د. حنان عبداللطيف تكتب لـ(اليوم الثامن):
شباب الانتفاضة الوطنية الإيرانية والهجوم التقني الكبير
عطل شباب الانتفاضة الوطنية الإيرانية خوادم مواقع رئاسة جمهورية النظام خلال هجوم تقني كبيرٍ وهام وأخرجوها عن السيطرة في حدث ليس الأول من نوعه بعد احتداد الصراع بين الشعب الإيراني ونظام الملالي غير الشرعي الحاكم في إيران.
تستمر المواجهات بين صفوف الشعب الإيراني المضطهد وقواه الوطنية الديمقراطية الحرة الأصيلة من جهة، وصفوف نظام الملالي ومرتزقته ومن يهادنهم من جهة أخرى، خاصة في هذه المرحلة الذي صعد فيها النظام من نهجه الوحشي وممارساته القمعية وأحكام الإعدام وانتهاكاته الدؤوبة لحقوق الإنسان استهتارا واستخفافاً بالقيم والقوانين والأعراف الدولية وحتى بالقيم الدينية التي يدعيها، وقد وصل حد الرفض والمواجهات الشعبية لنظام الملالي إلى عدم الاعتراف بالنظام كسلطة وعدم أهليته للمطالبة بأدنى الحقوق وتركزت أدبيات الانتفاضة الشعبية الوطنية الإيرانية على التنديد بالنظام جملة وتفصيلا والمطالبة بإسقاطه.
مع بدء شهر ايلول المنصرم أجج أبناء الشعب الايراني ثورتهم المباركة ضد نظام الملالي الارهابي مطالبين برحيله وإنهاء حكم من الدكتاتورية والإرهاب والفساد امتد لأكثر من أربعة عقود دمّر فيها المجتمع الإيراني واقتصاده وكذلك مجتمعات دول المنطقة المحيطة به واقتصادياتها، وساهم في تأسيس الجماعات الإرهابية المتطرفة ونشر الإرهاب والمخدرات في المنطقة والعالم.
وعلى الرغم من تصاعد جرائم النظام ضد الشعب والثوار في الداخل، وتصاعد مؤامراته في الوقت ذات ضد بديله الديمقراطي (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج) لكن نضال نساء ورجال مجلس المقاومة الإيرانية بقيادة الرئيسة مريم رجوي ضد نظام الملالي لم يهدأ ولم يخفت يوماً بل كان نضالاً مستميتاً وثابتاً على الحق والمبادئ، وهذا ما جعلهم يحققون الانتصارات تلو الأخرى، وكان الرد عليه باستهدافه في عقر داره وفي أهم وأعلى مؤسساته؛ فهاهم اليوم أبطال وبطلات الثورة الوطنية الإيرانية ينجحون في اختراق مواقع رئاسة جمهورية النظام وتعطيل خوادمها ويخرجونها عن سيطرة سلطات الملالي بكل جبروته وغطرسته ويحصلون على البيانات والمراسلات السرية والمخططات الخبيثة تجاه الشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة، حيث كشفوا المستور وأرسلوا رسالتهم المزلزلة للنظام بأنهم مستمرون في الانتفاضة حتى الإطاحة بهم وإزالة نظام حكمهم، وفي إطار هذه الهجمة البطولية النوعية على خوادم رئاسة جمهورية النظام نشر ثوار الانتفاضة الوطنية الإيرانية صور السيدة مريم رجوي والسيد مسعود رجوي في خطوة تُظهر مدى ضعف النظام وعدم قدرته على حماية منصاته الالكترونية وتُظهِر في الوقت نفسه مدى شعبية المقاومة الإيرانية، وهذا الانتصار الإلكتروني ليس الأول من نوعه فقد سبقه نصرٌ آخر عندما اخترق شباب الانتفاضة الابطال الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية وحصلوا على أكثر من 50 تيرابايت من الوثائق والكتب الرسمية التي تفضح جرائم ومخططات نظام الملالي، ونشروا الشعارات المناهضة للنظام من خلال مواقعه الرسمية وبذلك يكسرون ما تبقى من هيبته ويحطمون أسطورته الكارتونية التي لم ولن ترتقي إلى مستوى الدول والمؤسسات وكانت ولازالت سلطة وهم وعصابات لا تعرف سوى من منطق العنف والدم وسيلة للبقاء في السلطة.
وعلى الصعيد الخارجي كعادتها تواصل المقاومة الإيرانية نجاحها الدبلوماسي بالحق حيث استطاعت تحقيق نصر آخر جعل الإدارة الأمريكية وبريطانيا والإتحاد الاوربي يفرضون المزيد من العقوبات الاقتصادية على أفراد وشركات ومصارف ترتبط بالحرس الثوري الإيراني وكذلك شخصيات من الحرس الثوري ومسؤولين حكوميين والبنك المركزي الإيراني وهو ما أدى إلى إطباق عزلة دولية حقيقية على نظام الملالي ناهيك عن الانتصار الأكبر المتجسد في مواصلة جميع مكونات الشعب الإيراني احتجاجاتها وثورته العظيمة التي لم ولن تخمد شرارتها منذ أن اشتعلت في أيلول بل اشتدت وقوت وتوسعت لتشمل كل محافظات إيران من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم يهتفون " انتفاضة حتى الاطاحة بالنظام "، فالنصر الأكبر قادمٌ لا محالة بازالة نظام الملالي من السلطة ومن التاريخ.
د.حنان عبداللطيف / المدير الإقليمي لـ مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان