د. علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):
من جدهم الهادي مروراً بعفاش الى معين.. اليمنيون يكرهون عدن
قبل عشر سنين كتب الفقيد الدكتور البروفيسور عبدالله السياري مقالاً جميلاً سأبين لكم بعض ما قاله، و أبرز ما وضحه الفقيد في أن اليمنيين حاقدون على عدن.
تتذكرون في الأسبوع الأول من هذا الشهر يونيو 2023 عندما وقع اختيار مكتب الأمم المتحدة للعاصمة عدن لتكون نموذجاً لتطبيق خطة ( الإطار الاقتصادي للانتقال من الاعتماد على المساعدات إلى التنمية المستدامة )، و لكن خشى رئيس الوزراء معين عبدالملك بأنه لو سمح لعدن بذلك، فهذا يعني بدء إعادة السمعة الطيبة لعدن، و هذا لا يتماشى مع عقليات ابناء اليمن و كُرههم لعدن، فلم ينتظر معين كثيراً حتى ابلغ مكتب الأمم المتحدة:
"لا تعملوها في في عدن فهي بيئة غير ملائمة لنجاح هذه التجربة، فأعملوها في تعز فهي أفضل"، و بالفعل انتقلت إليها ورشة العمل بحضور 30 منظمة و وكالة اممية.
الجنوبيون ينسون التأريخ، فقد ذكر الفقيد السياري حادثة مماثلة حدثت قبل عشرين عام في عدن و هي كما رواها:
لقد قررت أنا و دكاترة آخرين أن نذهب لعدن في العالم 2003م لعقد مؤتمراً هناك يتمحور حول أمراض و زراعة الكلى و الجهاز البولي و تم التخطيط ليستمر هذا المؤتمر أربعة أيام في مدينة عدن، و أقترح الدكتور حسين الكاف – عميد كلية الطب في جامعة عدن حينها - ان نقوم بزراعه للكلى –و لأول مره- في عدن في نفس وقت المؤتمر.
شرح الفقيد السياري أنه و الفريق الطبي عملوا على التحضير لهذا المؤتمر و كذلك جهّزوا لعمل الجراحات في عدن لشهور عديدة، و قد ضم الفريق أطباء و جراحون ذوي معرفه و خبره و باع طويل في زراعه الكلى من المملكة العربية السعودية ممثله بالمدير العام للمركز السعودي لزراعه الأعضاء و خبراء من بريطانيا و النمسا و بولندا و الإمارات العربية المتحدة، و كان الزائرون على علاقة جيدة بجراحه و زراعه الكلى و طب الكلى و التخدير والعناية الفائقة وعلم النفس الاكلينكي و التنسيق في زراعه الأعضاء و خبراء في الغسيل الكلوي.
تم التجهيز لهذا اليوم العظيم في عدن، تم نقل الدم الى الخارج للفحصوات اللازمة للمرضى و المتبرعين، كما تم إحضار بعض الأجهزة الطبية الناقصة للعمليات، و احضروا ايضاً الأدوية اللازمة للزراعة، و تم تحديد يوم العمليات، و كان الجميع منتظرين هذا اليوم.
كان الفريق الطبي مستعداً ذاك اليوم لإجراء العمليات، إلا ان أوامراً وصلت للفريق الطبي من الرئيس صالح بمنعهم من عمل العمليات في عدن، و يطالبهم بان ينقلوا عمل الجراحة لصنعاء.
قال الفقيد السياري أن المكالمات الرافضة كانت تأتي من الرئيس علي عبدالله صالح يطالب الفريق بالإنتقال الى صنعاء، و أن المرضى و المتبرعون موجودون موجودون في صنعاء، رفض الفريق الطبي طلب الرئيس و هددوا بمغادرة عدن دون إجراء العمليات، و إبلاغ الرأي العام العالمي عن سبب فشهل مجهودم الخيري، عندها رضخ الرئيس عفاش لتهديدات الفريق الطبي لإجراء العمليات في عدن.
تم كل شيئ بنجاح و حضور كبير، كما نُقلت خمس كلى من خمسه متبرعين إلى خمسه مستقبلين من أهلهم و بنجاح في خلال 20 ساعة و هذا يُعتبر رقما عالميا مسجلا حتى ذاك الوقت.
قال الفقيد السياري بعد نجاح مهمة الفريق الطبي، بأنهم طالبوا بالاستمرار في إعطاء خدمه خيريه لزراعه الكلى في عدن، إلا ان طلبهم قوبل بالرفض من صنعاء، و بسبب روح اللامبالاة عند المسئولين في صنعاء لم يتمكن الفريق الطبي من ذلك.
في الخلاصة قال البروفيسور الفقيد عبدالله السياري بعد انتهاء مهمة الفريق الطبي في عدن لقد اوجعتني المركزية الفردية الصارخة، حيث اننا حاولنا بكل جهدنا أن نقنع المسئولين في صنعاء بان تتم العملية في عدن بالاتصال بوزير الصحة و وكيله و رئيس الوزراء حينها و لم يجدي ذلك ابداً، و قمت مع الدكتور ندي حكيم بالاتصال بنائب رئيس الجمهورية حينها السيد عبدربه منصور هادي الذي ابدى استعدادا للمساعدة و لكن يبدو انه لم تكن لديه صلاحيات فاعله، و يبدو ان كل القرارات كانت في شخص رئيس الجمهورية السابق.
و انا اقول للفقيد السياري في قبره: هذا غيض من فيض يا أخي، فاليمنيون يكرهون عدن و الجنوب منذ جاء جدهم الأكبر الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم منذ اكثر من عشرة قرون ليحكمهم.
kaka