ماريا معلوف تكتب لـ(اليوم الثامن):

ترامب واختيار نائبه المهمة ليست سهلة

لندن

لا التطورات السياسية في العالم وتحديداً في الشرق الأوسط، والحديث عن القرب عن تسوية تفضي الى وقف اطلاق نار في غزة وتهدئة الجبهة بين لبنان واسرائيل، ولا ادانة الرئيس السابق دونالد ترامب بــ 34 تهمة جنائية وتداعياتها على ترشحه، لم يمنعوا تنامي الكلام حول من سيرافق المرشحين للرئاسة بمنصب نائب الرئيس ، فيما يبدو ان كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن ستخوض السباق الى جانبه في الطريق الى البيت الابيض لولاية ثانية، علماً ان هاريس كانت كما لو كانت غير موجودة بالفعل في الولاية الأولى الحالية، يبقى ان الاسم الذي سيرافق الرئيس السابق دونالد ترامب مازال غير محسوم حتى اللحظة، في حين يرى متابعون للشأن الانتخابي هنا في واشنطن ان اختيار الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهوري، لمرشحه لمنصب نائب الرئيس، يفترض ان يعزز فرصه من أجل توسيع قاعدته الانتخابية من أجل مواجهة الرئيس بايدن الذي يسعى لولاية ثانية.

ويقول العارفون في الشأن الانتخابي الأميركي انه جرى وضع قائمة من قبل  الجمهوريين تضم نحو 15 شخصاً من الراغبين وفي خوض هذا السباق وبالتالي تولي هذا المنصب الحساس والكبير، وكشفت مصادر مطلعة ان أنظار فريق الرئيس ترامب تتجه إلى السيناتور ماركو روبيو، خصوصاً وانه يتقدم في استطلاعات المتعلقة بقائمة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، وذكرت المصادر أن هناك إجماعاً يتزايد حول الإعلان عن اختيار نائب الرئيس فيشهر يونيو الحالي، أي قبل شهر على الأقل من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهوري، وأن هناك فرص جدية تعزز اختيار ترامب للسيناتور ماركو روبيو الذي يبلغ عمره 52 عاماً، لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقبلة، وذلك لعدة أسباب منها: 

-قدرة السيناتور روبيو على جذب الناخبين من أصل لاتيني، وهو الأمر الذي يدركه الرئيس دونالد ترامب و بأنه سيكون قادراً على الاستفادة من روبيو بصفته عضواً بالكونغرس وكونه منخرط بشكل كبير في القضايا الجيوسياسية، وأن يجذب الناخبين من أصل لاتيني كونه يجيد اللغة الإسبانية، إضافة الى انه الوحيد من أصل إسباني في القائمة المختصرة، ولأنه شخص جذاب للمؤسسات المانحة التي تحتاجها حملته للحصول على الأموال، وعلاوة على كل ما سبق، فإن روبيو وبصفته عضواً في لجنتي الاستخبارات والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أصبح قريباً من ترامب خلال فترة رئاسته السابقة، كما انه عمل كمستشار رئيسي لأمريكا اللاتينية في تشكيل سياسة كوبا وفنزويلا، وبالتالي اختيار روبيو لمنصب نائب الرئيس سيعطي ترامب دفعة انتخابية من الناخبين اللاتينيين الذين يخشون سجل الرئيس ترامب حيال أقليتهم.     وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يصل فيها روبيو إلى القائمة المختصرة كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس، فقد كان ضمنها في السباق الرئاسي لعام 2012 مع المرشح الجمهوري ميت رومني لكن الأخير اختار في نهاية المطاف النائب بول راين ليخوض السباق في حينه.

-أكد روبيو مراراً وتكراراً على دعم إسرائيل، من خلال الدعمالحزبي في الكونغرس لإسرائيل، كما شدد على أهمية استمرار المساعدات لها، وأعرب روبيو عن رفضه الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، وقلقه بشأن ما وصفه "أيديولوجيا اليسار العالمي" التي تصور حركة حماس على أنها الضحية، وهو الذي وجه انتقاد لسيطرة من وصفهم بـ “الغوغاء الاحتجاجيين" على الحرم الجامعي، كما أدان روبيو أي تهديدات ضد الطلاب اليهود، وأدرجها تحت معاداة السامية.

-الامر الآخر هو حصول روبيو على دعم قوي من دائرة مستشاريالرئيس ترامب له على حساب المرشح، خصوصاً من أولئك الذين تربطهم علاقات بولاية فلوريدا.

وعلى الرغم من تقدم حظوظ السيناتور ماركو روبيو لخوض السباق الرئاسي الى جانب الرئيس السابق دونالد ترامب بصفته نائب له إلا ان مصادر جمهورية مواكبة تشير إلى احتمالية عدم اختيار روبيولهذا المنصب الكبير، وان يقوم الرئيس ترامب نفسه استبعاد روبيو لعدة أسباب منها: 

أولاً: رفض بعض أفراد التيار اليميني المتشدد في الحزب الجمهوري وخصوصاً بعض المحافظين، اختيار السيناتور روبيو كنائب لترامب بسبب مشروعه لإصلاح نظام الهجرة الذي قدمه قبل أكثر من عشر سنوات.

ثانباً: إشكاليّة الإقامة في ولاية فلوريدا، حيث أثار البعض المشكلة المتعلقة بانتماء ترامب وروبيو إلى ولاية واحدة وهي فلوريدا، لاسيماوأن القوانين الانتخابية الأميركية تنص على أنه يجب أن يجتمع الناخبون في ولاياتهم، ويصوتون بالاقتراع لشخصين، على ألا يكون أحدهما على الأقل مقيماً في الولاية نفسها، في حين أوضح آخرون أن ذلك لم يمنع ديك تشيني، الذي أمضى فترة طويلة في تكساس، من تغيير مقر إقامته إلى وايومنغ عام 2000 حتى يتمكن من الترشح مع جورج بوش الابن عن تكساس، مادفع بثلاثة من سكان تكساس برفع دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية، لكن الغلبة كانتلبوش-تشيني.

وان الحل متوفر ويتمثل بأن يقدم الرئيس ترامب على تغيير إقامته مرة أخرى إلى نيويورك، حيث يقيم في برج ترامب، أو إلى نيوجيرسي، حيث نادي الغولف الخاص به، أو يقدم روبيو علىإثبات إقامته خارج الولاية إذا كان يريد فرصة للفوز ببطاقة ترامب،وتقول المصادر ان روبيو على استعداد للقيام بذلك.

ثالثاً: احتمالية وجود بعض المشاعر السلبية لدى الرئيس دونالدترامب تجاه ماركو روبيو، على خلفية حملة انتخابات العام 2016،حيث وصف روبيو الرئيس ترامب بأنه "محتال"، وأنه لا يمكن الوثوق به فيما يتعلق بالأسرار النووية، ناهيكم عن ان روبيو كان رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في العام 2016، كما انه أشرف على اللجنة عندما حققت في الروابط المزعومة بين حملة ترامب ومتبرعين روس. وكشف التحقيق الذي قاده روبيو عن علاقة مباشرة بين كبار مسؤولي حملة ترامب وأجهزة الاستخبارات الروسية، إضافة الى ان روبيو تجاهل مناشدة ترامب لرفض المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية في 2020.

وعلى الرغم من انه قد يكون من المبكر للغاية تحديد الاسم الذي سيخوض السباق الرئاسي الى جانب ترامب، الا ان العديد من المراقبين يقولون ان تلك المهمة لن تكون سهلة امام الرئيس دونالد ترامب.