حيدر حسين سويري يكتب لـ(اليوم الثامن):

تطوير العاصمة بغداد وإحياء المناطق الميتة

بغداد

كنت كتبت فيما سبق عن تطوير مناطق شرق القناة (قناة الجيش في جانب الرصافة) واعطيت مقترحات بعضها من خلال فتح شوارع وطرق جديدة وغير ذلك كانت تحت عنوان (لِعِبُورِ القَنَاةِ حِكايةٌ وألفُ حِكَاية).

أحيانا تترافق الازمات والمشاكل، فيكون حلها من خلال حل مشكلة واحدة، حينما نكتشف بأن المشاكل مترابطة مع بعضها على نحوٍ ما. فبحل تلك المشكلة تنحل باقي المشاكل بسلاسة وتدريجياً. ممكن؟ إذن نستطيع التساؤل: هل نستطيع القول بان حل ازمة السكن يكمن في حل ازمة النقل؟ وذلك بفتح طرق وشبكات نقل جديدة بين مناطق بغداد من جهة ومع المحافظات الأخرى من جهة أخرى؟ نعم سيكون حل أزمة النقل في ذاته هو حل لازمة السكن، فهنا لن يعود المواطن يحمل عبء تفكير كيفية الوصول الى عمله مبكراً بوجود طرق سالكة ووسائط نقل متطورة وسريعة.

عندما تكون حركة التنقل يسيره وسريعة للمواطن، حيث يمكن لمن يسكن أطراف شرق بغداد، الذهاب الى غربها لإنجاز عمله والعودة لأهله، مع وجود مترو أنفاق مثلاً، او قطار سريع أو طرق مفتوح. وهنا لن يمانع المواطن أن يسكن في أي منطقة بعيدة عن عمله، خصوصاً إذا كانت لائقة للسكن من خلال توفر خدمات الماء والكهرباء والمجاري والتبليط.

هنا لدي بعض الاقتراحات لتطوير جانب الرصافة من العاصمة بغداد، حيث الكثافة السكانية والعددية، مع وجود مقرات أغلب الوزارات والدوائر الحكومية الأكثر والاهم، مما أدى الا ازمة سكن وازمة نقل. فمن الممكن تطوير (منطقه النهروان) وهي من مناطق أطراف بغداد، والتي تمتد لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والسكنية، من خلال إنشاء مطار جديد، فلماذا يضطر المسافر من جانب الرصافة الى الذهاب الى أطراف الكرخ ليصل مطار بغداد القديم والمتهرئ؟! بل نقول: يجب انشاء مطار في جانب الرصافة وفي منطقة النهروان بالتحديد؛ كذلك لتطوير هذه المنطقة يجب انشاء جامعات وأسواق جديدة شعبية ومولات، كذلك انشاء مدن سياحية تضاهي جزيرة بغداد السياحية ومتنزه الزوراء مع انشاء مستشفى حكومي كبير.

مقترح آخر يخص مناطق أخرى سيساهم في حل أزمة النقل والتي تنعكس بطبيعتها على أزمة السكن، وذلك بإنشاء وإقامة جسرين جديدين، الاول من منطقة الزعفرانية يعبر باتجاه منطقة الدورة، وجسر ثاني من منطقة المدائن (سلمان باك) صوب اليوسفية او المحمودية؛ كذلك ومهم جداً إنشاء جسر من منطقة الفحامة بعد الجزيرة السياحية صوب منطقة شاطئ التاجيات، حيث اقترحت فيما سبق وأعود لأكرر وأوصي بفتح طريق سريع يبدأ من الجسر الفرنسي الذي يربط منطقة النهروان بمنطقة (الولدايه) مروراً بحي البتول يساراً وحي النصر يميناً ثم النورين يساراً والرشاد يميناً وهكذا مروراً بحي طارق ومنطقة الدسيم والحميدية وسبع قصور والغريري وصولاً الى سيطرة الشعب القديمة عبوراً للسريدات وصولاً للفحامة مرتبطاً بالجسر المقترح، فإن من شأن هذه الجسور استغناء سكانها عن الدخول الى بغداد جانب الرصافة للعيور الى جانب الكرخ. إن هذه التطورات ستساهم في حل حركة السير، وحل ازمة السكن، وإنعاش المناطق الميتة بفتح ابواب رزق لشبابها وسكنتها. 

بقي شيء...

مقترحات قد يكون اقترحها غيرنا وتحدث فيها، لكننا مستمرون في التحدث عنها، عسى ان تجد اذن صاغية من قبل المسؤولين عن هذه الأمور، التي تنعش مناطق عاصمتنا بالذات، وتحيي هذه المناطق التي تعتبر ميتة، بسكانها بخدماتها وبفقرها العام: الفكري، العلمي، الثقافي والمادي الصحي وغير ذلك. نتمنى...