د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
كهنة ولاية الفقيه والمغرب العربي بعد ابتلاع مشرقه
لم يعد توسع نظام الكهنة الحاكم في طهران تقليدياً كما كان على سابق حاله، فتوسعاته اليوم تتم بمباركة دولية خاصة تحركاته نحو التوسع في دول المغرب العربي وفي قارة أفريقيا بعد الفراغ الحاصل بعد طرد فرنسا من مستعمراتها في أفريقيا ورغبة الولايات المتحدة في العودة إلى أفريقيا ومنافسة الصينيين والروس هناك على مصادر الطاقة ومواضع النفوذ، إضافة إلى ذلك يتواجد الملالي اليوم في مواقع تمددهم مع أموالهم وصفقات سلاحهم وشركاتهم وميليشياتهم وعملائهم.
وفقاً لطبيعته ونهجه هل يكتفي كهنة ولاية الفقيه بابتلاع العراق ولبنان وسوريا واليمن وباقي المشرق العربي..؛ أم سيواصل التمدد والتوسع بعد أن مزق العراق وسوريا ولبنان وقضى على مفهوم الدولة في تلك الدول وحولها إلى مراكز قوىٍ تدير مصالحها ومصالحه.
ليس بجديد توجه نظام ولاية الفقيه نحو المغرب العربي وقارة أفريقيا وقد سبق وأن حاول التواجد في المغرب والسنغال لكنه سرعان ما افتُضِحت مخططاته هناك وتم طرده من المغرب والسنغال، وفي نيجيريا وغانا حيث ينشر التطرف ويدير مشاريع وشركات عديدة ومتنوعة في هويتها لكنها على اختلافها ليست سوى واجهات لحرس نظام الملالي، وبعد طرد الملالي من المغرب والسنغال اتجهوا إلى إقامة علاقات سياسية مع موريتانيا الواقعة بين المغرب والسنغال، ومؤكدا لن يُفصِح الملالي عن حقيقة نواياهم لأشقائنا الموريتانيين.. وقد تستفز هذه العلاقات جيران موريتانيا خاصة المغرب والسنغال ولحساسية الموقف ستبقى علاقات الملالي مع موريتانيا علاقات حذرة وستلبي مصالح الملالي على حساب موريتانيا لكنها تمس بجيران موريتانيا على المدى القريب لكنها على المدى البعيد ستمس بأمن وسلامة موريتانيا وشعوب ودول الجوار معها خصوصاً عند تدخل الملالي في شؤون تلك الدول وعقائد أهلها وممارسة الوصاية عليها.
أوردت وسائل إعلام إيرانية بأن رئيس جمهورية الملالي المُلا إبراهيم رئيسي سيزور الجزائر السبت المقبل على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة في الاجتماع السابع لقادة منتدى الدول المصدرة للغاز، وقد لفت انتباهي جملة وفد رفيع المستوى إذ تحمل هذه الجملة في طياتها معاني كثيرة دائما وفي مثل هكذا حالة تتخطى موضوع المشاركة في المؤتمر إلى تنسيقات مشتركة بين الدولتين وتحت غطاء المؤتمر بعيدا عن الرقابة، وقد يرى البعض أن هناك روابط استراتيجية عميقة بين الزائر والمُضيف لكن الحقيقة لا تتخطى رؤى مرحلية فكهنة الملالي لا تضبطهم علاقات بين الدول حيث لم تضبطهم اتفاقية الجزائر عام 1975 بين دولتي العراق وإيران برعاية الجزائر لكن الملالي لم ينضبطوا وفق تلك الاتفاقية وخرقوها وبدأوا حربا على العراق، وهنا ليست العلاقة بين الجزائر والملالي بمستوى العلاقات الاستراتيجية وإنما هي مخرج لنظام الملالي من أزماته والتوجه نحو الجزائر كوسيلة للتوسع في أفريقيا وتجارة السلاح، وهنا يتحرك الملالي في علاقاتهم العربية مرتكزين على الخلافات والتناقضات في المواقف العربية، وقد تتفق الجزائر مرحلياً مع كهنة إيران لكنهم على ما يرفعه الكهنة من شعارات بشأن فلسطين، وأخشى ما نخشاه أن تصحو الجزائر ودول المنطقة الأفريقية على كوارث تهدد أمنها ومجتمعاتها.
وفي النهاية على العرب في المغرب العربي أن ينتبهوا إلى حال المشرق العربي وما آل إليه حاله على يد كهنة المعبد في إيران.. فهل ينتظرون أن يؤول حالهم إلى ما آل إليه في العراق وسوريا ولبنان واليمن وعموم المشرق العربي.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي