محمد خلفان يكتب:

المرأة الإماراتية.. أكثر من المساواة

من واقع الاعتراف بدورها التنموي وأهميته، احتفلت الإمارات في 28 أغسطس الجاري بيوم المرأة الإماراتية 2022 واختارت له شعار "واقع ملهم.. مستقبل مستدام".

والشعار الذي أطلقته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، "أم الإمارات"، إنما يجسد التقدم الكبير الذي صار واقعا يشهد بالفعل لإنجازات وجهود المرأة في الإمارات.. ويؤكد في الوقت ذاته على التمسك باستمرارية تلك الإنجازات، وكذلك الجهد والعمل الدؤوب للمرأة الإماراتية من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل.. ليس في فترة زمنية معينة أو تحت ظروف بعينها، وإنما دائمًا وأبدًا.

ومن هنا جاء وصف المستقبل بـ"المستدام" في شعار اليوم، أي مستقبل مفتوح دائما على أهداف وتطلعات المرأة الإماراتية.

إن المرتبة المتقدمة التي احتلتها الإمارات في المؤشرات الدولية ذات الصلة بالمرأة.. ومن أهمها مؤشر "الفجوة بين الجنسين"، حيث جاءت الأولى عربيًّا، لهو دليل على تقدير الدولة للمرأة وتمكينها.

يبقى القياس الأهم، ليس عندما يكون بالمقارنة مع مختلف دول العالم، حيث يبرز التفوق الحقيقي لدولة الإمارات.. ففي مؤشر "التوازن بين الجنسين" جاءت الإمارات في الترتيب الثامن عشر على مستوى العالم، متقدمة على معظم دول العالم، بما فيها كثير من الدول التي تدعي التحضر وتتظاهر بالمساواة بين المرأة والرجل.

وإن كان من دلالة مهمة في هذا الإنجاز الإماراتي غير المسبوق، فهي أن التمدن والتحضر وتمكين المرأة وممارستها أدوار مجتمعية واضطلاع المرأة بمهام وطنية أو نشاطها في المجال العام، كل ذلك لا يتعارض مع الدين ولا التمسك بالقيم الأخلاقية والتقاليد الراسخة والثقافة المحافظة.

ولأن دولة الإمارات سباقة دائما، وطالما اخترقت بقيادتها الرشيدة وفكرها ذي الرؤية مجالات جديدة وحققت إنجازات غير مسبوقة، فإن التميز والتكريم الذي تحظى به المرأة الإماراتية لا يقتصر على الأدوار المجتمعية والأنشطة الثقافية، بل يمتد وبتفوق إلى المجالات العلمية.. فقد اخترقت المرأة في الإمارات علوم الفضاء واحترفت ممارسة الاقتصاد والأعمال، كما تحرز تقدما متسارعا في البحث العلمي.

فعلى سبيل المثال في مجال الفضاء، كان للمرأة الإماراتية دور جوهري في مهمة استكشاف المريخ، التي انطلقت من دبي، حيث بلغت نسبة المرأة 34٪ من العاملين في المهمة ككل، وتزداد إلى 80٪ من فريق العلماء تحديدًا.

ويجدر هنا التذكير بأن معالي سارة الأميري هي وزير الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس وكالة الإمارات للفضاء.

ووفقا لإحصائيات منظمة اليونسكو، فإن المرأة في الدول العربية عامة تشكل 57٪ من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أما في الإمارات فترتفع النسبة لتصل إلى 61٪.

وبين 14 عالمة عربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كرّمتهن اليونسكو هذا العام، جاء اثنتان من الإمارات، وقد حظيتا بالتكريم بسبب أبحاثهما حول زرع الأعضاء وتطبيقات استخدام الضوء.. ما يؤكد أن الإمارات صارت وبشكل واقعي قاطرة الدول العربية في تمكين المرأة في القطاعات كافة، بما فيها العلمية والتكنولوجية.

بعد كل ذلك، لا يجب أن يندهش أحد من دخول المرأة الإماراتية إلى مجالات كانت مغلقة حصرًا على الرجال، حتى في الدول المتقدمة.. حيث اعتادت الإمارات نقل خبراتها إلى العالم لتعميم تجاربها الرائدة.

وقد تزامن مع احتفال هذا العام بيوم المرأة الإماراتية، تنظيم "ملتقى المرأة الإماراتية".. إذ تم اختيار "تمكين المرأة في مجال الدفاع المدني" عنوانًا له.. وكان لافتا أن الملتقى حظي بمشاركة واسعة من سيدات ذوات أدوار مهمة وفاعلة في مجالات مختلفة، والأهم أنهن ينتمين إلى دول عربية وأجنبية وليس الإمارات فقط.

إن كل هذه الإنجازات الراقية، التي باتت المرأة الإماراتية تتمتع بها، وضعتها في مكانة أبعد كثيرا من الهدف المحدود بالمساواة مع الرجل.. ولم تكن تلك المكانة لتتحقق دون ثلاثة عوامل تشكّل مثلث التفوق الإماراتي، وهي: قيادة رشيدة ومتحضرة للدولة، ورعاية معطاءة وفياضة من سمو الشيخة فاطمة بن مبارك، وشعب واع وحكيم.