د. اشجان الفضلي تكتب لـ(اليوم الثامن):

جسور الحوار.. تمكين نساء المنطقة لنشر ثقافة السلام

في خضم التحديات والصراعات التي تشهدها منطقتنا العربية، تنبثق مبادرات تبعث الأمل وتؤكد على إمكانية بناء مستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا.  السبت الموافق 12 أبريل 2025، شهد ساحة العمل المدني انطلاق دورة تدريبية نوعية في مجال "تعليم السلام"، تنظمها المجموعة الدولية لنساء السلام (IWPG). هذه الدورة، التي تستقطب نخبة من منظمات المجتمع المدني والمهتمين بقضايا السلام من اليمن والعراق والأردن وسوريا وليبيا، نساءً ، تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الوعي بأهمية السلام وترسيخ قيمه في مجتمعاتنا. إنها فرصة فريدة لتبادل الخبرات وتنمية القدرات، وبناء شبكة من صناع السلام القادرين على إحداث تغيير إيجابي في مناطقهم.

تأتي هذه الدورة التدريبية في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتطلب الأوضاع الإقليمية تضافر الجهود لنشر ثقافة الحوار والتسامح ونبذ العنف. على مدار أسابيع، وخلال لقاءات يومي الجمعة والسبت عبر تطبيق Zoom، سيتعمق المشاركون في ثمانية مواضيع رئيسية أساسية في مجال تعليم السلام. ستتناول هذه المواضيع جوانب متنوعة تهدف إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والأدوات اللازمة لفهم جذور النزاعات وبناء السلام المستدام.
أن هذه المواضيع الأساسية تمثل حجر الزاوية في بناء فهم شامل لمفهوم السلام، بدءًا من التعريفات والمفاهيم وصولًا إلى آليات فض النزاعات وتعزيز المصالحة المجتمعية. 
إضافة إلى ذلك، تتيح الدورة فرصة للمشاركات الأكثر شغفًا بالتخصص في مجال تدريب السلام للالتحاق بموضوعين متقدمين (التاسع والعاشر). هذه الوحدة المتقدمة مصممة خصيصًا لإعداد مدربين قادرين على نقل المعرفة والمهارات التي اكتسبوها إلى مجتمعاتهم، والمساهمة في توسيع دائرة الوعي بأهمية السلام.
على أن الهدف من الوحدتين المتقدمتين يتجاوز مجرد منح شهادة تدريب. نسعى إلى تمكين المشاركين ليصبحوا قادة حقيقيين للتغيير في مجتمعاتهم، قادرين على تصميم وتنفيذ ورش عمل ومبادرات فعالة تساهم في نشر ثقافة السلام على نطاق أوسع.

إن مشاركة نخبة من منظمات المجتمع المدني والمهتمين بالسلام من مختلف الأطياف وفي ظل تمثيل متوازن للجنسين، يثري النقاش ويعزز تبادل وجهات النظر المختلفة. هذه التعددية في الخلفيات والخبرات ستساهم بلا شك في إثراء محتوى الدورة وتحقيق أقصى استفادة للمشاركين.


إن المجموعة الدولية لنساء السلام (IWPG) من خلال هذه المبادرة الهامة، تؤكد على دور المرأة المحوري في بناء السلام وتعزيزه، وتؤمن بأن تضافر جهود النساء  هو السبيل الأمثل لتحقيق مجتمعات آمنة ومستقرة. إن هذا التجمع النوعي عبر الحدود الجغرافية يمثل رسالة قوية مفادها أن الرغبة في السلام تتجاوز الانقسامات، وأن الأمل في مستقبل أفضل يجمعنا.


كوني احدى المشاركات في الدورة فانا اتطلع كل اسبوع بشغف ، وأؤمن بأنها ستمثل نقطة تحول في جهود بناء السلام في المنطقة. إن الاستثمار في تعليم السلام وتمكين الأفراد والمنظمات العاملة في هذا المجال هو استثمار في مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا للجميع.