د. اشجان الفضلي تكتب لـ(اليوم الثامن):
التنمية الثقافية والهوية الجنوبية
في ندوة ثقافية اقامتها منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي في كلية التربية لامست ذكرياتي وأثارت شجون لحقبة زمنية راسخة مثل رسوخ الجبال في وجداني حقبة جميلة تعلمت فيها الانتماء للوطن وتعلمت القيم والأخلاق خاصة وانا انتظر الاحتفالات على الشاشة الصغيرة في أعياد الاستقلال ننتظر الاغنية الثورية الحماسية و كيف كنا نشاهد العروض العسكرية والشبابية والنسائية كلها مخزونة في الذاكرة , و اليوم ارغب في الحديث عن الجانب الثقافي فالثقافة هي اللغة والعادات والتقاليد والتراث والمعتقدات، والفنون هي تأطير التفكير والسلوك الإنساني الواعي، لتصبح الثقافة عملية تنموية، واعية وموجه وخاصة تعبئة وتنشيط العناصر الثقافية الروحية والفكرية والمادية لذلك علينا التركيز على فئة الشباب لإحداث التغيير الواعي الموجه وإعادة احياء العناصر الفكرية التي تساهم في توطيد العلاقة بين الشباب وشعور الانتماء من خلال إعادة الاغنية الجنوبية بأصوات شابة جنوبية إعادة احياء الشعر الجنوبي الذ ي يملئ الروح برائحة الأوطان , إقامة منتديات للشباب غرضها اظهار القدرات والكفاءات الشبابية واستثمارها بشكل صحيح مع مراعاة عمليات العولمة ونأخذ بعين الاعتبار مبادئ التنوع الثقافي وتقبل الاخر. كما يمكن تفعيل دور منظمات المجتمع المحلي في الجانب الثقافي , وتخفيف وطئه أساليب السلوكيات التقليدية وإعادة صياغتها أو التخلص من بعضها نهائيا اذا لزم الامر نشر الثقافة التي تساعد على إلغاء التمييز بين الرجل والمرأة، وتهيئ الرأي العام تقبل أدوار الشباب في مختلف جوانب المجتمع , تعميق مفهوم النوع الاجتماعي من خلال إبراز دور الشباب في العملية التنموية في المجتمع الجنوبي، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق المخيمات الشبابية و إلقاء المحاضرات لطلاب وطالبات المدارس والجامعات وتسخير وسائل الإعلام المحلية لنشر الوعي في هذا المجال.
فالتنمية الثقافية في نهاية المطاف، هي العصب الأساسي لعملية التنمية البشرية التي تفترض وتتطلب استثمار العناصر البشرية، وتنمية العلوم والمعارف العملية والنظرية، والقدرات والمهارات التقنية والتطبيقية، وصولا إلى الإبداع في كل مجال من مجالات التنمية الشاملة.