حركة مجاهدي خلق تكتب:

إيران .. فكرة عصية على الاجتثاث

طهران

تكرس حيوية وحدات المقاومة في ايران اليوم حقيقة صعوبة اجتثاث الافكار، قدرتها على البقاء والتجدد، توفير مناخات المقاومة، والثبات امام  محاولات المحو، حين تتأصل في اذهان الناس، وتتحول الى مكون للضمير.  

عندما أصدر خميني فتوى مذبحة عناصر مجاهدي خلق قبل 34 عاما  كتب له خليفته حسين علي منتظري ان المجاهدين ليسوا مجموعة أفراد، بل طريقة تفكير، نوع من المنطق، مشيرا الى ان القتل يروج الفكرة ولا ينهيها، وعلق على المجزرة فيما بعد بانها  لصالح مجاهدي خلق على المدى الطويل، مؤكدا ان “العالم يديننا ويشجعهم” على القتال أكثر، لكن خميني كان يعلم أن وجود المجاهدين يعني عدم وجود نظام ولاية الفقيه بكامله.  

دفع فشل سياسة سحق مجاهدي خلق ـ بممارسة أبشع أنواع التعذيب والزج في الأقفاص وغرف التعذيب المسماة بالمنازل السكنية وغيرها ـ خميني إلى ارتكاب مجزرة الابادة الجماعية، التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي، 90٪ منهم من المجاهدين، حاول التستر على الجريمة باخفاء المقابر الجماعية، وكلما توفرت علامة على هذه المقابر عمل على اخفاء الاثر. 

خاب ظن الملالي وهم يراقبون قدرة المجاهدين على الصمود في مواجهة الة القتل والقمع، عندما يسقط مجاهد ينبعث ويتكاثر في المجاهدين والمنتفضين، ليشتعل المزيد من نيران الحماس والتصميم على الإطاحة بنظام الولي الفقيه.  

قال منتظري للجنة الموت أثناء المجزرة ان هذا منطق غرسه مؤسس المنظمة حنيف نجاد في أفكارالمجاهدين، الشخص الذي ضحى بحياته منتحراً، مؤكدا على ان هذا الفكر نابع عن معتقد. 

ساعدت حركة المقاضاة التي بدأت ببرقية قائد المقاومة مسعود رجوي إلى امين عام الأمم المتحدة وقت حدوث المجزرة في الترويج لهذه الفكرة، ومع دعوة الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي عام 2016 بلغت حركة التقاضي ذروة جديدة، وتلقى الجيل الشاب درسا اخر في ثقافة “الوقوف على العهد” والتمسك بميثاق الحرية، لتكون النتيجة ولادة ونمو وتوسع كبير في وحدات المقاومة، مما اضطر خامنئي للاعتراف بأن “إله هذا العام هو إله الثمانينات” مذكرا بعمليات ومقاومة مجاهدي خلق في ثمانينات القرن الماضي، وتوالت الاعترافات ليؤكد عناصر خامنئي على شاشة التلفزيون الحكومي وقوف المجاهدين الثابتين على عهدهم وقولهم “نحن باقون على عهدنا مع رجوي” قبيل سوقهم لتنفيذ حكم الاعدام بهم. 

اخفقت المجازر في الحد من ديناميكية التفكير التي ارساها محمد حنيف نجاد في منظمة مجاهدي خلق،  لتلقى الفكرة قبولا واسعا في ايران اليوم، لدرجة أنه في عينة واحدة فقط يتم نشر مقطع فيديو لـ 5 آلاف من أعضاء وحدات المقاومة، يقسمون فيه على مواصلة طريق الأبطال المتمسكين بموقف الإطاحة بالنظام.