة عنف خطرة على الدولة والمجتمع .
الشرط الإلزامي للإرهاب هو صدى العمل الإرهابي في المجتمع ، لان الإرهاب في جوهره إعلاني يعتمد على النشر الواسع للمعلومات حول الهجوم الإرهابي وتحويله إلى الحدث الأكثر مناقشة ، وهذا هو العنصر الأساسي في التكتيكات الإرهابية و الهجوم الإرهابي الذي يصاحبه الرد العام على العمل الارهابي لتغيير الشعور العام في اتجاه عدم الشعور بالأمان ، فالهجمات تؤثر على علم النفس الجماعي .
الإرهاب هو أخطر طريقة (من حيث الموارد المستثمرة و النتائج المتحصل عليها) لزعزعة الاستقرار السياسي للمجتمع، حيث تتطلب أساليب زعزعة الاستقرار مثل التدخل العسكري والتمرد ، وإطلاق العنان لحرب أهلية ، وأعمال الشغب ، والإضراب العام ، وما إلى ذلك من موارد كبيرة لزعزعة الاستقرار .
بتحليل أساليب النشاط الإرهابي يميز الباحثون أشكال الإرهاب وأساليبه بالتالي :
- تفجيرات للمنشآت الحكومية والصناعية والنقل والعسكرية ومكاتب تحرير الصحف والمجلات والمكاتب المختلفة والمباني السكنية ومحطات والمتاجر والمسارح والمطاعم ، إلخ.
- الإرهاب الفردي يتميز بالاغتيالات السياسية - المسؤولون والشخصيات العامة والمصرفيون وموظفو إنفاذ القانون ، إلخ.
- الاختطاف السياسي ، و كقاعدة عامة يتم اختطاف كبار رجال الدولة والصناعيين والصحفيين والعسكريين والدبلوماسيين الأجانب ، الغرض من الاختطاف هو الابتزاز السياسي (مطالب بتحقيق شروط سياسية معينة ، وإطلاق سراح المتواطئين من السجن ، والفدية ، وما إلى ذلك).
- الاستيلاء على المؤسسات والمباني والبنوك والسفارات وغيرها مصحوبة بأخذ رهائن في أغلب الأحيان ، يتبع ذلك مفاوضات مع ممثلي السلطات .
- سرقة البنوك ومحلات المجوهرات والأفراد واحتجاز الرهائن مقابل فدية ، فالسرقة هي شكل مساعد من أشكال النشاط الإرهابي الذي يزود الإرهابيين بالموارد المالية.
إن ترسانة أساليب الإرهاب وأشكاله تتوسع باستمرار والآن يتحدثون عن الإرهاب الاليكتروني ، حيث المبدأ يمكن أن تصبح أي بنية تحتية للمجتمع أو أي منشآت صناعية أو هياكل تكنولوجية أو مرافق تخزين النفايات هدفًا لهجمات إرهابية.
وفقًا للرأي العام للفقهاء ، فإن الإرهاب بأي شكل من أشكاله هو الأكثر خطورة من الناحية الاجتماعية من بين جميع الجرائم التي يصفها القانون الجنائي ، لذلك يطالب الفقهاء ادخال في عقوبات المواد التي تنص على المسؤولية الجنائية لجريمة ذات طبيعة إرهابية ، بأن تكون هناك أقسى عقوبة من بين جميع أنواع العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي .