ماريا هشام تكتب لـ(اليوم الثامن):
خلافات الاخوان.. صراع المصالح لا يعترف بالوفاق السياسي
عبر كثير من المحاولات سعت الجماعات الاخوانية الى ردم جميع الفجوات القائمة في ما بينها ظاهرا وسوقت اكذوبة تماسكها نحو الهدف المنشود لها غير انها مثل كتير من فصائل الإسلام السياسي يعاني اخوان اليمن من انقسامات وصراعات ليست عقائدية بل سياسية تنصب اكثرها حول الاستحواذ على ثروات الجنوب وفرض السيطرة على ارضة .
وبين فترة وأخرى تنفجر هذه الصراعات على السطح وما حدث في مارب مواخرا يدل على ان قيادات هذه الجماعات لا تمتلك الرؤية الموحدة وليس لديها مشروعا سياسيا ، بل هي تبحت عن أرضية بعد ان خسرت الكثير من المناطق في اليمن حيث انهارت قواتها السياسية والعسكرية التي كانت تراهن عليها وسوقتها كبدائل لمرحلة ما بعد علي عبدالله صالح ولكن حسابات السياسة ليست لها معادلات ثابتة فسقوط صنعاء بيد جماعات الحوثي وهروبها الى خارج اليمن افقدها الأرضية التي لعبت عليها ضد الجنوب منذ حرب 1994م وقد اذى هذا التشردم ما بين قيادات اخوانية استسلمت للحوثي وأخرى تحالفت مع الشرعية وأخرى هربت الى تنازع المصالح بينهم وقد اكدت الاحداث ان حزب الإصلاح لا يدافع عن الوحدة الا عند مصالح النفظ والغاز والممرات البحرية وهذا يوكد على ان الجغرافيا السياسية التي يتحرك عليها باسم اكذوبة اليمن الموحد قد سقطت وهذا اسقط معه مشروعهم السياسي الذي ضل ورقة يتلاعب بها حسب الأحوال الجوية لمصالحهم .
واخوان اليمن وهو حزب الإصلاح قد ادركوا ان المسافة ما بين حلمهم في السيطرة على الجنوب والتحالف مع الحوثي في اليمن قد كسرتها أراده الشعب الجنوب وحضور المجلس الانتقالي كالقوة فاعلة على الأرض ، وبالرغم من الاحداث والمؤامرات التي فرضت على الجنوب العربي والأموال التي صرفت عجزت عن احكام سيطرتها على الشارع السياسي في الجنوب .
اما مارب وهي مساحة تصارع ما بين الشرعية وحزب الإصلاح والقبائل وجماعات الحوثي وغيرها من الأطراف الأخرى التي ترى في مارب غنيمة اقتصادية يجب الحفاظ عليها غير ان ما حصل في الأيام القليلة الماضية يوكد على ان حزب الإصلاح وتورطه مع الجماعات الإرهابية في احداث سابقة على ارض الجنوب قد جعل منه قوة إرهابية لا يمكن الركون اليها وقد اكدت الأحداث السابقة في سقوط رموز هذا الحزب داخل الشرعية بان هناك عملية بثر يقودها تحالف إقليمي ودولي ضد هده الفئة الخارجة عن الاجماع الدولي .
ودون شك فان الأيام القادمة قد نشهد فيها تصاعدا للمواجهة بين حزب الإصلاح وقيادات الشرعية وبالذات بعد تهديد القيادية الإصلاحية توكل كرمان لمحافظ مارب سلطان العرادة ، وهذه التهديد لا يأتي من فراغ من حزب يمتلك خبرة في تصفية الخصوم والرفاق الذين انقلبوا علية وما انقلابهم على علي عبدالله صالح الا دليل على انهم لا يحفظون العهد لمن تحالف معهم تحت أي سبب بسيط .
والكل يدرك ان هذه الجماعات لا تسكت خصومها او من اختلف معها بلغة الحوار والمنطق وقبول الراي الاخر ولكن عبر نسف الجسد وازهاق الروح وهي من القواعد المبدئية لديها في حسم أمور الخلافات .
ولا نستبعد ان هذا التهديد ربما تأتي بعده عملية يكون ضحيتها سلطان العرادة لان هذه الجماعات التي جمعتها عقيده المال والسلطة واسقطت في طريقها الكثير من الأبرياء لكي تصل الى هدفها لن تتراجع عن ضرب من كان معها بالأمس حليفا واليوم قد تحالف مع جهة أخرى لضمان مصالحة.
مارب النفظ والغاز ما بين رغبة الحوثي في اقتحامها فان اقتحمها يعني ان ايران قد وصلت الى منابع النفظ والغاز اليمنية .
حزب الإصلاح والرغبة في الاستحواذ على هذه المنطقة كي يربطها جغرافيا مع شبوة وحضرموت المهرة ، ويبدو ان مشروعة هذا الذي سعى من خلاله إقامة مملكة اخوانية قد تساقط لأنه دول الجوار الإقليمية والمجتمع الدولي لن يسمحوا بهذا التمدد الافعواني من تحت الرمال ليقلب بعد ذلك منطقة الخليج العربي لأنه المصالح الحيوية للدول الكبرى والحياة المعيشية الراقية لسكان منطقة الخليج ليست من السهل إدخالها في لعبت جماعات لا تمتلك القدرة على حكم شارع فكيف بها ان تحكم شعوب ودول واوطان .
علينا ان ندرك بان نظرية زحف الأفاعي على الرمال في السياسة هي من ادخل هذه الجماعات الى مناطق الرمال المتحركة وجعلها محدودة الحركة ولكنها مازالت تناور على مراكز من قوة اتباعها كي تضل في واجهة المشهد السياسي وهي رهانات تعاملت من خلالها في العيد من الدول التي سعت فيها جماعات الاخوان في اسقط أنظمة الحكم والامساك في زمام السلطة .
هذه الرهانات المتكررة في إدارة هذه الصراعات تدل على افلاس العقليات السياسية وعدم مقدرتها على التجديد في مضامين استمراريتها .
ليس ما جرا في مارب بداية ولن يكون نهاية لجماعة تخلت عن عاصمتها ووطنها وجاءت تبحت عن البديل في الجنوب والمنافي وهذا يؤكد انها منذ خطواتها الأولى لن تكن صاحبة قضية او مبدا ، بل أطماع
وجرائم وهذه الأدوات لا يحصد اتباعها غير الخراب والفناء ...