د. اشجان الفضلي تكتب لـ(اليوم الثامن):

"سامحني يا ابي نقصت درجتين".. رسالة الطفلة حنين لوالدها"؟

عدن

ظاهرة انتحار الأطفال من الظواهر الخطيرة التي تؤرق المجتمع، وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار في معظم المحافظات المحررة فقد قدمت مؤسسة اليوم الثامن للاعلام والدراسات استطلاع ميداني لهذه الظاهرة واستهدف محافظة لحج وكانت نتائج الاستطلاع مخيفة إذ بلغت عدد الحالات التي تعرضت للانتحار 45 حالة خلال ستة سنوات.

ونحن في مجال خبرتنا الميدانية وتخصصنا في قضايا الأسرة والمجتمع تبين لنا أن العنف الأسري يؤدي إلى اثار وخيمة على الفرد والمجتمع، ومن بين أخطر الآثار السلبية لهذه الظاهرة هي انتحار الاطفال المعرضين للعنف داخل أسرهم فالعنف المستمر على الفرد بصفة عامة والطفل بصفة خاصة باعتباره يشكل مستقبل الأمة والشعوب، قد يؤدي الى حالة من الاحباط واليأس وفقدان الامل في الحياة وبالتالي الرغبة في الانتحار والتفكير به باستمرار.

وفي حادثة الطفلة حنين 
ذات ال ١١ عاما والتي حدثت يوم أمس بحسب الرواية المتداولة أن أخر كلمة قالتها سامحني يا أبتي لقد نقصت درجتين، حينها قررت أن تنهي حياتها ربما  ظنا منها أنها خذلت والدها .
من عدة سنوات و حسب علمي أن  مراهق في الأول ثانوي أقدم على الانتحار في مديرة دار سعد خوفا من أن يعلم والده أنه تراجع في تحصيله الدراسي في المحصلة النهائية للعام الدراسي.

اختي الأم ..أخي الأب في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى  إذا كانت هذه هي الأسباب الحقيقية لوفاه حنين أو  أحد الأطفال، فأولادنا يتأثرون بكل  تفاصيل حياتنا و ظروفنا اليومية فهم على دراية بمعاناة  الأهل و كل الصعاب التي يعيشونها لأجل توفير لقمه العيش لذلك أي تقصير منهم ربما يعتبرونه خذلان تجاه الوالدين

منذ أربعة سنوات وأنا أقدم الوعي للشباب والأمهات حول مايسمى جروح الروح الخمسة وهي ليست جروح وهمية بل هي ناتجة عن أنماط تربوية يمارسها الوالدين دون وعي منهم اسمحوا لي أن أوضح لكم أسباب أحد الجروح وأعراضه وبعض الحلول  
جرح الظلم وهو الجرح الخامس الذي يصيب الطفل في العام الخامس إلى السابع من عمره.
هذا الجرح حرج ينشئ بسبب التربية التي فيها الكثير من الشدة والصرامة من قبل الوالدين اللذان يهتمان بكل تفاصيل الطفل مثل النظافة المفرطة وترتيب الشعر والملابس ويلزمان الطفل بالسلوك القويم والأدب وعدم السماح له بالغلط متناسيين أنه لم يبلغ السابعة من عمره

أو ينشئ بسبب الشدة في التعامل وعدم السماح للطفل أن يعبر عن رأيه أو يبوح عن مشاعرة ومخاوفه أو لا يوجد حوار أسري يسمح للطفل أن يخبر الأهل عن أحداث يومه أو ماذا يحب وماذا يكره.

أو ينشئ لأسباب وهمية تخص الطفل نفسه حيث يرغب أن يكون الأفضل بين إخوته والمستقيم الذي لا يخطئ التصرف الشديد المتحمل بريد أن يكون ذلك الطفل الذي لا يعصي والديه الملتزم بالأوقات والاتفاق ذو القيم الحميدة متكامل الشخصية 
تظهر أعراض هذا الجرح في سن المراهقة المبكرة او المتوسطة وعندما يكبر يصبح ذلك الشخص الذي  لا يمكن أن يخطئ ولا يتقبل مجرد فكرة الخطاء أو ذلك الشخص الذي يساعد الآخرين ولو كان ذلك على حساب نفسه وربما لا يتقبل راي الآخرين فهو دائما على حق 
يكون شخص لدية معتقدات راسخة لا يمكن أن يحيد عنها وعادة يرغب في الوصول إلى المناصب العليا لذلك يظل شخصية مجتهدة ومنظمة وصارمة.
ومن ضمن علامات وجود جرح الظلم أنه شخص يميل إلى علاقات مع الناجحين فقط وأصحاب المناصب والأشخاص ذو اخلاق وقيم عاليه. 
تظهر على جريح الظلم الاستقامة في الجسم ويكون العنق دائما مشدود و غالبا يعض على الفكين و ذو اعصابه مشدودة غالبا 
يصل هؤلاء الأشخاص لما يسمى بالهشاشة النفسية لأنهم يتحملون فوق طاقتهم اي عكس ما يظهرون

إذ كانت لديك عده من هذه الصفات او ان لديك شاب من أبناءك يحمل هذه الصفات فأنا انصح بالتوازن لأنه بعد سن الخمسين ستجد صعوبة في تغيير عاداتك وهذا سيرهقك كثيرا وتصبح شخصية مرهقة للآخرين أيضا 
خاصة مع تغير نمط الحياة وتغير موازين كثيرة فيها 
أنصح أن تتعلم أن تسامح نفسك وتسامح الآخرين فنحن بشر تخطئ ونصيب 
أنصح أن تقوم بالتنوع في نوعية الأصدقاء  وأنصحك أن لا تبرر كل تصرفاتك للاخرين 
كما أنصح أن لا تحمل نفسك فوق طاقتها واترك بعض المهام والمسؤوليات للآخرين سوا في المنزل او في العمل 
انصحك الآن أن تبتسم بحب فأنت تستحق.


د. اشجان الفضلي