حسين داعي الإسلام يكتب:

لم تعد الإعدامات وعنتريات خامنئي تجدي نفعا

أُعدم جلاوزة النظام الإيراني مجيد رضا رهنورد من شباب الانتفاضة على المرأى العام في مدينة مشهد صباح اليوم الاثنين 12 كانون الأول / ديسمبر، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على اعتقاله. إنهم، الذين كانوا خائفين حتى من جثة هذا الشهيد، دفنوه في الخفاء ودون علم وحضورعائلته. وتعرض مجيد رضا لتعذيب شديد بعد القبض عليه وكُسرت يده.

و في صباح اليوم الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول، تم إعدام السجين محسن شكاري 23 عاما بأمر من خامنئي. وهو أحد المعتقلين أثناء الانتفاضة الحالية. وأعلن قضاء نظام الجلادين: “محسن شكاري، المشاغب الذي قطع شارع ستار خان بطهران في 25 سبتمبر/ايلول وأصاب أحد حراس الأمن بخنجر، تم إعدامه صباح اليوم”

كما أعدم جلادو خامنئي، الاثنين، 5 كانون الأول / ديسمبر، سجينَين من البلوش شنقًا، بعد مرورعشر سنوات من الحبس في سجن زاهدان. وفي يوم الأحد 4 ديسمبر، تم إعدام سجينين آخرين من البلوش، اللذين قضیا آیام الحبس أيضًا منذ عام 2012، في سجن زاهدان. إضافة إلى ذلك، أعدم جلادو السلطة القضائية  يوم الأحد “4 سجناء أمنيين” بتهمة “ارتكاب جريمة ضد أمن البلاد. والمساعدة في الاختطاف وحيازة السلاح”. وحُكم على ثلاثة متهمين آخرين فی القضية نفسها بالسجن من 5 إلى 10 سنوات. 

الاوضاع المتوترة في إيران والتي تشهد أحداثا وتطوراتا غير مسبوقة باتت تلفت نظر العالم کله من حيث کونها باتت خارج إطار السيطرة عليها، تضع النظام الايراني برمته في موقف لايمکن أن يحسدون عليه أبدا لکن الانکى من ذلك إنه يضع خامنئي في زاوية حرجة وضيقة جدا لايتمکن من الخروج منها منذ ال16 من أکتوبر2022، ولاريب من إننا لو لاحظنا ماقد بدر من خامنئي بشکل خاص والقادة الآخرين للنظام من تصريحات ومواقف من حيث تفسير مايجري على الساحة الايرانية فإن القاسم المشترك الاعظم فيما بينها هو التناقض والتخبط والحيرة المطبقة أمام مايجري.

خامنئي الذي يقف أمام منعطف بالغ الخطورة يعلم جيدا الى أين سيٶدي به وبنظامه في النهاية، يسعى ومن أجل ضمان الخلاص لنفسه أولا وللنظام ثانيا من الاستمرار في المواجهة وعدم الاستسلام رغم إنه يعلم جيدا بأن مايجري لايختلف شروى نقير عن ذلك الذي حدث عام 1978، وأدى الى إسقاط نظام الشاه، وهو مع علمه بهذه الحقيقة المٶلمة والصادمة فإنه يحاول جهد إمکانه العمل من أجل أن يکون مصيره مختلفا عن مصير سلفه الشاه، ولذلك فإنه وبحسب تصوراته يريد أن يٶثر على مسار عجلة التأريخ وعلى سننه في التطور والتغيير، وهو کما يبدو رهان لايمکن أبدا أن يکتب له النجاح لأنه أشبه بمعالجة مرض مزمن بلغ آخر مراحله بالمهدئات وبالتطمينات النفسية وذلك مايمکن أن يمنع الالم لفترة لکن من دون أن ينهيه وکذك من أن يغير من مآله للموت الذي لامناص منه.

السوال الأهم هنا هو هل سيفلت خامنئي عن فخ الإنتفاضات الشعبية والعقوبات الدولية التي أحاط بها؟

ردا على هذين السؤالين كتب علي يونسى وأمير حسين مرادي، وهما طالبان من النخبة المسجونين بجامعة شريف، محكوم عليهما بالسجن 16 عامًا بتهمة العمل ضد الأمن والدعاية ضد نظام الملالي و الانتماء لمنظمةمجاهدي خلق الإيرانية، في رسالة من داخل السجن بمناسبة 7 ديسمبر يوم الطالب:

«نرى مشاعل شمس الحرية التي أطلقت في قلب أحلك ليالي الوطن من خلف الجدران الحجرية لسجن إيفين. شرارة حمراء دماء خيرة أبناء هذه الأرض ونحن نقف يدا بيد من السجن إلى الجامعة ومن الجامعة إلى الشارع ونعتقد أن لحظة اللقاء قد اقتربت».

النظام الايراني وبعد 43 عاما من حکمه القمعي الدموي يظهر اليوم أکثر من أي وقت آخر کأکثر نظام منبوذ في العالم کله وإن سقوطه مرحب به على کافة الاصعدة! ولن یکون قادرا يفلت عن الإنتفاضات التي عمت أنحاء البلاد وغير قادر أن يهرب من فخ العقوبات الدولية ولكن كما اكدت السيدة مريم رجوي يجب إغلاق سفارات هذا النظام وطرد دبلوماسيه وعملاء ومرتزقة وزارة المخابرات والحرس. وإن التعامل مع نظام يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية المعاصرة لا ينتج سوى تقويض قيم حقوق الإنسان.