افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

تماسيح مجلس الشورى الإيراني

دفعت ازمة الغلاء وارتفاع سعر الغاز في ايران النائب في مجلس الشورى قطب ابادي الى مطالبة ابراهيم رئيسي المنصّب من قبل الولي الفقيه بالاستقالة من منصبه، الامر الذي يعد تطورا لافتا للنظر في اداء الذين اجتازوا مراحل التدقيق الأمني والاستخباري والعقائدي، ومؤشرا على مدى قلق وخوف اوساط النظام. 
تصريح ابادي تعبير عن مناخات تململ القلقين من تسارع تفاقم الاوضاع المعيشية وافرازاتها المرجحة، فقد اشار الملا موسوي لاريكاني الى الارتفاع المفاجئ على فواتير الغاز، وخاصة في المناطق الريفية. 
جاء في التفاصيل التي تحدث عنها لاريكاني ان الكلفة ارتفعت من 300 ألف تومان إلى 6 ملايين تومان في الشتاء الماضي، في بلد يحتل المرتبة الثانية من حيث موارد الغاز، الامر الذي لا يمكن قبوله، لا سيما وانه سيؤدي الى دفع المواطنين لرواتبهم مقابل فواتير الغاز، وتوضح تقارير وسائل الإعلام الحكومية خطورة الموقف باشارتها الى رفع حكومة رئيسي سعر الغاز المنزلي بشكل مفاجئ من 41 تومانًا إلى 6000 تومان للمتر المكعب وسط البرد والصقيع في فبراير الماضي، مما يعني ان الزيادة كانت بمقدار 150 مرة. 
لم يقتصر اثر الارتفاع على العائلات، فالصناعة مشلولة بفعل هذا العبء، حسب قول رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف في نفس الاجتماع، اشارته الى انقطاع الكهرباء والغاز عن الصناعات، ومطالبته بحل الازمة لزيادة الانتاج بنسبة 20٪ إلى 25٪ . 
اللافت للنظر ان الارتفاع المفاجئ بلا مبررات تقنية او اقتصادية، ففي الوقت الذي تمتلك ايران ثاني أكبر موارد الغاز في العالم، يبلغ سعر الغاز الطبيعي في إيران 3 أضعاف متوسط السعر في بقية دول الخليج، ومع زيادة أسعار الطاقة ارتفعت كلفة إنتاج كل طن من الصلب الخام في إيران من 9.2٪ إلى أكثر من 25٪، مما يعني ارتفاع الأسعار في السوق المحلية واستحالة المنافسة في الأسواق العالمية. 
بتوجيههم اصابع الاتهام الى رئيسي وحكومته ليكونا كبش فداء، يحاول اعضاء مجلس الشورى حماية خامنئي، الامر الذي كان واضحا في تصريحات آبادي، التي تشير الى سير قوات الباسيج على الالغام الارضية والاسلاك الشائكة في اوقات الحرب، مما يتطلب من رئيسي تضحية مماثلة تتمثل في الاستقالة. 
تخفي تحذيرات ودعوات اوساط النظام جوهر الحقيقة الذي يمثله دور الولي الفقيه في نهب وتدمير الاقتصاد واهلاك الحرث والنسل، كما تتجاهل التحذيرات والدعوات حقيقة ان فشل وتدمير حكومة رئيسي يعني اخفاق مشروع خامنئي. 
يغيب عن اوساط النظام ـ سواء في مجلس الشورى او خارجه ـ ان ذرف دموع التماسيح لا يوقف غضب واستياء الايرانيين من النهب الذي يتعرضون له، ولا يحول دون انتفاضة لا مفر منها، بعد ان تحول التغيير الشامل الى خيار وحيد. 
*افتتاحية موقع مجاهدي خلق الإيرانية