د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح

ماذا صنعت أفاعي السوء في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين.. ولا زالت تزحف نحو أفريقيا والمغرب العربي؛ دروع بشرية لحقول الألغام وجماجم وشهداء بالإكراه (قتل حكومي داخل جبهات القتال) ومعوقين وأرامل وأيتام وعنوسة وأضرار اجتماعية لا حصر لها ولا عد.. ومصانع أزمات لا تكل ولا تمل، وقطعان من السذج المغرر بهم يساقون حطباً هشيماً ووقوداً لمؤامرات الملالي ومخططات شرهم المستطير.

زجوا بالصبيان في حقول الألغام وساحات الحروب غير مُؤهلين ولا مُدربين فاستشهدوا بالإكراه وتركوا أقرانهم من الإناث في فراغ اجتماعي ومجتمع يعج بالمعوقين والأرامل والأيتام وشيبة وعجائز يعولون أيتام ضحايا الحروب ونواحٌ وأدمع لم تجف إلا بالرحيل عن الدنيا مادياً لكنها بقت في ذاكرة الصغار مخزونة معجونة بالألم لا تفارقهم؛ وعلى الجانب الآخر في العراق أوضاع مماثلة كانت أفاعي الملالي سبباً لها، واليوم أيضاً في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين.

  لا بصيرة لهم ولا وجدان ولا تعرف لهم هوية ولا ملة فإن حسبتهم على عرقٍ تجد أنه لم يسلم منهم، وإن حسبتهم على وطن فها قد دمروه، إن حسبتهم على دين فها قد خرجوا عليه وقتلوا وأذلوا معتنقوه ولم يقتلوا ولم يستهدفوا أحداً غيرهم، وإن حسبتهم على طائفة فها قد شوهوها وقتلوا وأهانوا أبنائها في إيران والعراق ولبنان وسوريا وفي كل مكان، وإن حسبتهم على وطن فها قد خانوه وأهانوه وخذلوه وأفسدوا فيه وقتلوا وشردوا أبنائه وأهانوا كبارهم ولم يرحموا بصغارهم، وإن حسبتهم على الإنسانية فلن تجد لهم صلة بها ولا بصفاتها لا تفهم لهم وجهة ولا تجد لهم وصفاً يكفيهم.. يأمرون بالبر ولا يعملون به ويعتنقون الإسلام ويتناذلون عن أخلاقه، يوالون الأنبياء والأولياء ولا يقتدون بهم ولا يتبعون سيرتهم وقيمهم ولا يصونون كراماتهم، يقولون ما لا يفعلون وينقضون العهود والمواثيق، ولله الحمد لم يعد كذبهم مقدس كما كان فقد عمت فضائحهم أرجاء الكون ولم يعد هناك ما يمكنه ستر عوراتهم المفضوحة.

 ولا تزال قطعان السذج تهتف بالولاء لرأس الأفعى في إيران؛ وكم سعينا كي يفيقوا ولكن الظلام كان قد خيم عليهم ونال منهم سم تلك الأفعى الرابضة في وكرها بطهران.. لكننا سنبقى حتى ولو أبقينا مِداد أقلامنا كذلك الضوء الخافت الذي سيستنير به العميان يوماً ما.. تُعمى الأبصار ولكن لا تُعمى القلوب التي في الصدور.

وللحديث بقية.. إلى عالم أفضل.

د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي