د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إيران من المشروطة إلى مسيرة (59) عاماً من أجل الحرية

شهدت إيران المعاصرة منذ عام 1905 حراكاً سياسياً نوعياً؛ كان أوله حراك الثورة الدستورية المعروفة بـ (المشروطة) الثورة التي قامت من أجل الإصلاح في عام 1905 وأتت بثمارها عام 1906 حيث تمت صياغة دستور ينص على ملكية دستورية بالبلاد، وقام مجلس نوابٍ في تلك الحقبة القاجارية لكن سرعان ما تم القضاء على ذلك الإنجاز بإسناد من الروس والانكليز وعاد الطغيان من جديد لتستمر معاناة الشعب الإيراني، وتأتي بعد ذلك سطوة الحقبة الاستعمارية البغيضة التي باتت فيها إيران مقسمة تحت هيمنة الروس والإنكليز وتستمر معاناة الشعب لكن حراك الثورة الدستورية لم يتوقف بعد إخماد الروس لها عام 19011، واستمر الحراك الثوري الدستوري في كيلان حتى عام 1921 لتأتي بعد ذلك الحقبة البهلوية التي قامت بدعم من الروس والانكليز ولا زالت معاناة الشعب قائمة متعاظمة.

تأتي حقبة الشاهنشاهية بمرحلتي الأب والابن التي قامت على رقاب ضحايا الثورة الدستورية أشد قسوة وحِدةً في الظلم والطغيان عن سابقتها وفيها صار الإكراه والخروج عن القيم والهوية والاستسلام للمستعمر على حساب الشعب وفيها تعاظم دور وعاظ السلاطين وخرجت المفاهيم عن الحقائق وبدأت عملية تسخير الدين لخدمة السلطان حتى بات الشاه ولي النعم ثم اكتملت سطوته فأصبح طاغوتاً لا يمكن السكوت عليه، والشعب الذي قام بحراك الثورة الدستورية حتى آلت لهم الأمور قادر على خلعهم وكذلك فعل عام 1979.

لم ينقطع المد الثوري في إيران من ذلك العهد إلى اليوم ولم يتوقف الظلم والاستبداد ولم تتوقف التضحيات ولا المشانق ولم تخلو السجون من الابطال والأبرياء المعذبون، وعلى الرغم من وجود سلطة الشاهنشاهية إلا أن قوى الإستعمار هي التي تسود البلاد وتحكمها وتنهب مقدراتها وتدير مقاليد الحكم فيها بدليل تنحية الشاه الأب عام 1941 ونفيه وإحلال الشاه الابن محله، وكنتاج طبيعي للمد الثوري في إيران كانت شخصية المرحوم الزعيم الدكتور محمد مصدق ثم كانت الجبهة الوطنية، ويسطع نجم الدكتور مصدق ويتولى رئاسة الوزراء عام 1951 ويقوم بتأميم النفط ويقلب الموازين على الاستعمار والإقطاع الفاسد ووضع إيران وشعبها على الطريق الصحيح بعزة وكرامة لا تزال آثارها وامتداداتها قائمة حتى اليوم، وهو ما لم يرق للقوى الاستعمارية فتآمروا عليه عام 1953 واعترفوا بذلك فيما بعد، ولم يقف ملالي السلطة آنذاك إلى جانبه ولم يحضر لا شرعهم ولا شريعتهم ولا أخلاقهم كالعادة.

أثبتت شعبية مصدق الواسعة قوة سلطة الشعب في مواجهة الاستعمار والقوى الرجعية، كما أثبتت أن أي حراك سياسي وطني في إيران حتى يكتسب شرعيته يجب أن يقوم من قلب الشعب ممثلا لإرادته عاملاً من أجل تحقيق مطالبه وطموحاته، ومن هذا المنطلق بدأت حياة سياسية ثورية جديدة في إيران تدرس الواقع القائم من الفكرية وتسعى إلى معالجة المفاهيم الخاطئة والرؤى الرجعية الباغية وهنا ظهرت جماعات سياسية جديدة في إيران.

قيام منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

امتداداً للفكر الثوري في إيران وبنفس الحس الوطني الذي كان لدى الزعيم مصدق تنهض مجموعة من المهندسين الشباب لتتدارس هفوات المراحل السياسية التي مرت بها دولة إيران المعاصرة، وتتمعن في دراسة النهج الديني المُتبع من قِبل وعاظ السلاطين الذين كانوا جزءا من مسببات الظلم والاستبداد الواقع على الشعب الإيراني والمعاناة التي عاشها ولا زال يعيشها وتخلص هذه المجموعة إلى أن الفكر الوطني والعقيدة الإسلامية المحمدية كلاهما بريئين مما يجري في إيران وكنهج حقيقي كلاهما صالح لوضع البلاد والعباد على طريق العدل الإلهي والاستقرار إن صلُح الرعاة وأصلحوا الرعية، ووفقاً لتلك القراءات وهذه الرؤية تقوم منظمة مجاهدي خلق وتتأسس على يد هذه الكوكبة الوطنية المؤمنة كفتية آمنوا بربهم وبأن شعبهم ووطنهم يستحقان  التضحية من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي عام 1965 أُعلِن تأسيس منظمة مجاهدي خلق على يد المهندسين الشباب محمد حنيف نجاد، وسعيد محسن وأصغر بديع زادكان، لتكون المنظمة امتدادا متواصلا مع قيم الثورة الدستورية ويكون الاسم والبرنامج أيضا مشتقا من مفردات وأدبيات تلك الثورة حريصا على هوية الشعب وأصالته وتاريخه ومعتقداته، وتبدأ مسيرة المنظمة آخذة بعين الاعتبار الإخفاقات السابقة للحراك السياسي الثوري في إيران وبفكر أكثر عمق متخذين من الإسلام المحمدي الأصيل وقيم وروح الاعتدال دستوراً لهم وممثلين لكافة مكونات الشعب معبرين عنها.

طريق الحرية ملغمٌ بالأشواك والمؤامرات

لم يكن الطريق أمام هذه المنظمة الطموحة وقوتها الشبابية المستنيرة المتأهبة المستعدة للتضحية معبدا سهلا ومسيرة نزهة قصيرة بل كان صعباً شاقاً مليئاً بالأشواك والمؤامرات معقدا على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ومكلفاً وكانت تكلفته بالأرواح والآلام أعظم تكلفة قد تمر بها منظمة نضالية تحررية تُحيي هذه الأيام الذكرى التاسعة والخمسون لتأسيسها، وقد نهضت هذه المنظمة ونشأت في قلب سجون الاستبداد إذ كان المهندسين الثلاثة من بين معتقلي انتفاضة عام 1963 ووضعوا الخطوط العريضة لمسيرة سياسية فريدة ناظرة معتبرة لما خلفها واستعدت لما هي مقدمة عليه من واجبات تتقدمها التضحيات، خاصة وأن قوى الطغيان ذاتها التي تآمرت على الزعيم التاريخي الدكتور محمد مصدق كانت تتربص وتخشى من كل صوت ورأي وطني، ففي عام 1971 وبدافع الخوف من السقوط وهو نفس الدافع الذي يعيشه ملالي طهران اليوم قام جهاز سافاك الشاه القمعي سيئ الصيت باعتقال قيادة المنظمة بأكملها وأغلبية أعضائها، وأعدم نظام الشاه الدكتاتوري مؤسسي المنظمة وأعضاء القيادة المركزية ولم ينجو منهم في حينها إلا مسعود رجوي لصغر سنه ومساعي دولية واسعة في أوروبا قام بها شقيقه المنفي الدكتور كاظم رجوي الذي اغتاله الملالي أيضاً فيما بعد في سويسرا.

فاطمة أميني إمرأة من الرعيل الأول على طريق التضحية والفداء

منذ قيامها كان الإطار النضالي في المنظمة إطاراً تقدمياً ناضلت فيه المرأة إلى جانب الرجل وتعرضت للقمع والاعتقال والتعذيب، ومن نساء الرعيل الأول اللواتي ناضلن في صفوف المنظمة كانت فاطمة أميني من أولى النساء اللائي تعرضن للتعذيب الشديد حتى الشلل والموت في سجون الشاه، وبعد اعتقالها أعلنت عصابات السافاك بأن فاطمة أميني عُثِر عليها ميتة إثر سقوطها وهو ما سيسمح لهم بتعذيبها والتنكيل بها واستُشهِدت تحت التعذيب بتاريخ 16 أغسطس 1975.

لم تكن فاطمة أميني وحدها على هذا الطريق لكنها كانت من الرعيل الأول الذي أصبح أيقونةً ورمزاً للنضال الثوري فسبقت ولحق بها الكثير من نساء المنظمة اللائي نلن الشهادة على يد طاغوت الشاه أو خلفائه الملالي وقد كن نموذجاً للتضحية والفداء ومنهن على سبيل المثال كانت فاطمة أميني، وأشرف رجوي، ونصرت رمضاني، ومليحة أقوامي، وفريبا دشتي، ومعصومه كريميان، ونسترن هدايت فيروز آبادي، وحميده طاعتي إحدى أبطال عمليات الثريا والشمس الساطعة، وزهرا نجاد إيماني وفاطمة فاضل زادة وأمثالهن من أيقونات النضال والفداء والإيثار كُثر، ولا مجال لذكرهن في هذا المقال، هذا بالإضافة إلى شهادة عوائل بمعظمها وسجن وتعذيب الأحياء المتبقين من تلك العوائل أمثال السجينة السياسية المنفية حالياً "مريم أكبري منفرد" التي تناضل من السجن، وغيرها من السجينات السياسيات الإيرانيات.

المواجهة مع الملالي خلفاء الشاه

كان هناك رؤية داخل المنظمة ترى بأن الملالي لا يمكن ائتمانهم على مصير الدولة والشعب ولا يجوز السماح لهم بالانفراد بالعملية السياسية وذلك استنادا لتجارب الأيام وكيف كان الملالي وعاظاً للسلاطين الطغاة وعونا لهم لكن استباق الأحداث لم يكن بالأمر الرشيد فثورة فبراير الوطنية الإيرانية التي أطاحت بدكتاتورية الشاه ثورة جميع الإيرانيين بكافة مكوناتهم وتياراتهم السياسية، وكذلك لا يمكنهم حصرها في جانب واحد أو استبعاد فصيل وطني ومصادرة حقه في الممارسة السياسية الوطنية المشروعة، وقد كان خطاب خميني آنذاك معسولاً منمقا مناوراً ومخادعا وكانت وعوده فياضة فضفاضة، وكان على الجميع التريث والسير سياسياً بتأنٍ يحترم دماء وتضحيات الشعب في تلك الثورة والمضي قُدما في بناء أسسٍ رصينة لمرحلة سياسيةٍ تليق بطموحات الشعب في نفس الوقت، وسرعان ما كشر الملالي عن أنيابهم واستبعدوا وصادروا وانفردوا ولم يكتفوا بذلك بل وقرروا اعتبار كل من خالفهم الرأي عدواً واجب إبادته، وقد بدأ الخلاف على أن الحياة السياسية في البلاد حقٌ مُسلمٌ به للجميع لكن خميني أرادها حقٌ محدود ولمن ينطوي تحت طوعه ورأيه ورايته فقط.

بدأ بطش الملالي بخصوم الرأي منذ عام 1980 من خلال ميليشيات إجرامية نفسها تلك التي أسسوها في العراق وغيره، وتعاظم البطش بتعاظم المواجهة وكان نصيب منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أعظم نصيب إذ اعتبرها خميني العدو الرئيسي له وليس الشيوعية أو الصهيونية أو الغرب وله مقولته المشهورة بذلك بقوله (العدو ليس الاتحاد السوفياتي ولا أمريكا ولا إسرائيل وإنما العدو ها هنا قرب مسامعنا)، ثم أسس لمشروع الإبادة الجماعية بقوله "أبيدوهم" وفتوى الحِرابة التي أصدرها بالباطل ولا علاقة لها بالإسلام مطلقاَ إذ لا يمكن تطبيقها كلياً في حياتنا المعاصرة ولا يمكن لخميني وجنوده وعماله أن يوفرون شروط إقامة حد الحِرابة بأي شكل من الأشكال بحق مهندسين وأطباء ومعلمين وتجار وحرفيين ومحامين ونساء من مجتمعات مدنية متنورة، وكل هؤلاء لا تنطبق عليهم أيٍ من شروط الحرابة لكنها الدوافع السياسية السلطوية، وقد أظهرت تلك الفتاوى مدى جهل ملالي إيران بالدين كما أظهرت تلك التعليمات الدموية الصريحة مدى وحشية الملالي التي تجلت بوضوح مُعلن وفج في كافة ممارساتهم التي ضيقوا الخناق من خلالها على المجاهدين (المجاهدين الاسم الذي كرهه واحتقن منه خميني لاتصاله بالحركة الدستورية التاريخية)، وتم استبعاد السيد مسعود رجوي من الترشح في الانتخابات وكذلك المرشحين النيابيين للمنظمة في كل مكان.

مجازر خميني وجنوده.. مجزرة الإبادة الجماعية صيف 1988

لم يكن ليستتب الأمر في إيران لخميني وجنوده بسهولة على الرغم من أنه كان مستعداً بالمال والسلاح والدعم الغربي منذ اللحظات الأولى ويمكن القول حتى قبل قيام ثورة شباط فبراير 1979 ولم تكن القوى الثورية الوطنية الإيرانية محيطة بذلك ولا مستعدة له لذلك كان امتلاك خميني وجنوده لعنصر المباغتة عاملاً هاماً في الهيمنة على مقاليد السلطة بالبلاد بالعنف والدم والتعسف، وكان التستر وراء خطاب الدين وسيلته إلى غاياته.

لم تكن فتوى المحاربة التي تتيح له إقامة حد الحِرابة فتوى لإقامة الدين وتقويم العباد بل كانت فتوى لإهلاك الحرث والنسل وإرهاب وتركيع الشعب والقضاء على الخصوم السياسيين، فكانت لجان الموت التي أبادت 30 ألف سجين سياسي من التيارات السياسية الوطنية الإيرانية ومعظمهم من منظمة مجاهدي خلق، وقد تشكلت  لجان الموت هذه على ضوء الفتوى، وبتعليمات مباشرة من خميني بالإسراع في التنفيذ وأن لا تؤخذ المُنفذين شفقة ولا رحمة في ضحاياهم، وتم اختيار مسؤولي لجان الموت من جنود النظام المخلصين وبحسب المعلومات المستقات من منظمات ومؤسسات دولية رصينة فقد كان إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية الملالي الحالي أحد الأعضاء البارزين في لجان الموت وقد اعترف في خطاب تنصيبه للرئاسة أمام الصحفيين ووسائل الإعلام بأنه ليس نادماً على كل ما فعل مبرراً إياه قائلاً بل وسيفعل أيضاً، ولم يكترث رئيسي بأن ذلك مخالفاً للدين الإسلامي قبل القوانين الدولية فالأحكام كانت باطلة والمحاكمات صورية سريعة والإدانات افتراضية وبلا أدلة وأغلبية المعدومين كان محكومٌ عليهم بالسجن وقد أمضى البعض مدة حكمه والبعض الآخر على وشك قضاء مدة الحكم، ولم يتيح جهل الملالي بأن يفهموا أنفسهم بأن مساومة المحكوم عليهم بالإعدام استناداً لفتوى الحِرابة على رأيهم مقابل إطلاق سراحهم ينفي وجود أي شرطٍ من شروط تهمة الحِرابة وبالتالي فإن التهمة والإدانة والمحاكمة باطلة؛ وتم إعدام 30 ألف سجين سياسي في فترة وجيزة بسبب آرائهم السياسية وليس لسبب آخر، ويعترف الملالي أنفسهم بالجريمة بل بالجرائم ومكالمات ورسائل آية الله منتظري الذي كان خليفة خميني وغضب عليه لأنه كان من الناصحين وله رؤية تتعارض مع توجهات خميني فغضب عليه وطرده من جنة سلطان الملالي.

لم يكتفي الملالي بمجزرة الإبادة الجماعية تلك بل لم يسمحوا لذويهم بدفنهم وتكريمهم ودفنوهم بشكل مهين وبعدها هدموا قبورهم وأزالوا شواهدها ومعالمها، وذلك ليس بجديد على الملالي فقد فعلوها من قبل بحق آية الله شريعت مداري الذي دفنوه دفنا مهيناً وبشعارات مهينة في مقبرة مهجورة بعد أن قتلوه بمنع علاجه في إقامته الجبرية.. وليس دفاعاً عن الرجل لكن هؤلاء هم ملالي ولاية الفقيه يرتدون رداء الدين ويرتكبون أفعال الشياطين، وعادة التنكيل بالبشر أحياءاً وأمواتاً تبدو ثقافة لدى نظام ولي الفقيه إذ مارسوها في إيران والعراق أيضاً.

اخذت الأوضاع السياسية في إيران على يد نظام ولاية الفقيه تتجه نحو الاستبداد والتعسف وترسيخ سياسة الشمولية والإكراه أكثر فأكثر حتى انفردوا بالسلطة كلياً وامتلأت السجون بالأبرياء والبلاد بالجياع والفقراء والمدمنين والمشردين والمستضعفين والمنافي بالمهجرين نجاةً لأنفسهم من البطش والذل والفقر، واضطهدوا المرأة وسمموا الأطفال وقتلوهم برصاص أمن النظام وحرسه.

تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

لقد كانت الثورة الوطنية الإيرانية ثورة فبراير شباط 1979 ثورة وحق الجميع وبالتالي فإن حمايتها وحماية كافة حقوق الشعب والوطن مسؤولية الجميع ولا تقع عاتق فصيل بعينه، كذلك لا يمكن مواجهة نظام ولاية الفقيه المستبد الذي يستغل كل موارد الدولة في تحقيق مآربه وقتل خصومه بشكل منفرد وكانت الحاجة الوطنية لتأسيس مظلة وطنية إيرانية جامعة تسعى لجمع كل القوى الوطنية الإيرانية تحت مظلة ائتلاف واحدة حاجة ملحة وضرورية توحدهم في أهدافهم وتوجهاتهم الوطنية وموقفهم من النظام مع احتفاظ كل جهة عضو في هذا الائتلاف بخصوصيته، ومن هنا جاءت خطوة تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عام 1982 على يد السيد مسعود رجوي، والمجلس اليوم هو القوة الوطنية الإيرانية الكبرى والبديل الديمقراطي الوطني المشروع لنظام ولاية الفقيه، ويحظى بتأييد شعبي واسع وباهتمام دولي كبير.

تأسيس جيش التحرير الوطني

 ولم يسلم السياسيين المعارضين من حملات القتل والإغتيال داخل إيران وخارجها ولم يأتي حمل القوى الثورية والوطنية للسلاح من فراغ دفاعاً عن أنفسهم وحمايةً لحقوقهم، ومن هنا جاء تأسيس جيش التحرير الوطني الذي كانت له منازلات عديدة في ملاحم بطولية خالدة مثل ملحمة "فروغ جاويدان" أي ملحمة (الضياء الخالد) وملحمة الثريا والشمس الساطعة وغيرها من الملاحم البطولية التي ضحى فيها بخيرة أبناء الشعب الإيراني دفاعاً عن الحق وتضحية من أجل الحرية التي تستحق المزيد من التضحيات، ولقن فيها جيش التحرير جنود فرعون طهران دروساً لن ينساها، ولذلك سعى ويسعى ملالي طهران منذ ذلك اليوم للقضاء على منظمة مجاهدي خلق وعلى سكان أشرف فارتكب المجازر بحقهم بعدما سلم الغرب العراق للملالي على طبق من ذهب، وتستمر المواجهات بين منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والقوى الوطنية والثورية الإيرانية من جهة ونظام ولاية الفقيه المدعوم من الغرب وإقليميا من جهة أخرى.

الوضع السياسي في إيران في الذكرى الـ 59 لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

وصل الرفض الشعبي للملالي ونظامهم ذروته في إيران لدرجة تأصل الخوف لدى الملالي من السقوط على يد المرأة الإيرانية فأمعنوا في قمعها ليتعاظم رفضها وانتفاض الشعب الإيراني في مكان من إيران في كردستان إيران وطهران وبلوشستان واصفهان وخوزستان وآذربايجان ولرستان وسائر المحافظات والمدن ولم ينادي المواطن الإيراني بمطالب الحياة اليومية بل توحد خطاب وأدبيات الشعب الثورية على شعار واحد موحد وهو الموت للدكتاتور وإسقاط النظام، وتلعب وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق داخل إيران في هذه الانتفاضة دوراً ريادياً هاماً، ويتزامن الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 59 لتأسيس المنظمة مع تعاظم الانتفاضة وقرب إحياء الذكرى السنوية لتأججها، وكذلك تغير الأحداث بما يؤكد على قرب نهاية نظام الملالي وبزوغ فجر جديد لمستقبل إيران والمنطقة.

وهكذا وبإيجاز نجد أن إيران قد مرت منذ الثورة الدستورية وإلى اليوم بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية عصيبة لكن شعبها اليوم متكاتف من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه وإزالة كل تبعاته، وقد بلغت قواه الوطنية مبلغاً من الرشد المؤسساتي الذي تتمتع به المقاومة الإيرانية اليوم ما يوحي بأن الملالي يواجهون أصعب مراحل وجودهم وباتوا يتخبطون في سياساتهم متهالكين يأكل بعضهم بعضاً ولم يعد لهم متنفسا سوى صناعة الأزمات الخارجية ولا مخرجا سوى القمع الذي لم يعد يجدي نفعا.، وأن المستقبل الحر الكريم لآتٍ قريباً لا محالة.

 عاش نضال الشعوب.. والمجد والخلود لشهداء الحق أينما كانوا