د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

د. توفيق جزوليت العروبي الحر

عدن

الف تحية  للاكاديمي المغربي الحر الذي  عاصر أحداث الحرب اليمنية الظالمة على شعب الجنوب العربي منذ العام 1994م وكان ولا زال  الشاهد الحي والمخلص المساند لشعبنا في الجنوب العربي وهو يخوض معركته ضد الاحتلال اليمني الذي تخندق ضده في أشرس مواجهة وجودية لاستلاب استقلاله وطمس هويته منذ الخمسينات من القرن الماضي مستغلا نخوته وطيبته للتخلص من نظام الامامة الكهنوتي وكيف رد له الجميل بالغدر والخيانة ونكران الجميل واستلاب هويته وكان سببا في كل الحروب والفتن الجنوبية -الجنوبية حتى استولى عليه عام 1994م وما تلاها من ارتدادات زلزالية أسقطت كامل الجنوب في قبضته ، وقد أوضح   د.توفيق جزوليت : أن التطورات الميدانية و الجيوسياسية تتزامن كذلك مع فشل الأمم المتحدة في إيجاد مخرج لأزمة انطلقت شرارتها مع حرب 1994 وتطورت إلى حراك شعبي من قبل أبناء جنوب اليمن أدى بالتالي إلى مقاومة شعبية أنهت الوجود الحوثي و حلفاءه من الإرهابيين فوق التراب الجنوبي ليتحقق الحد الأدنى من السلم و السلام في ربوع الجنوب العربي .
وأكد جزوليت إن المعركة من أجل الحرية و الاستقلال بدأت مؤشراتها تلوح في الأفق مع الإعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي و الرغبة الأكيدة للجماهير الجنوبية في فك الارتباط مع صنعاء و إقامة دولة جنوبية ليبرالية وديموقراطية تتسع للجنوبيين كافة . وبيّن أن المعركة الإعلامية لا تزال في مهدها و هي بدون أي شك سيطول أمدها .
واختتم جزوليت  قائلاً:" إنني أعي جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس في ظروف جيوسياسية معقدة ... لهذا فان مساندة المجلس و دعمه في معركته ضد القوى التي تريد إعادة الجنوب إلى تبعية صنعاء  و ان ظهرت أخطاء أو سلبيات. يجب تقويمها و إصلاحها و ليس التحريض ضدها.... لإن الذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ"
وأكد الأكاديمي المغربي وأستاذ القانون الدولي أن السلم والسلام لن يستتب في منطقة اليمن و الخليج العربي دون استعادة شعب الجنوب استقلاله !!
وأضاف:” لقد عرف العالم العربي مشاريع وحدوية كلها باءت بالفشل، و ذلك لأسباب متباينة 
مشددا على أن القضية الجنوبية هي القضية المركزية، و حلها هو المدخل الالزامي لإنهاء الازمة في اليمن.
وأضاف:” لقد تم بفعل الملموس تجاوز فكرة الوحدة بكل اشكالها الاندماجية و الفيديرالية".
وتابع:” كل المؤشرات تؤكد أن أهل الجنوب يعتبرون أن الحل هو استعادة دولتهم، ليتم بذلك تفعيل العضوية لدولة الجنوب كدولة معترف بها دوليا حسب ترسيم ما قبل 1990 على كامل ترابها ، و بإشراف مباشر من الامم المتحدة".
وختم حديثه بالقول: ” إن المسيرة نحو الحرية و الاستقلال لا تزال شاقة لكنها قابلة للنجاح وًتحقيق الاستقلال المنشود و الدخول في مجتمع ديموقراطي ليبرالي و لن بتم هذا إلا عبر تقوية الجبهة الداخلية و الحفاظ على المكتسبات العسكرية و محاربة المناطقية وًكذلك عبر استباب الامن في محافظات الجنوب الستة وهو ما سيسهم في نهاية المطاف بتسويق مبدأ الاستقلال اقليميا وًدوليا".
وقال المحلل السياسي هاني مسهور  ‏لم ينجب الاعلام العربي مراسلاً حربياُ غير ابن المملكة المغربية توفيق جزوليت
وقد سجل أسمه بدون وقوع في ايدلوجية الاحزاب والتقاطعات وبقي اسماً ثابتاً على رغم مرور السنوات، فلم يكن مهرجاً ولا مزايداً كان ناقلاً للمعارك وظهر اليوم شاهداً بكلمة الحق .
وكان أستاذ القانون الدولي "توفيق جزوليت" رئيس البعثة الاعلامية لتلفزيون ل ام بي سي . وكبير المراسلين في حرب 94م أبرز ما جاء في شهادته على حرب 94م على الجنوب أنها حرب ظالمة على الجنوب بكل المعاني وعلي عبدالله والشيخ الأحمروكبار المتنفذين  نكثوا العهود وأعدوا العدة للسيطرة على الجنوب ليصبح تابعا وتعاملوا بقسوة مع الجنوب واستقدموا الكثير من المجاهدين العرب لمقاتلة الجنوب بحجة أنهم كفار وانا رايتهم في الجبهات ولديهم فتوى دينية  بذلك واردف قائلا : بصفتي استاذ في القانون الدولي أرى انسب  الحلول اليوم في فك الارتباط مع الشمال وإقامة الدولة الجنوبية وقال بان قوانين الامم المتحدة تمنح الحق في ذلك اذا ماتوفرت ثلاثة مرتكزات  : الشعب، الارض، الحكومة ،والجنوب اليوم لدية ذلك.
وقال د. توفيق جزوليت: الجنوب العربي وطن وهوية ..ومن يتمسك باليمننه فلا يتحدث عن استقلال الجنوب العربي..اليمننة شعار دخيل كان و لا يزال سببا لكل الحروب في الجنوب العربي  التاريخ المعاصر يؤكد أن الجنوب تم سرقته حين تم ادخال قادة وأعضاء أحزاب الشمال الهاربين من ظلم الأئمة في الشمال و تسليمهم شيئا فشيئا الدولة في الجنوب. هم الذين اغتالوا وطردوا كوادر عدن والجنوب وقياداته . حتى انهار الجنوب لأنه كان يقاد من شماليين غرضهم استخدام ثروة وإنسان الجنوب لقلب النظام في صنعاء باستخدام شعارات الهوية اليمنية ومصطلح الوحدة. ولم يكن هدف هؤلاء الهاربين رد الجميل للشعب الجنوبي الذي احتضنهم و العمل على تقدمه وتطوره واستقراره. التاريخ يؤكد بفعل الملموس أن الصراعات الجنوبية-الجنوبية منذ بدايتها و التي توجت في 1986 هي صراعات بين هوية الجنوب والهوية اليمنية. بدأت منذ رفض ثوار الجبهة القومية لاستلام الجنوب باسمه الحقيقي الجنوب العربي. وحين عارض الرئيس قحطان وانتبه ان الانحناء كل مرة لعاصفة اليمننة خطر تم إقصاؤه من قبل تيار اليمننه …وحين أدرك الرئيس سالمين ان اتجاه الجنوب يخالف المحيط ،كان تيار اليمننه (اليساري )قوي فاقتلعوه. و في فترة لاحقة الرئيس علي ناصر . و استمر هذا المد إلى حدود عهد الرئيس البيض الذي لم يستطع مواجهة غالبية اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الشماليين بفضل تنامي تيار اليمننة ولا يزال إلى حدود كتابة هذه السطور يخوض الجنوبيون صراعا مع أحزاب اليمننة حتى بعد تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني. و الواقع ان الصراعات في الجنوب كانت بسبب إدخال هوية لا يقبلها شعبه العربي ولم تكن في عمقها و في غالبية الأحيان صراعات لأجل السلطة او صراعات مناطقية. وان ظهرت بذلك لكنها كانت و لا تزال صراع هوية…فحذار من إن ازدواج الهوية و عدم وضوحها فإنها تضعف القضية الجنوبية و قد تقضي عليها .
فتحية من شعب الجنوب العربي  للدكتور توفيق جزوليت العروبي الحر على مواقفه النبيلة التي لن يمحوها الدهر وستظل منقوشة في ذاكرة الأجيال الجنوبية .
د . علوي عمر بن فريد