عبدالرحمن كوركي مهابادي يكتب لـ(اليوم الثامن):

نظرة على دور الحرس الثوري في القمع وترويج النظام الإيراني للحروب والإرهاب

يقترب المجتمع الدولي من إدراك حقيقة أن "رأس أفعى الولاية موجود في طهران"، وبالطبع لا يروق هذا العنوان الدقيق للديكتاتورية في إيران ولأمن ينتهج سياسة الاسترضاء مع ديكتاتورية ولاية الفقيه، لكن الحقائق صلبة عنيدة وتفرض ذاتها!

وهنا لا يبرز الدور التخريبي الذي تلعبه "أفعى ولاية الفقيه" في ترويج الحروب الأخيرة في الشرق الأوسط بشكل لا يمكن إنكاره فحسب بل يجد مكانه يوما بعد يوم في مشهد الحقائق.. ولكن لماذا يتم تجنب استهداف رأس "الأفعى" وسحقها "بحجر"؟!

وبعيداً عن سياسة الاسترضاء مع الدكتاتورية فقد باتت الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران اليوم في حالة خاصة من "السعار" و"الهستيرية" في مرحلتها الأخيرة المُختلطة مع "الترويج للحروب في الشرق الأوسط"! أما ولي الفقيه الحاكم الذي يرى نفسه محاطا بـ «انتفاضة الشعب الإيراني» وشعر برعشات «السقوط» تتملك جسد نظامه فقد وجد الحل في «إثارة حروبه» و«إرهابه» في الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط إثارتها ضد أوروبا والأوروبيين أيضاً للتمدد والتوسع بلا قيود، ومن هنا ومن أجل بقاء نظامه غير المشروع، وبالتوازي مع هذه الأعمال الإرهابية واللاإنسانية خارج حدود إيران قام أيضاً بوضع زيادة عمليات الإعدام داخل إيران على جدول الأعمال!!، ولكن هل سيتمكن النظام الإيراني بهذه الأعمال من البقاء على سدة الحكم؟

استخدم الولي فقيه كافة أجهزته العسكرية والاستخباراتية والإرهابية في نهاية السنة الجارية 2023 لحرف مسار انتفاضة الشعب الإيراني عن مسارها الحقيقي أي مسار إسقاط الدكتاتورية الدينية وإحباط الشعب وتحويل وجهة أنظار الرأي العام العالمي إلى قضايا أخرى، ربما تكون مؤثرة وعلى ضوئها يستطيع أن يحافظ على بقاء نظامه على قدميه!

لكن خامنئي لديه "خطأً في تقديراته التاريخية" بأنه "قد غير الأوضاع في إيران والمنطقة والعالم وأنه لن يعود إلى الماضي أبدا" ذلك لأن الشعب الإيراني لن يقبل بأقل من إسقاط الدكتاتورية في بلاده.

تصاعد موجة القمع والإعدام في إيران

لا يمر يوم في إيران دون أن يتم فيه تنفيذ عمليات "إعدام" بأشكال مختلفة من قبل النظام الإيراني، ولا غرض من الإعدام سوى ترهيب المجتمع، ويتركز الإعدام على أولئك الذين ساروا بأقدام رواسخ على طريق الانتفاضة حتى الإطاحة بالنظام، وفي كل الأحوال فإن "المعدومين" يتأثرون بالعامل السياسي المعارض لولاية الفقيه المنعكس على كافة شرائح المجتمع، ومن هنا يمكن التخمين إلى أي مدى يخشى النظام الإيراني من «الإطاحة» وما مدى حالة «الهشاشة» التي يمر بها، وكل شيء يشير إلى نهاية الديكتاتورية في إيران، ولن تخضع إيران ولا الإيرانيين للديكتاتورية ثانية، ولقد وصل الشعب الإيراني إلى مرحلة جيدة من تنامي وتطور الخطى السابقة، وقد أقبل الآن بدء عهد الديمقراطية والجمهورية وإقامة حكومة وطنية وشعبية، وهذه هي الحقيقة التي تتماشى كلياً مع استراتيجية القوى المنقلبة على الدكتاتورية الموجهة المهتدية بقيادة السيدة مريم رجوي.

اغتيال آليخو فيدال كوادراس في إسبانيا!

يعد اغتيال آليخو فيدال كوادراس النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي عن دولة إسبانيا في تاريخ 9 نوفمبر 2023 أحد الأعمال الإرهابية لنظام الملالي الذي يمر بحالة خوف من السقوط، وقد يبدو عجيباً ومستغربا لماذا حالة السعار والهيستيريا هذه التي عليها النظام الإيراني على أرض أوروبا، ويُقدِم في مثل هذه الظروف الحساسة على هكذا عملٍ إرهابيٍ كبير! لكن الإقدام على هذا العمل الإرهابي الذي تعرضت له هذه الشخصية الشهيرة وأحد الأصدقاء المقربين للمقاومة الإيرانية هو قبل كل شيء من المؤشرات على نهاية النظام الديني الحاكم في إيران! ولا يكن لديكم أدنى شكٌ في ذلك!

نظرة على مؤشرات نهاية الديكتاتورية في إيران!

اشتدت موجة قمع وإعدام المعارضين في إيران، وها قد مضى ما يقرب من شهرين على دخول الحرب في الشرق الأوسط مرحلة جديدة على يد القوات العاملة بالوكالة عن ولي الفقيه والمرتبطة بالحرس الثوري للنظام الإيراني، وارتدت "لامة الحرب" ونزلت الميدان، ويُرى في الأوساط السياسية والعسكرية في العالم بأن توسيع نطاق الحرب إلى دول أخرى في المنطقة "احتمالا قويا"، ولقد بدأ إرهاب النظام و أعماله الإرهابية الجامحة خارج حدود إيران وخاصة في أوروبا باستخدام تكتيك "الكر والفر"، ولا يخفى على أحد أن الهدف الرئيسي لهذه الهجمات الهشة الجبانة هي محاولة من ولي الفقيه المتسلط على إيران لتفادي الإطاحة بنظامه في إيران!

وتتم الآن في هذه النقطة المحورية للقضية الملحة لدى المجتمع الدولي مناقشة "حالة سياسة الاسترضاء مع دكتاتورية ولاية الفقيه"!!! فهل ستستمر هذه السياسة أم أنها ستضطر لإفساح مجالها لخيار آخر! وبحسب المعلومات المتوفرة والدوائر السياسية الإقليمية والعالمية فإن "الحرب الرئيسية هي بين الشعب الإيراني والدكتاتورية الحاكمة" وهناك توافق الآن على هذا "الإجماع في وجهات النظر العالمية" على أنه " إن لم يتم تحديد هذه الحرب الرئيسية فإن حروباً مماثلة لتلك التي تجري في الشرق الأوسط ستتكرر" وستتزايد خسائر وأضرار المجتمع الدولي كثيراً! وبنظرة إلى أوضاع دول منطقة الشرق الأوسط ومن بينها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها تظهر هذه الحقيقة جيداً!

وتُظهر تصريحات ولي الفقيه المتحكم في إيران وأشخاص آخرين مقربين منه خوف خامنئي ونظامه من اتساع رقعة الحرب، والنظام الإيراني غارقٌ في خوفه أكثر من الجميع من سحق رأس الأفعى في طهران ذلك لأنه يشعر بضعفه وهشاشته أكثر من الآخرين، ولقد تجرع خامنئي هذه الحقيقة المرة، وهي أنه «على الرغم من أنه بدأ الحرب الأخيرة" إلا أنه لا يستطيع "إنهاءها»! وهذا لأن الشعب الإيراني داخل البلاد وضع النظام في موضع دفاعي بانتفاضاته واحتجاجاته في البضع سنوات الأخيرة، ويبحث الآن عن فرصة لتحويل انتفاضاته السابقة إلى "ثورة راسخة" ويجرون البساط من تحت أقدام الدكتاتورية ويقلبونه رأساً على عقب.

أبناء الشعب الإيراني ضد أي نوع من الدكتاتورية في البلاد، ولقد أطاحوا بديكتاتورية الشاه من قبل، وقد عقدوا العزم الآن على إسقاط الدكتاتورية الدينية ودفعوا كلفة ثقيلة من أجل ذلك، خاصة وأن الشعب الإيراني وجد نفسه الآن أقوى مما كان عليه في الماضي وذلك بارتباطه بالمقاومة الإيرانية، وبامتلاك "هيئة جماعية لقيادة الانتفاضة" و"وحدات المقاومة المنتشرة في كافة أرجاء إيران" وقد حصلوا على أسلحة المواجهة بقدر كبير! وهو الأمر الذي يخشاه نظام الملالي القمعي بشكلٍ يوميٍ مُتزايد.

إن المقاومة الإيرانية تركز من أجل قيادة الانتفاضة الشعبية ضد دكتاتورية ولاية الفقيه على تدمير أداة النظام في القمع وإثارة الحروب على مستوى المجتمع الدولي وهذه الأداة هي ما يسمى بـ الحرس الثوري، هذا بالإضافة إلى توسيع وتكثيف نشاطها داخل البلاد، وقد دعت المقاومة الإيرانية المجتمع الدولي إلى إدراج جهاز القتل والمرعب والقمع هذا كجهازٍ إرهابي، ولم يأتي من فراغ أن يعتبر العملاء ووسائل الإعلام الحكوميين على الدوام وفي كل مناسبة أن مجاهدي خلق هم العامل الرئيسي في إدراج وتصنيف الحرس، ويعتبرون أن شرط لأي علاقة مع الدول هو وضع حدٍ للمجاهدين!

***

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني