حيدر الصراف يكتب:
ومازالت ( أيران ) تطالب بتعويضات حرب
لم تكتف ( أيران ) من جعل ( العراق ) ميدانآ لنشاطاتها و ساحة لتصفية حساباتها و حديقة خلفية تسرح فيها و تمرح دون حسيب او مراقب بعد ان أتاحت ألأحزاب ألأسلامية ( الموالية ) و شرعت ابواب البلد ( العراق ) امام ألأطماع ألأيرانية السياسية و العسكرية و ألأقتصادية بعد ان أطاحت القوات ألأمريكية الغازية بالنظام السابق و الذي هو بدوره كان ( المبادر ) في التفريط بالسيادة العراقية و فتح المجال امام المتربصين في انتهاك حرمة الوطن من خلال تلك السياسات العدوانية الحمقاء و أفتعال ألأزمات و الحروب لكن ألأنتهاك الصارخ للسيادة و الكرامة الوطنية كانت مع تسلم هذه ألأحزاب ألأسلامية الحكم من القوات الأمريكية و أقل ما يمكن ان توصف به هذه ألأحزاب ألأسلامية هو الخيانة و العمالة .
سياسيآ كان حكام ( أيران ) قد اوكلوا مهمة الدفاع عن سياساتهم العدوانية في المنطقة الى وكلائهم ( حكام ) العراق و الذين اصبحوا و كأنهم ( سعاة بريد ) لا أكثر و لا أقل ينقلون الرسائل و الردود بين الحكومة ألأيرانية و حكومات دول المنطقة المتخاصمة معها فكانت ( بغداد ) مكانآ للقاء و التباحث بين ايران من جهة و السعودية من جهة اخرى و التي من خلالها الى ( مجلس التعاون الخليجي ) و ان لم تأت بنتيجة أيجابية محتملة فأنها كانت محاولة أيرانية للتقرب من دول الخليج العربي و كانت كذلك ( وساطة ) عراقية لتقريب و جهات النظر بين أيران و كل من الحكومتين المصرية و ألأردنية و مازال ( ساعي البريد ) هذا نشيطآ و محملآ بالرسائل ( ألأيرانية ) التي يتوجب عليه توصيلها الى ألأطراف التي لديها عداء مع الحكومة ألأيرانية و ما أكثرها .
عسكريآ فالأختراق ألأيراني للعراق كان طوليآ و عرضيآ و من الشمال الى الجنوب و من غرب البلاد الى شرقها و كانت قوافل السلاح المرسلة الى ( حزب الله ) اللبناني تمر عبر ألأراضي العراقية في حماية من الفصائل الولائية المسلحة و التي تتخذ من الحدود العراقية السورية قواعد و معسكرات لها و التي لطالما تعرضت قواعد تلك الفصائل لهجمات أمريكية و أسرائيلية أوقعت فيها خسائر مادية و بشرية جسيمة و كان الضحايا ( كالمعتاد ) من العراقيين يسقطون دفاعآ عن المصالح ألأيرانية و كانت القوافل العسكرية تعبر الحدود على الدوام و كذلك كان الدعم ألأيراني من خلال تلك الفصائل المسلحة الموالية ( العميلة ) في أسناد ( حزب العمال الكردستاني ) المعادي للحكومة التركية أنطلاقآ من ألأراضي العراقية ما جعل الدولة العراقية هدفآ للأعتداآت التركية المتكررة ,
أقتصاديآ و هنا ( مربط الفرس ) كان ( العراق ) السوق الذي استوعب كل المنتجات ألأيرانية و حتى تلك التي يملك العراق منها الكثير فقد عطل ( وزراء النفط ) أستثمار حقول الغاز العراقية لصالح أستيراد الغاز ألأيراني و كذلك فعل ( وزراء الكهرباء ) حيث اوقفت مشاريع أنشاء محطات توليدية جديدة و جمدت أتفاقات الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي و ألأردن ما أضطر العراق الى أستيراد الكهرباء الغالي الثمن من ( ايران ) و كذلك عمد ( وزراء الصناعة ) الى تعطيل المصانع العراقية و أخراجها من الخدمة و كانت النتيجة ان غابت المنتوجات العراقية الرصينة من ألأسواق التي غزتها المنتجات ألأيرانية و كانت السلع الزراعية العراقية عالية التكلفة و غالية الثمن ما جعل المنتج الزراعي ألأيراني يغزو ألأسواق و يطيح بالزراعة و الفلاح العراقي و هذا ما تقصد عمله ( وزراء الزراعة ) .
هل كان هناك من مزيد من أستنزاف للموارد و الثروات العراقية كانت ألأجابة عند المصارف و شركات التحويل المشبوه و التي بدلآ عن تمويل المستوردات للبضائع الصناعية و المنتوجات الزراعية و التي يكون المواطن العراقي في حاجة ماسة اليها كانت الكثير من تلك الأموال تستقطع و تحول الى ( أيران ) و قد قيل ( اذا عرف السبب بطل العجب ) و هذا ما ينطبق على الحال في العراق البلد الغني و الفاحش الثراء و الشعب الفقير المعوز فأن تلك ألأموال و التي يسرقها سماسرة ألأحزاب ألأسلامية و زعمائها و كذلك يهرب القسم ألآخر منها و يودع في خزائن ( الحرس الثوري ألأيراني ) الذي يستخدم هذه ألأموال المنهوبة من العراق في تمويل عملياته و أنشطته و ألأذرع التابعة له و هكذا تبدد و تسرق ثروات الشعب العراقي نهارآ جهارآ على أيدي لصوص ألأحزاب ألأسلامية و أذرع أيران في العراق و مازالت ( ايران ) و رغم مئات المليارات من الدولارات المنهوبة من قوت الشعب العراقي تطالب بالتعويضات عن الحرب في مفارقة مضحكة لكنها مبكية في الوقت ذاته .