د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
القواسم المشتركة مع اخوتنا في السعودية والخليج
هناك قواسم مشتركة بيننا واخوتنا في الجزيرة والخليج وتجمعنا روابط النسب والدين والعروبة والتقاليد العريقة تحت ظلال السيوف السعودية والجنابي الحضرمية التي لا تفارقنا حتى ونحن نصلي، وعمائم العرب وعقالاتها التي لا نضعها إلا عند مسح الرؤوس للوضوء أو للصلاة تواضعا لله سبحانه !!
وستظل بنادقنا حاضرة مشحونة على أكتافنا لردع الأعداء.
ونحن لا نقاد للحروب بطبلة ولا نفر من ساحات الوغى بزخات من الرصاص ولو انهمرت على رؤوسنا كالمطر ولا نتراجع بطلقة خضراء تضيء السماء من مسدس ضابط يرتجف يعلن بها انسحابا تكتيكا من المعركة ولكننا نرفض أوامره ونبقى في متارسنا حتى النصر أو الموت!!
وحين رفع الحوثيون الصرخة في اليمن عندما جاءوا غزاة معتدين إلى عدن ومدن الجنوب ومعهم كل أسلحة الدمار فوجئوا أن الرجال الأشاوس لهم بالمرصاد وخابت وتحطمت أحلامهم على أسوار عدن وكتبنا مع أشقائنا في السعودية والامارات ببنادقنا النهاية غير السعيدة لأطماعهم وأحلامهم وقذفناهم خارج حدود الجنوب وتوشح جبل شمسان بأكاليل الغار والنصر ولم ننتقم منهم ولم نتجاوز حدودنا الرسمية ورفضنا سفك الدماء وتصفية الحسابات التاريخية ليست من طبيعتنا والثارات المؤجلة ليست على أجندتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا. ولا تنطلق خيولنا بفرسانها إلا بعد أن تضع مصلحة شعبنا فوق كل اعتبار، فالحرب ليست مواكب وأشعارا قبلية ولا زخات رصاص في صدور خصومنا بل هي توثيق للقيم والشيم والعهود التي سار عليها الآباء والأجداد و نستدعيها كلما نادى المنادي للدفاع عن المظلومين ضد سماسرة الفيد ومقاولي الحروب !َ!
وطوال العهود الماضية كانت السعودية حاضرة معنا تتابع المشهد الجنوبي منذ فجر الاستقلال المنقوص من خلال الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز الذي أدرك قبل غيره أن بريطانيا اختزلت المشهد وفصلته على مقاس عملائها الجدد في عدن!!
وأدرك سلاطين الجنوب اللعبة البريطانية واستجاروا بحمى آل سعود الكرام حتى اليوم.
وفي عدن تحول النظام المأزوم الى الماركسية وشرد نصف سكان الجنوب عبر الحدود في حين لم يكن أمامهم الا بلاد الحرمين التي ظلت مفتوحة لهم حتى اليوم!!
ثم قذف بنا الماركسيون الى مستنقع الوحدة لجهلهم بالتاريخ ،
ودارت الأيام وتتابعت الأحداث الجسام وداهمت الخليج وسلم شاه إيران صولجانه ورحل حتى مات حسيرا كسيرا في مصر!!
وجاء الخميني من منفاه الباريسي ليرفع من درجة حرارة المياه في شط العرب وينتفض صدام ودخل بقواته في المجاهل الفارسية في خطة وأمر دبر بليل من دولة كبرى أرادت أن تكسر شوكته في حين كان الغرور قد تملكه وظن أنه يحمل رايات سعد وذكريات القادسية الأولى ولكن آلته الحربية نشبت في وحل الأهوار في قادسيته الثانية في حين كانت المملكة والخليج كله يواجه محنة احتلال الحرم المكي بقيام جهيمان العتيبي مباغتا ومسابقا الشيعة ويقلب الخليجيون في الذاكرة السياسية لترسيخ أمنهم ويؤسسوا مجلس التعاون الخليجي.
وفيما حرب الخليج الأولى تستعر ويعقبها زحف صدام بجيوشه صوب جارته الكويت فيقتحم " قصر بيان " فينتفض بوش الأب ليحرر الكويت ومعها تداعياتها على الأمن العربي وتصدع ما تبقى من العمل العربي المشترك وتفرقت الدول العربية أيدي سبأ، ثم دخلت المنطقة في حرب فرض الوحدة اليمنية فحرب الانفصال من الوحدة ثم يعاد فرضها بالقوة!!
في حين يصدر الآخرون في لبنان والعراق واليمن والقاعدة جيوشا من نوع آخر و بأزياء عسكرية غريبة وعقيدة عسكرية أغرب و تتخذ من الإرث السني والشيعي لافتات لها ومن غزوات الإسلام ومقدساته أسمائها الكاذبة ليزدحم المشهد بفيلق بدر وفيلق القدس ولواء أبي الفضل العباس وعصائب أهل الحق وحزب الله والقاعدة والنصرة وداعش وكتائب الفاروق ثم ندخل طورا آخر من هذه الجيوش التي ترفع راية أنصار الله فتنحدر من قمم جبال صعدة باتجاه صنعاء فعدن فكل اليمن ولا تكتفي كغيرها من المليشيات المؤدلجة بأن تكون أحد اللاعبين في المشهد العبثي بل تتحرك بجنون السلاح ووهم القوة لتهيمن على المشهد وتختطف اليمن الاكبر منها والاكبر من وكلائها فيطل عبدالملك الحوثي من شاشة فضائية " المسيرة " التي تبث من جنوب لبنان وبتمويل إيراني وبدعم من حزب الله ليكون النسخة المكررة لحسن نصر الله وبنفس مفردات خطابه وبنفس طلته ومفرق شعره وحركة السبابة المهددة والمتوعدة ليحدثنا هو الأخر كسلفه عن الموت لأمريكا وعن ثارات آل محمد وعن الحسينيين والزينبيات وبينما يكتسب نصر الله ألقه من وجوده على حدود إسرائيل يكتسب الحوثي زعيم أنصار الله ألقه من كونه زيديا تتناغم خطاباته و مفرداته مع حسن نصر الله في لبنان وحضرت ايران بقوة مع نصر الله في لبنان وحضرت مع الحوثيين في اليمن لتجعل من صعدة ضاحية جنوبية أخرى و مهبطا لطائراتها وأسلحتها المعجلة بظهور المهدي المنتظر !!
وكما سيطرت على الجزء الشيعي في الجغرافيا اللبنانية اتخذت من باب المندب مرفأ لأسطولها المتأهب لتلبية صرخة قائم آل محمد وفيما تتواصل الحرب في اليمن يكبر السؤال المعلق في سماء العرب عن هذه الحرب العبثية وغاياتها ولمصلحة من تستنزف أوطان العرب وتتبدد ثرواتها ؟!!
د. علوي عمر بن فريد