صالح علي باراس يكتب:
مؤتمر الاعلام الجنوبي والراي المخالف!!
"حبلناها وستلد"
جمال جميل العراقي وهو في ساحة الموت في صنعاء
من الضرورة تفنيد تهافت افتراء رافقت انعقاد مؤتمر الاعلاميين الجنوبيين بعضها جدير بالتفنيد اما بعضها فلا يستحقه لانها اختزلته في مال ويعلمون ان المال ماخلق القضية الجنوبية بل الغزو والتكفير والتهميش ، او انه الغى او شتت كيانات اعلامية يمنية ، فمن قاموا بجهد التحضير يعرفون ماذا يريدون وكيف يعملون ولن يحتاجوا لمن يضع لهم خارطة طريق مع احترامهم للتنوع والنقد البنّاء واحترام الراي الاخر مهما اختلف لكن بعضه خرج الى سياق اتهامات
بعضهم اثاروا ضجيج في الفضاء الاليكتروني بان حجم الحضور يعد فشلا وسقوطا في اول اختبار وانه حشد مفسبكين ومغردين ...الخ وهم يعلمون ان من حضروا يمثلون كل محافظات ومديريات الجنوب وان المؤتمر للاعلاميين والصحفيين وليس للصحفيين او الاعلام التقليدي فقط ؛ بل ؛ صار من الضرورة حضور الاعلام بكل تنويعاته خاصة التقني فلم تعد الصحافة والإعلام كما كانت في العقود الماضية بل طرا عليها انقلابا جوهريا كبيرا وتحولا عميقا جدا بفعل الثورة التقنية فلم يعد الصحفي فارس مضمار السباق الاعلامي ولم يعد عموده عود الثقاب الذي يشتعل في المجتمع مع او ضد بل احدثت التقنية الاليكترونية ثورة في الاعلام قائمة على "تعدد الحواس وصار المقال او العمود الصحفي في افضل حالاته احد الحواس المؤثرة ينافسه التعليق والتغريدة وحائط الفايس بوك والمقطع المصور والشيلة...الخ" وكلها مؤثرات حواس متعددة للتاثير في المجتمع وحمل الاجندات المختلفة وثورات الربيع الاخواني ما اشعلها عمود صحفي بل اشعلها استغلال وتوظيف التقنية الحديثة في الاعلام
*نجد ان من نقدوا المؤتمر استخدموا التقنية الحديثة وفي ذات الوقت يرفضون على مؤتمر الاعلام الجنوبي ان يعترف بها ويمثلها في بنيته*
*فاي نقد هذا!!؟*
*لقد أصبح لوسائل التواصل وروادها دورا كبيرا بل مؤثرا تجاوز الاعلام التقليدي وبعض التقليدي صار من "روبابيكا الماضي" فالمؤسسة الاعلامية العريقة البريطانية BBC الغت معظم الاذاعات الموجهة التي اُشتهرت بها لانها ادركت انها لم تعد اعلاما مؤثرا !!!!*
*استطاع القائمون على المؤتمر فهم هذا التحول الاعلامي وتأثيره وضرورة استيعابه٬ فيما لم تستطع بعض العقول البيروقراطية استيعابه أو التسامح معه بل الاشد نكاية انها استخدمت وتستخدم التقنية الحديثة للتقليل من شان المؤتمر في نقدها وتقييمها وتريد للاعلام الجنوبي ان لا يغادر الاساليب التقليدية لعلمهم انها اما بلا تاثير او تاثيرها ضعيف مقارنة بالاعلام الحديث وما يملكه من مرونة وتنوع في السيطرة على المتلقي*
*لم يسقط الاعلام الجنوبي كما حاولوا ان يسوقوا بل استعاد هويته وهذا مصدر ضجيجهم وما يسميه بعضهم غثاء هو الاعلام الذي صمد وفنّد مساوئ الاحتلال اليمني للجنوب والاداة التي اعادت للجنوبي هويته وان اليمننة مشروع توسعي في الجنوب العربي وهو الذي دافع عن الصحفي الجنوبي والناشط السياسي الجنوبي في ذروة الانتهاكات والقمع التي تعرض لها*
*الكل يعلم ماتعرض له عميد الصحافة الجنوبية وصاحب صحيفة الايام العدنية الجنوبية "هشام باشراحيل" وصحيفة الايام التي غزتها جحافل امن "عفاش" المركزي واقتادته مع اولاده الى زنزاناتها ودمرت مطابع صحيفته ونهبت ارشيفها بل وضعت انواع الاسلحة فيها وصورتها وانها ملاذا ارهاليا !!! في ظل نقابة اسمها "نقابة الصحفيين اليمنيين" التي صمتت صمت ابي الهول عن تلك الجرائم وان كان من كتب منهم فقد كتب بعد استئذان "المراقب الامني" لرفع الحرج بانه يتضامن مع زميل تعرّض للاهانة والسجن وترويع اسرته واقتحام سكنه وفي المقابل تصدى للدفاع عنه نشطاء ومفسبكون واقلام جنوبية ماكان لها مكان ولا مكانه في ذاك المسخ النقابي الاعلامي ومازال البعض يريد ان يبعث الحياة فيه*
*ان اهمية ميلاد نقابة جنوبية لا يدركها من كانوا ضمن "الجوقة" بل من ذاقوا مرارة اضطهاد المحتل وجبروته وكان الاعلام والمؤسسات الاعلامية اليمنية جزء من ذلك الجبروت*
*ولدت نقابة تكون احد الحوامل للانعتاق من الاوهام والاساطير التي تحولت نكبة واحتلال في الجنوب العربي*
*18يناير 2023م*