افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران.. ديماغوجيا الهامش والجوهر
ترك مصطلح الهامشية الذي استخدمه الولي الفقيه، لدى مطالبته رؤساء سلطاته الثلاث الجالسين تحت منبره بالتعاون، اهتماما لدى الاوساط المتابعة لتطورات ودلالات الخطاب السياسي المتداول بين اركان نظام الملالي.
درج نظام الملالي خلال الفترة الماضية على استخدام مصطلحات من قبيل “الهامش” و”الهوامش” في اشارة لصراع ذئاب ومافيات الحكم، مما يطرح سؤالا حول اسباب تصاعد الصراع بين رؤساء السلطات الثلاث، الى الحد الذي يجبر خامنئي على الجهر به، لا سيما وان هذه السلطات تتشكل من التيار ذاته.
في هذا السياق تساءلت صحيفة سياست التابعة للتيار المتنفذ عن الموانع التي تحول دون التعاون والتقارب والتفكير المشترك بين السلطات الثلاث، استعرضت الصحيفة بعض حالات الخلاف، واشارت الى ان رئيس القضاء يشكو من أوضاع سوق السيارات وينتقد أداء وزير التجارة والصناعة والتعدين، لكن الحكومة تحاول مساندته وتود سحب مجلس النواب طلب استيضاحه.
اللافت للنظر تصاعد النزاع بين حكومة رئيسي والبرلمان عند طرح اقالة الوزراء او الحديث عن استقالة رئيسي، ولا يخفى على المتابعين ان الازمة الداخلية للنظام نتاج الازمات الاقتصادية والاجتماعية والصراع بين الشعب والحكومة، مما يستدعي تعريفات محددة للهامشي والجوهر في تفكير النظام، ففي حال التعامل مع قضايا مثل ارتفاع الأسعار والتضخم بنسبة 60 و 70%، غضب الايرانيين، احتمال تحرك جيش الجياع باعتبارها قضايا هامشية يتطلب الامر تحديدا واضحا للقضايا الجوهرية، التي يتضح من التصريحات انها تنحصر في الحفاظ على النظام، ظهرت هذه الحقيقة بوضوح مع جائحة كورونا، فلم ينس الايرانيون وصف خامنئي للوباء الذي أوقف العالم على قدم وساق بأنه قضية مؤقتة وعابرة لا ينبغي المبالغة فيها، وتعامله معها باعتبارها فرصة ونعمة، ومنعه استيراد اللقاح ليشل حركة الناس ويؤخر الانتفاضة المحتومة، ويشتري عامين من البقاء على حساب حياة 550 ألف إيراني.
جاءت المفارقة في رد رئيسي الذي امتدح تصريحات خامنئي قائلا “كل جهودنا تنصب على ألا نقع في فخ الهوامش بأي شكل من الأشكال، أؤكد للقائد المعظم أن كل جهودنا ستكون وستنصب على النص” فمن المضحك عدم ادراكه بانه موضوع الهامش.
واختلف الامر بالنسبة لرئيسي السلطتين القضائية والتشريعية اللذين لاذا بالصمت، وأدارا ظهريهما لابراهيم رئيسي، مما يدلل على استيائهما من الولي الفقيه، الذي وقف علنًا إلى جانب رئيسي في هذا النزاع.
مؤشرات تداعيات الازمة المتفاقمة لا توحي بجدوى تدخل خامنئي لوضع حد للصراع بين السلطات الثلاث، فقد جاء تدخله بعد ان كسرت الانتفاضة الوطنية هيبته، وتظهر العقود الاربعة الماضية تأصل النزاع بين عصابات المافيا الحاكمة واستعصاءها على خميني من قبل، علاوة على اثار الازمات الراهنة على النظام.
يعني عجز خامنئي عن السيطرة على الاوضاع ـ في ظل غليان المجتمع الموشك على الانفجار ـ زيادة فوضى وتفكك النظام، من أعلى المستويات حتى اسفلها، لان عيوب واسباب تفكك قوى خامنئي واجهزته لا تكمن في الهامش بل في جوهر حكم الولي الفقيه، الامر الذي تتعامل معه الانتفاضة باصرارها على اسقاط النظام.