هيلة المشوح تكتب:
هي لنا دار.. ونحن لها عمار!
يصادف غداً الجمعة الثالث والعشرين من سبتمبر مرور 92 عاماً على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، والذي أرسى قواعد الحكم ومنهج العدل ودعائم الأمن والاستقرار على أرض الجزيرة العربية، موحِّداً شتات دولته الثالثة ومستعيداً أمجادَ آبائه وأجداده الممتدة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1157ه/1744م على يد الإمام محمد بن سعود، ثم الدولة السعودية الثانية التي تأسست عام 1240ه/1824م على يد الإمام تركي بن عبد الله، ثم الدولة السعودية الثالثة وهي «المملكة العربية السعودية» التي رسّخ قواعدها المؤسس الملك عبدالعزيز كواحد من أعظم رجال القرن العشرين، إذ أقام وطناً عظيماً وعمره 26عاماً، وحكم الدولةَ (المملكة العربية السعودية) 54 عاماً، وأتى من بعده أبناؤه: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، رحمهم الله جميعاً، ثم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه.
وتتخذ المملكة العربية السعودية في ذكرى تأسيسها الحالية هويتَها التي جمعت بين العراقة والتجديد تحت عبارة «هي لنا دار»، لتترجم مشاعرَ كل سعودي تجاه وطنه كدار آمنة لمن تحتضنه وينعم بدفئها، دارٌ للماضي الجميل بعراقته ومعاركه وبطولاته وفتوحاته، ودار للحاضر الزاهر بتحولاته ومتغيراته واستقراره ورفاهه، ودار للمستقبل المشرق الذي تتراءى طلائعه بانطلاق رؤية المملكة 2030 برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رعاه الله.
مسيرة طويلة من البناء والتنمية بدأتها المملكة العربية السعودية بعد أن تدفق النفطُ تحت رمال صحرائها في عهد المؤسس طيب الله ثراه، ووصلت بفضل الله إلى ما تتمتع به البلادُ اليومَ من نماء وازدهار ونهضة شملت جميع مناحي الحياة، وتُوّجت برؤية المملكة 2030 التي ركزت على بناء الفرد وتنمية القدرات البشرية على أعلى المستويات العلمية والأكاديمية، ورسّخت مبادئ الدولة السعودية وهويتَها المستمدةَ من أرضها وتراثها وتقاليد شعبها وموروثات مناطقها وتعدديتها، كما ركّزت رؤية المملكة على جودة الحياة لصالح المجتمع السعودي، وتقديم كافة التسهيلات لحياة مستقرة للمواطن والمقيم والزائر، وتذليل كل سبل الرفاه والخدمات ضمن منظومات خدمية، تعليمية وصحية واجتماعية، تحقق الحياةَ الكريمةَ لكل مَن يعيش فوق أرضها. دولة قامت على الإصرار والحزم ومواجهة كل العقبات بثبات وشجاعة، دولة عبدالعزيز المؤسس الذي خرج في الثاني من يناير عام 1901 من الكويت، بمعية ثلاثة وستين رجلاً بأسلحتهم التقليدية ليستعيدوا كل ما التهمته الحامية التركية آنذاك، ليقع المؤسس المقدام بين ناري مواجهة الجيوش العثمانية والاستجابة لرسالة والده الإمام عبدالرحمن التي تطلب منه العودة برجاله إلى الكويت، فيخير عبدالعزيز مقاتليه بين العودة والبقاء، ليبقوا جميعاً، ويرسل عبدالعزيز رسالته الشهيرة: «موعدنا إن شاء الله في الرياض»، والتي تحقق بعدها بثلاثة عشر يوماً اقتحام أسوار الرياض واستعادة حكم الدولة السعودية بالنداء الشهير على أعلى أسوارها: «الحكم لله ثم لعبد العزيز».
ملحمة تاريخية عظيمة تأسست على إثرها دولة عظيمة، وما تزال تحت قيادة عظيمة تستمد قوتها وتستلهم نجاحاتها من سيرة ذلك البطل الذي وحّد أركانها وجمع شتاتها تحت كيان (المملكة العربية السعودية) التي تضم شعباً عظيماً ووفياً أسماه حفيد المؤسس (معزي)، وشبيهه صورةً وإقداماً، القائد الفذ الأمير محمد بن سلمان، بـ«شعب طويق»!