حيدر حسين سويري يكتب لـ(اليوم الثامن):

تداعيات فوز ترامب وتأثيرها على الشرق الاوسط

رئيس وزراء الكيان الغاصب، بنيامين نتنياهو، وصف ترامب بأنه "أفضل صديق حصلت عليه إسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق". فهل هو فعلاً كذلك؟ لا أظن، فترامب لا تهمه سوى مصلحة أمريكا فقط.

لقد وعد ترامب في دعايته الانتخابية بإنهاء الحرب بين حماس والكيان، كذلك انهاء حرب حزب الله مع الكيان، لكنه لم يبين خطته للقيام بذلك؛ قد نعلم أن ترامب يفي بما يقول، مما رأيناه منه في الدورة الاولى لرئاسته، كذلك فان ترامب يرى أن منصب رئيس الولايات، يجعله الرجل الاول والاقوى والاوحد، فلا يناقش في قراراته أحد، ولا يعترف بمعارضة أياً كان له ولقراراته. لذا أرى أنه سيفي بما يعد ولكن يبقى السؤال: كيف؟ بالدبلوماسية أم بالقوة؟

أما بالنسبة لسوريا، فثمة أنباء عن اتفاق غير معلن مع الرئيس السوري، حول بقاءه في السلطة، بمجرد طرد أو انهاء الوجود الايراني والفصائل العراقية في سوريا، وتم ذلك بوعود من دول التطبيع العربية وبوساطة روسية، ولا ندري إن كان الرئيس السوري وافق أم لم يوافق بعد، لكني أظن أنهُ سيقرأ المعادلة السياسية الواقعية، ومواطن القوة قبل اتخاذه القرار، وإن كان يميل للموافقة. لكنه سيراوغ بادئ الامر، وسيتخذ قرارات بسيطة لجس نبض الاطراف جميعها.

 

             أراك رَبيبَ البَعثِ شيمتكَ الغَدْرُ            فما للوفا صدق لديكِ ولا قَدْرُ

 

في الشأن العراقي؛ إذا كان صحيحاً ما يتم تداوله من أن العراقيين الامريكيين في ولاية ميشيغان الامريكية، قد شرطوا على ترامب انهاء وجود السياسيين الحاليين ومحاسبتهم، او انهاء النظام السياسي العراقي الحالي برمته، مقابل دعمهم له ووعدهم بذلك، وكما قلنا سلفا أنهُ يفي بوعوده، فسيكون ثمة حرب جديدة في العراق مع الامريكان، وهذه المرة ستكون حرب طاحنة، وسيكون دمار كبير جداً. وسيخسر ترامب بكل تأكيد...

 ماذا يريد ترامب من العراق؟ في لقاء مع ترامب قال: العراق لديه ثاني أكبر حقول نفط في العالم بقيمة 15 ترليون دولار يأتي بعد السعودية، جيشهم ابيد في السابق ولديهم جيش ضعيف (هنا أخطأ ترامب فلم يكن لدى العراق جيش بل كان افلام كارتون وأهل مكة ادرى بشعابها، أما اليوم فلدينا جيش وحشد وصنوف قوات قوية جداً، دخلت حروب مع داعش وغيرها، فهي قوات متمرسة ومسلحة، جرب وسوف ترى)، إنهُ مجتمع فاسد على أي حال، وكل شيء في العراق فاسد تماماً (لعن الله من جعلك تراه كذلك)، ببساطة شديدة لو عاد الامر إلي فسآخذ النفط! سآخذ ثروتهم! (إي مو العراق ورث الخلفك)! وسأرسل جيشاً لتحقيق ذلك، سيعمل طوق على الحقول النفطية، ليمنع العراقيين من الوصول إليها (العراقيين يقولون: كل الهلا).

يقول الشهيد (سيد المقاومة): على العراقيين أن ينتبهوا لمؤامرات ومخاطر هذا الرجل (يعني ترامب)، الذي عينه على نفطهم، كما أن عينهُ كانت على أموال السعودية، وبدأ ينهب أموال السعودية، وهو يفكر جدياً أن ينهب النفط العراقي، والذي يمنعه من ذلك، هو وعي العراقيين وارادتهم وتحملهم المسؤولية...

بقي شيء...

أقول: ليس كل ما وعد بهِ ترامب حققه، مثل جدار المكسيك، فهو لم يستطع تنفيذه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى على أصحاب القرار في العراق، أن يسبقوا ترامب (بخطوات وليس خطوة واحدة) لمنعهِ من تحقيق هدفه، كذلك على القوات المسلحة بكافة صنوفها والعراقيين جميعاً الاستعداد لكل طارئ؛ يجب وضع خطة لمواجهة أسوء الاحتمالات، التي تطرأ على الساحة العراقية، سواءً السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية.