افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... نهايات الطريق المسدود
في أداء تمثيلي عند وقوفه امام قبر خميني، اشتكى ابراهيم رئيسي ممن يريدون “إحباط الناس، تخييب امالهم، وزرع اليأس في قلوبهم” واتهمهم بتنفيذ استراتيجية العدو، سواء ارادوا ذلك او لا يريدون، علموا بذلك او لا يعلمون.
كان لافتا للنظر استغرابه الاعتراف بالوصول الى نهاية المطاف، والطريق المسدود، وقوله بانه لا يحق لأحد أن يصاب بخيبة الأمل، واشارته الى ان زراعة اليأس من عمل الشيطان.
لم تكن شكواه الاولى من نوعها، فقد ترددت مثيلاتها على لسانه كثيرا خلال الأسابيع الماضية، ومن الواضح أنه يقصد التيارات والعناصر داخل النظام، ولا سيما تيارات جماعته المهيمنة، ففي وقت سابق نقل موقع اعتماد اون لاين الحكومي عن العضو السابق في البرلمان منتجب نيا قوله “حاليا كل المجموعات الموجودة في الفصيل الأصولي الذي يمثله رئيسي في الحكومة ليست وراء الحكومة” وتاكيده على “فشل رئيسي في ايجاد حالة من الوحدة والتوافق” داخل الفصيل الأصولي.
تأتي عبارات رئيسي التي قال فيها “ليس لدينا مأزق” و “لا يحق لأحد أن يقول إننا وصلنا إلى طريق مسدود” على لسان الشخص الذي يعد نتاجا وتجسيدا للمأزق الاستراتيجي الذي وصل اليه خط ولاية الفقيه .
تم تنصيب الرئيس الذي ارتكب القتل الجماعي عام 1988، وكان معظم أعضاء وأنصار مجاهدي خلق يكرهونه ولا يعرف غير السجن والإعدام، وتم استخدام قسم كبير من النظام ككبش فداء بعد فشلهم في تجاوز أزمة السقوط والوصول إلى طريق مسدود.
اراد الولي الفقيه بهذه العملية الجراحية سد شقوق نظامه عبر حكومة من طيف واحد، منسجمة مع السلطتين الأخريين، يسيطر عليها بالكامل، ليتمكن من الاستعانة بها في منع الانتفاضة، لكنه اخفق في الوصول الى ما يريد، فشل في قطع الطريق على الانتفاضة الوطنية، لم يحقق حلم الحكومة الموحدة، وبقيت جثة حكومة رئيسي على يديه.
وصف خامنئي الانتخابات الرئاسية وتنصيب رئيسي بعد الانتهاء منهما بأنهما “من أهم الانجازات والحلاوات”، واعرب في رسالة العام التالي عن قلقه من آفاق العام المقبل، مشيرا الى مشاكل مختلفة في المجالات الثقافية والسياسية، علاوة على المشكلة الرئيسية والمحورية وهي الاقتصاد.
فشل مشروع تنصيب رئيسي مضاعف واستراتيجي، اذا تم قياسه باخفاقات رؤساء النظام السابقين، فلم تعد هناك خيارات امام الايرانيين سوى الانتفاضة والاطاحة بحكم الملالي، الذي وصل الى نهايات طريقه المسدود.