عبدالرحمن كوركي مهابادي يكتب لـ(اليوم الثامن):
دكتاتورية بديلة في إيران!
في عام ١٩٧٩ وفي الأشهر التي سبقت سقوط الدكتاتورية الشاهنشاهية في إيران، نادى الشعب الإيراني "سلحونا" من أجل إسقاط الدكتاتورية، وإنه النداء الصيحة الذي تم رفضه من قبل خميني، وتدل هذه الوثيقة على هذه الحقيقة القائلة بأن خميني ومن هم على شاكلة تفكيره في قرارة أنفسهم لم يمثلوا الشعب الإيراني وإلى أي مدى هشاشة وعدم صحة علاقة هذا "التيار الرجعي" مع " الشعب الإيراني "وبالنتيجة فإن هذا التيار ليس" من الشعب "وليس" من أجل الشعب "وجلوسه على كرسي" قيادة الثورة "غير شرعي منذ البداية ومن الأساس، ولهذا السبب وعلى الرغم من جواب خميني السلبي بشأن "الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية الشاهنشاهية" فإن الشعب الإيراني لم يتوقف عن الحراك وتحصل على "السلاح" وقلب المعادلة لصالحه.
لقد كانوا بهكذا مطلب ومسعى في انتفاضتهم في بداية طريق من شأنه أن يؤدي إلى الحرية وإحقاق حقوقهم المشروعة، الرغبة والخطوة ليست فقط ديكتاتورية hلشاه ، ولكن أيضًا خميني ورفاقه كانوا خائفين من تسليح الناس. لماذا؟
شعار اليوم المحوري!
الآن، ومع تحول السلطة من الدكتاتورية الشاهنشاهية إلى الدكتاتورية الدينية يهتف الشعب نفسه في مراحل أخرى من انتفاضتهم ضد الدكتاتورية الدينية في السنوات الأخيرة بشعار: "الويل من اليوم الذي نتسلح فيه"، وبنظرة عميقة على الانتفاضتين الشعبيتين في عامي ١٩٧٩ و ٢٠٢٢، نرى حقيقة أن الدكتاتورية ما زالت تحكم إيران ، فذاك كان "شاهنشاهياً" وهذا "دينياً"، وكلا الدكتاتوريتين كانتا "مُطلقتين" ونالتا الشرعية من شيء أسموهما بـ"إلاهيتهما"!
خميني لص القرن الأعظم في إيران!
يتذكر أولئك الذين كانوا حاضري المشهد في الانتفاضة المناهضة للشاهنشاهية عام ١٩٧٩ أن خميني لم يكن ليستسلم ويقبل أبداً بمبدأ "الكفاح المسلح" ضد دكتاتورية الشاه، وحينما تم وضعه على مقعد "القيادة" يقول إبراهيم يزدي مستشار خميني في ذلك الوقت بهذا الصدد: "في يوليو 1977 ذهبت إلى النجف وتحدثت مع خميني حديثاً موسعا، وهناك كان ضد الحرب المسلحة، والسبب في ذلك أنه كان يعلم أن المنظمات السياسية والعسكرية ستتقدم في النزاع المسلح لأن لديهم تنظيمات، وإذا أردنا أن نوصِل الكفاح إلى هذه النقطة فسوف ينتصرون، وما علينا نحن سوى الامتثال لذلك."
النضال علم!
النضال علم يجب تعلمه واتباع قوانينه وإلا سيكون كل شيء متكرراً و "عبثي"، على أساس هذا العلم كان عبء النضال الثقيل يقع دائماً على كاهل الأفراد أو التيارات التي نظرت إلى محاربة الدكتاتورية بمثابة "علم" ودفعت ولا زالت تدفع ثمن ذلك في ميدان الانتفاضة، ويجب أن تكون قيادة الانتفاضة الشعبية أيضاً كذلك من هكذا نوع وجودة وإلا فهي زائفة وعليلة.
اللصوص الرئيسيون لانتفاضة الشعب!
كما رأينا في انتفاضة الشعب الإيراني عام ١٩٧٩ وجه خميني وفئته الآخرون ممن يشاطرونه التفكير ذاته الذين كانوا يحلمون دكتاتورية أسوأ من خلال "سرقة قيادة الانتفاضة" وكانت الضربة الأولى للمجتمع الإيراني بخدعة "إسلامي" و "غير إسلامي " حتى أصبحوا منبع أفظع دكتاتورية في إيران.
الآن، وفي عشية بلوغ انتفاضة الشعب الإيراني النصر على الدكتاتورية الدينية وبقايا الدكتاتورية السابقة اللتان قامتا بدعم الرجعية والاستعمار والمعروفتين بنفس الحيل والتكتيك "الإنفاق" و "السرقة" وقد قررا عدم السماح لانتفاضة الشعب بالتقدم نحو تغيير جذري في إيران.
ادعاءات لا أساس لها!
إنهم الذين أسسوا حياتهم البيولوجية على سرقة المليارات من أموال الشعب الإيراني، ويريدون أن يحكموا إيران مرة أخرى بـ "أيديولوجية دكتاتورية" وأن يصلوا إلى "السلطة" ليس فقط للهروب من "الديمقراطية" و "الحرية" بل لأنهم لا يمكنهم قبول "مشاركة أي فرد أو جماعة في السلطة" لكنهم لا يملكون أي من الشروط اللازمة ليحلوا محل الدكتاتورية الدينية! خاصة وأنهم مستبعدون ومرفوضون من قبل الشعب الإيراني.
لا يوجد في فكرهم وقاموسهم الباطل المزيف أي حقيقة أو قانون أو خطة أو بروتوكول سوى الدكتاتورية وهم يتشبثون بكل أخضر ويابس لإيجاد طريقاً للوصول إلى عرش السلطة في إيران، وهو مسعىً أثبتت التجربة أنه عبثي ولا طائل من ورائه سوى إغاثة للدكتاتورية الدينية الحاكمة.
الإنتفاضة، إحتياجات ومتطلبات التقدم!
الآن ، وبعد مضي الشهر السابع من تأجج الانتفاضة تدل الشعارات التي يرفعها الشعب الإيراني على الإحتياجات والمتطلبات للانتصار على الدكتاتورية الدينية الحاكمة والتي تقع ضمن الشعار العام الأوسع وهو "الموت للطاغية سواء كان الشاه أو الملالي" وهو الشعار الدال على رفض الدكتاتوريتين "الدكتاتورية الشاهنشاهية" و "دكتاتورية ولاية الفقيه" وهم يهتفون "ويل من اليوم الذي نتسلح فيه" وبعبارة أخرى إن الشعب الإيراني بصدد البحث عن "السلاح والتسلح" ليتمكن من صون وحماية وجود الانتفاضة وإنجازاتها في الخطوة الأولى، وفي الخطوة التالية بالتنسيق والتوافق مع "هيأة قيادة الإنتفاضة" لإتمام الطريق الذي سلكوه من أجل بلوغ الهدف المنشود، وهم الآن أقوى قياساً بما مضى، ذلك لأن لكلاهما دور في حقيقة المشهد وأصبحا ذاك الحراك الواحد والأكثر تشكيلاً وتنظيماً تقع وحدات المقاومة في قلوبهم وتتقدم أمامهم ومترابطون مع هيأة لن تدع سنوات معاناتهم تذهب للسرقة من قبل الدكتاتوريات كما حدث سنة ١٩٧٩.
المصداقية من الشعب ولأجل الشعب
باعتبارها البديل الديمقراطي الأوحد للدكتاتورية في إيران فإن "هيأة القيادة الجماعية للانتفاضة" تأخذ مصداقيتها من الشعب الذي انتفض ضد الدكتاتوريات، ولا يفكر الشعب الإيراني الآن إلا في الإطاحة بالدكتاتورية والوصول إلى تحقيق حكومة وطنية ديمقراطية جامعة تقوم على الحرية وفصل الدين عن السلطة، ولقد استبعدوا وأبطلوا مسبقاً أي شيء آخر غير ذلك.
لقد صمم أبناء الشعب الإيراني على"إسقاط الدكتاتورية" من خلال العبور والتغاضي عن فئيوة الأجنحة الوهمية داخل الدكتاتورية الدينية ورسم خط رفض وإبطال أي نوع من الدكتاتورية في بلادهم وغير مكترثين من مواجهة التحديات والعقبات، وقد عايشوا في انتفاضتهم الأخيرة العديد من المحاولات والقفزات والادعاءات البراقة المختلفة للرجعية والاستعمار وأعوانه من "الإنتهازية" و "اللاهثين وراء السلطة"، ولن يتراجعوا عن مطلبهم الرئيسي.
تلوح في الأفق!
مما لا شك فيه أن الأمة التي "بعزمها وإرادتها" أرادت تحقيق "الحرية" ستصبح أُمةً "لا تُقهر" وسيكون انتصارها حتمياً ذلك لأنها قد دفعت ثمن ذلك، وانتهى عصر المطالب من النظام الدكتاتوري، وأنتهت شعارات ما قبل تأجج الانتفاضة مثل "الأنشطة المدنية" و "الإضراب" و "المرأة والحياة" و"الانتقال السلمي" ، و"الإفراج عن السجناء السياسيين" و"اللاعنف" و "الحجاب"، إلخ انتهى ولا يمكن أن يمثل الرغبة الرئيسية للشعب الإيراني. إلا إذا كان ذلك في ضوء المطلب الأساسي للشعب وهو "نفي ديكتاتوريتي الشاه وولاية الفقيه" وخاصة إسقاط الديكتاتورية الدينية! لذلك، يجب اعتبار العام الإيراني الجديد فترة مليئة بالتغييرات. عام يمثل "اختبارا تاريخيا عظيما" لجميع الإيرانيين وشعب إيران قد أعدوا أنفسهم لتشكيل مصيرهم.