افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... جمهورية الاسرار

اخفاء الاحصاءات لتسهيل تمرير التسريبات، التي لا تخلو من الالتباسات والاكاذيب، احدى اساليب الخداع التي يتبعها نظام الولي الفقيه العاجز عن حل ازمات ومشكلات الايرانيين في جمهورية الاسرار، وفي مقدمتها سوء  اوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.  

في هذا السياق جاء تصريح ابراهيم رئيسي الذي قال فيه انه تم “تصدير أكثر من 50 مليار دولار منذ بدء ولاية الحكومة الثالثة عشرة وهو رقم قياسي منذ 40 عاما” ليثير تندرات المتابعين لمسار التصريحات الحكومية، لا سيما وانه تزامن مع مقالة لصحيفة دنياي اقتصاد بعنوان “الحجب الجماعي للإحصاءات” جاء فيها انه على عكس السنوات السابقة، عندما أتاح مركز الإحصاء الإيراني بانتظام إحصاءات التضخم للجمهور في اليوم الأول من كل شهر، لم يتم نشر هذه المعلومات في الشهرين الأخيرين.  

لدى تطرقها للتوسع في سياسة اخفاء المعلومات والارقام افادت الصحيفة بأن الحجب الإحصائي لا يقتصر على التضخم، بل تتم ملاحظته أيضا في قطاعات الصناعة والتجارة والإسكان، مما يعني اهتمام صانعي السياسة بالتكتم على الإحصائيات لتجنب الاطلاع على أدائهم.  

تعاملت صحيفة تعادل بوضوح اكبر مع هذه المفارقات باشارتها لعدم رغبة رئيسي في  الكشف عن “زيادة 200٪ في أسعار السلع” وزيادة اجور الإسكان بنسبة 150٪ وتحطيم الرقم القياسي في معدلات الفقر والتضخم خلال ولاية الحكومة الثالثة عشرة.  

وتهكمت صحيفة اعتماد على الموقف باشارتها الى ان مؤشر التقدم وسجل الحكومة المعينة من قبل خامنئي كان في صعود سعر صرف الدولار وقفزات الأسعار، حيث ارتفع سعر الصرف بعد تنصيب رئيسي من 23400 تومان في مايو 2021 إلى أكثر من 50 ألف تومان في مارس وأبريل 2023.  

ذهب الخبير الاقتصادي علي سعدوندي الى ما هو ابعد باشارته لغياب الحدود في اخفاء الحقيقة ومعالجة المشاكل بإطلاق الأكاذيب ووصف الإفلاس بالتقدم والفشل بالانتصار، وتطرقه الى عدم وجود جهة رقابية للتحقق من مزاعم التقدم الاقتصادي، وفي حديثه عن الاسعار قال حسين قمي انه في “كل يوم نفتح أعيننا نرى ارتفاع أسعار البضائع بأكثر من 30 أو 40٪” مؤكدا ان قول البعض بان الناس يحتاجون إلى الخبز في الليل كلام صحيح، وافاد مهدي ناصري رئيس تحرير صحيفة كيهان السابق قبل يومين من ادعاء رئيسي بان “التضخم الجامح والفقر والبؤس ينتشران ويكسران الظهر” مشيرا الى ان الفساد المنهجي والعميق في جميع مكونات النظام سمة أخرى من سمات الوضع الحالي، ليصل الى ان الجمهورية الإسلامية في واحدة من أكثر الفترات والأوضاع بعدا عن الامان، ويشير الى انتفاضة شعبية محتملة في اية لحظة.  

وقالت مريم رجوي في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للعمال: "سقطت حياة 90٪ من العمال والكادحين تحت خط الفقر. 60 بالمائة من العاملين في الدولة غير مشمولين بالتأمين، وقد خصخص الملالي العلاج والصحة، وجلبوا مثل هذه الكارثة للعمال والكادحين لدرجة أن قسما كبيرا منهم يتجنب الذهاب إلى الطبيب والمستشفى ويتحملون معاناتهم من الآلام والمرض.
وعلى الرغم من معدل التضخم العام البالغ 50٪، ورغم معدل تضخم المواد الغذائية البالغ 84 بالمائة، فإن الحد الأدنى للأجور المحدد لهذا العام حوالي خمسة ملايين ونصف المليون تومان أي 12.5 مليون تومان أقل من خط الفقر."

مرة اخرى تظهر المعلومات والاحصاءات التي يخفيها نظام الملالي، والتي يحاول تسريبها لخداع الايرانيين، وتحذيرات متابعي الصراع على السلطة افلاس الحكومة المحببة لخامنئي، فشل مشروع الولي الفقيه، ودوره في ايصال الايرانيين الى ما وصلوا اليه من اوضاع معيشية صعبة.