د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
القمة العربية قمة الجزائر ؛ قضايا وأولويات
واقع الحال العربي يقول أن قضية فلسطين كانت وستبقى أم القضايا؛ لكننا اليوم في أزمة كرامة فهل نخطو إلى أُم القضايا بلا كرامة... أم نستعيد كرامتنا ونمضي إلى أم القضايا بصفوف أسود فلسطين الموحدة موحدي الصفوف نحو المواجهة.
لنستعيد من خلال هذه القمة أربعة دول عربية محتلة.. لنحرر من خلال هذه القمة شعوب أربعة دول محتلة يحتلها نظام الملالي الآيل للسقوط في إيران .. ولنحرر من خلال هذه القمة أمننا القومي العربي من مخاوفه حيث تهدده عصابات ملالي طهران ثم نمضي إلى أم القضايا والحل بأيدينا؛ أما أن ندخل للقمة بدون ملفات هذه الدول الربعة وبدون حلول تحريرها من المحتل الآيل للسقوط فستكون قمتنا من العدم بالعدم وإلى العدم، وتستمر بذلك مسيرة الإحباط بتألق وإبداع.
تفصلنا عن القمة العربية قمة الجزائر أيام أو سويعات نرتقبها بفارغ صبر المتأمل المجرب للسابقات من القمم التي لم تتمخض عما يرضي الأنفس ويلبي الطموحات، كما تفصلنا عنها مخاوف من يتربص بنفسه وينتابه القلق إزاء ما قد يصدر عن القمة وحصادها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سيكون المخاض بحجم التحديات الجسام وما أكثرها، هل ستكون همم الطرح بحجم المسؤوليات وما أصعبها وبحجم نداءات الخلاص التي ملأت الكون ضجيجا وألما؟، هل سيكون مخاض القمة مخاض جبلاً يَلدُ جبلْ؟ ليته يكون كذلك، لكننا نخشى أن ينطبق عليها المثل القائل (تمخض الجبل فولد فأرا) أما رغبتنا فهي رغبة مدركين واعين يريدون لمخاض القمة العربية فيل يَلدُ جبلا.
كثيرة هي الملفات المُترهلة المُترحلة إلى هذه القمة، وكثيرة هي التناقضات في الرؤية والمواقف العربية، فقضية فلسطين أم القضايا ربطوها في مقعد وثير وأفحموها جدالا حتى كمدوها وترهلت وتترحل مترهلة من قمة إلى قمة حتى أيقن من يقبع ساكنا دون الدون أنه لا قيامة لنا وإن قمنا لا نقيم حال ولا نحرز هدفا.
أم القضايا فلسطينُ، وأهم القضايا اليوم عودة أربع أراضٍ مغتصبة؛ عودة العراق ركيزة الأمة وجمجمتها وعزها وعراقة تاريخها ليشمخ به العرب من جديد وينصبوا قاماتهم بعد أن نالت منه عصابات عمائم طهران ونكلت بأهله، أذلت عزيزهم وأعلت وضعائهم، وسلبت إرادة الدولة وحولت العراق العريق بمباركة دولية وعدم إكتراث عربي إلى كيان لا يرتقي إلى مستوى الدولة والنتيجة اليوم هي آلام وأوجاع للعرب الذين أدركوا متأخرا ما معنى أن تكون لهم بوابة شرقية منيعة، فقد تهلهلت الأمة بعد غياب العراق ماضية إلى التهاوي وإن طال الأمد خاصة بعد إحتلال الملالي وهيمنتهم على سوريا وتمزيقها وتحميلها من الأوبئة أعباءا تكبلها حتى وأن أفاقت من عثراتها وتطهرت من أوبئتها فإن نكبتها كبيرة، ماذا بعد إحتلال اليمن؛ يمن الأبجدية والتاريخ والأمجاد والخيرات لم يعد سعيدا ولم يعد فيه تاريخ ولا أمجاد ولا أنعمِ، وماذا بعد صورة الحال في لبنان العزيز فقد كان في الأصل محتلاً مبتلى وبلواه عمامة طهران منذ زمن بعيد، وماذا بعد شق صفوف حملة لواء القدس عروس المدائن الذي قام به ملالي طهران فلم يعودوا إخوانا وبات اللواء ألوية وبات للشهيد رايتين راية تبكيه وراية تبكي فرقة الأخوين.
سقوط صنم طهران نهاية الأزمات وبداية الإنفراج
غير النظام الإيراني سياساته تجاه مباشرة بعد إحتلال العراق سنة 2003 وجعل من العراق باحة خلفية له يدير عليها صراعاته خارج أراضيه من أجل الحفاظ على النظام وباعتراف خامنئي الذي قال إن لم نقاتل في العراق وسوريا واليمن فإنه سيتعين علينا القتال في كرمانشاه وطهران وإصفهان، كما أوصى بالإبقاء على المشاريع والمخططات الخارجية للنظام حتى في ظل ظروف الثورة الجارية وذلك لكي يبقي متنفسا يساوم به ليحيي نظامه.
وقعت البوابة الشرقية فوقعت أمة بأكملها وباتت لا تجرؤ على مجرد رأي وسقطت أربعة عواصم من عواصمها وأعلنها نظام الملالي المحتل علانية وتستمر المحنة فكربلاء التي قال ملالي إيران منها الطريق إلى تحرير القدس مُحتلةٌ؛ كربلاء يحتلها الملالي منذ قرابة 20 سنة ولم تتحرر القدس؛ بل بإحتلال كربلاء (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء) سقطت أمة بأكملها بات الخوف يطاردها وتدفع لأشقياء الكون أتاوات، وما سبق كان مقدمة لتحرير دم الملفات كي تغلي في العروق والقلوب قبل الأوراق.
لكن الأهم من كل شيء الآن أن تقف القمة العربية في الجزائر على قاعدة لا مناص عنها قاعدة أن تحرير الدول الأربعة المغتصبة وضمان سلامة أمن الأمة لن يتم إلا عبر تحرير طهران وإسقاط صنمها ولن تضطر القمة إلى تجييش جيوش بل إلى دعم الثورة الإيرانية ودعم حق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه بكافة السبل المتاحة، ومواجهة ملالي طهران بالمثل، وهذه فرصة تاريخية للعرب للخلاص من نظام الملالي ألد أعدائهم، فبقاء صنم طهران بقاء لمحنة القدس وبغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وليكن عنوان القمة (القدس عروس الأمة)