د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
لا نعرف أي المواقف نستنكر في اجتماع مجلس حقوق الإنسان
لا نعرف أي المواقف نستنكر في اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة .. أنستنكر وجود أمير عبداللهيان وزير خامنئي ورئيسي .. أم نستنكر تصرف مجلس حقوق الإنسان نفسه .. أم نستنكر الموقف الأوروبي إذ جلس الوزراء الأوروبيين إلى جانب عبداللهيان.. لقد وضعت الكثير من الأحداث العالمية الغرب والمؤسسات الدولية التابعة له على المحك في الآونة الأخيرة أكثر من أي قت مضى، وباتت أجوبة تحفظات وتساؤلات كثيرة كانت ترهق الأذهان باتت اليوم مشروحة واضحة حتى وإن لم تتم الإجابة عليها حرفياً، ولا تستغربوا فنحن لم نستغرب أبدا.
لا تستغربوا .. فنحن لم نستغرب أبدا مشاركة ما يسمى بـ وزير الخارجية الإيرانية في إجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإلقائه كلمة في المجلس فقد كان موجودا إلى جانب نظرائه الأوروبيين الموافقين بحضوره والمرحبين به بالطبع، وإنما يجب أن تستغربوا موقف نظرائه الأوروبيين الذين لم نعرفهم على أي وجه وتوجه هم، وحقيقة احترنا في وصف وفهم الغرب هل هم دعاة حقوق إنسان صادقين أم أننا والعالم أجمع كنا مخدوعين بهم طوال تلك السنين التي مضت وادعوا فيها بنهاية الفكر والنمطية الإستعمارية وأنهم دعاة فكر جديد وعالم جديد بقيم وشرعية دولية، نعم يجب أن تستغربوا موقف الأوروبيين الذين لا يعنيهم الوضع الذي تعيشه الناس في إيران وانتهاكات حقوق الإنسان فيها كما لا يعنيهم الوضع في العراق وسوريا واليمن، ويعنيهم الوضع في أوكرانيا فقط وينددون بإيران ويقولون إن طائرات إيران المسيرة بدون طيار تفتك بالمدنيين والعسكريين الأوكران وأن أوروبا مع أوكرانيا وحقوق شعبها حتى تحريرها، وفي الوقت نفسه هم من يجلس إلى جانب وزير خارجية نظام الطائرات المسيرة ومجازر الإبادة الجماعية والإعدامات غير القانونية والأحكام العرفية والتعسفية بحق السياسيين وقتل المتظاهرين في الشوارع وقتل الأطفال والنساء واضطهاد النساء والأقليات الدينية والعرقية، ونفي وتشريد الملايين من الإيرانيين، ونشر الإرهاب في العراق وقتل وتشريد الملايين من العراقيين في صراعات مبتدعة، وصراعات أخرى على الهوية، ونشر الإرهاب والفتن في سوريا وتشريد الملايين منهم في أصقاع العالم ولا يحتاج ما نقوله إلى أدلة فهو واقع الحال الذي تقوم وتقعد الدنيا عليه منذ سنة 2003 إلى اليوم.
لا تستغربوا فنحن لم نستغرب أبدا، والأمر لم يكن هكذا فقط فقد سبقته مباركة مباشرة للأنظمة الدكتاتورية في إيران من خلال رفض وضع الحرس الثوري ككيان إرهابي على القائمة السوداء بالإتحاد الأوروبي، وكذلك من خلال محفل مؤتمر ميونيخ الذي قال بعبارة أو بأخرى ضمنيا (إن كان هناك بديلا لدكتاتورية الملالي فسيكون زواجا كاثوليكيا بين دكتاتورية مخلوعة ودكتاتورية قائمة) وأصبحت المواقف الأوروبية منعدمة فيما يتعلق بإجرام نظام الملالي مع المتظاهرين العزل ولم يعترفوا بحق الشعب في الدفاع عن نفسه بوجه آلة القمع الدموية المفرطة ضد المتظاهرين وقتلهم لأكثر من 750 متظاهر في شوارع إيران وإعتقال أكثر من 30 ألف شخصٍ من المحتجين الإبرياء وتعذيبهم في السجون بأبشع الأساليب، هذا ماعدا حالات الإختفاء القسري ولن يقف الأمر عند هذا الحد فالمساومات مستمرة لطالما هناك تفاوض وخضوع لهذا النظام.
لكن الأمل موجود لطالما في هذا العالم أحراراً يرفضون الباطل ويتبعون الحق وعلى هذا المسير هناك مواقف حرة مشرفة تستحق الإشادة والإحترام كموقف اللورد ستيوارت بولاك عندما قال في كلمته بالبرلمان البريطاني (إنه إذا كنا مدافعين عن حقوق الإنسان فيجب على وزير خارجيتنا أن يغادر الاجتماع أثناء خطاب عبداللهیان) وهناك الكثير من المواقف الأوروبية والعالمية الحرة المماثلة لهذا الموقف.
وإلى عالم أفضل
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي