د. صبري عفيف يكتب:
الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة في خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي
إن استيعاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لطبيعة تكوين المجتمع الجنوبي، جعلته مدركا لخفايا الإشكالية التي يعاني منها المجتمع الجنوبي،وأن الدارس للخطاب السياسي للرئيس يرى أنه يتمحور حول فكرة(الأرض) التي تعد بؤرة إشعاعية تنبثق منها دلالات الهوية الواحدة، الوطن الواحد، الشعب الواحد، الدولة الواحدة، المصير الواحد.
إن المرجعية التي انطلق منها الخطاب السياسي هي الأرض وتلك هي المحور الرئيس للهوية الوطنية الجامعة، والأرض الجنوبية العربية هي الوجود والمكان الجامع لكل أبناءه منذ آلاف السنين، ومنها تشكلت مرجعيات، ثقافية ووطنية واجتماعية واقتصادية، وتلك المقومات هي المرتكز الرئيس الذي ينبغي على مؤسسات المجلس الانتقالي الجنوبي أولا، ومؤسسات المجتمع الجنوبي ثانيا وكل النخب الوطنية الحريصة على مستقل قضية شعب الجنوب العادلة، أن تستوعب الخطاب السياسي للرئيس القائد، وتعمل وفق رؤية استراتيجية تعزز الوعي السياسي لتذويب الهويات الفرعية، المناطقية والجهوية، موجهة أفراد المجتمع الجنوبي نحو الهوية الوطنية الجامعة، في سبيل الانطلاق نحو تعزيز فكرة المواطنة المتساوية بين أفراد المجتمع الجنوبي، التي أسسها الخطاب السياسي للرئيس.
إن ما يؤسفني حقا هو تلك الهوة الكبيرة بين خطاب الرئيس الزبيدي، وبين بعض مؤسسات المجلس الانتقالي الجنوبي، التي لم تع مدلولات الخطاب الهوياتي الموجه وتترجمه على أرض الواقع في سبيل تجاوز كثير من التحديات التي تطرأ على المشهد السياسي بين حين وآخر.
في هذه المرحلة الانتقالية لمشروع ثورتنا الوطنية الجنوبية التحررية ما أحوجنا إلى وعي سياسي وتنمية وطنية واعية ومدركة لخصوصية الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي داخل منظومة المجتمع الجنوبي.
مما سبق ندعو المؤسسات التنويرية والإعلامية والتوعوية نشر الخطاب السياسي للرئيس عيدوس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بشكل رأسي وأفقي، لكي يصبح خارطة طريق للقيادات والمؤسسات والقواعد الجماهيرية، لتتمثله في حياتها اليومية والعملية.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
العاصمة السياسة عدن
15 نوفمبر 2022م