ماريا معلوف تكتب لـ(اليوم الثامن):
ترامب يتقدم عند العرب والمسلمين في الولايات المتحدة
بدأ السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الدخول في مرحلة الاستقطابات الانتخابية، وذلك عشية انطلاق الحملات الانتخابية للحزبين الجمهوري والديمقراطي ، وفي هذا الاطار يقول مراقبون هنا في واشنطن ان القضايا الدولية تؤثر بشكل او بآخر في توجه الناخبين في الولايات المتحدة خصوصاً وأنهم يتحدرون من اعراق واصول مختلفة، ومن بينهم الاميركين العرب والمسلمين، حيث تؤثر قضاياهم في دولهم التي يتحدرون منها في توجهاتهم الانتخابية وذلك ربطاً بكيفية تعاطي المرشحين للرئاسة الأميركية مع تلك القضايا، هذا ويسجل المراقبون ان الناخبين العرب والمسلمين في العادة يصوتون للمرشح الذي يدعم ويساند قضاياهم في مسقط رأسهم، والجدير ذكره أن أصوات الناخبين العرب و المسلمين تلعب دوراً حاسماً في بعض الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وفيرجينيا وغيرها من الولايات الأميركية، ويقول مراقب ان تأثير أصوات الناخبين الأميركيين من العرب والمسلمين آخذ في التزايد من دورة انتخابية الى أخرى، خصوصاً ان عدد العرب شهد تنامياً في العقود المنصرمة حتى أصبح العرب يشكلون 1 في المئة من سكان الولايات المتحدة، وكشفت الأرقام انه في الانتخابات الرئاسية للعام 2020، صوَّت الناخبون العرب والمسلمون لمصلحة الرئيس جو بايدن، في 5 ولايات رئيسية، وبلغت نسبة تأييدهم له 56 في المئة، مقابل 35في المئة لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب.
ومع اندلاع ما اسموه طوفان الأقصى وطريقة تعاطي ادارة الرئيس جو بايدن المتراخي والغير حاسم في ايقاف الحرب التي مضى عليها تسعة أشهر بدأت المجموعة العربية وكذلك المسلمة تشعر بالخذلان من قبل الرئيس بايدن وإدارته التي اعلنت انحيازها الى اسرائيل، وان كنت لن اخوض في تفاصيل ذلك الآن ، فقد أظهر استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية سيينا، عن تقدم الرئيس دونالد ترامب على حساب الرئيس جو بايدن، حيث اعلن 57 في المئة تأييدهم للرئيس ترامب في مقابل 25 في المئة للرئيس بايدن، ويقول مصدر متابع أن ذلك هو بسبب موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة، وهذا ما اشرت له، وترى القيادات المجتمعية من العرب الأميركيين وفق المصدر أن الرئيس بايدن والمسؤولين الأميركيين في إداراته تجاهلوا المعاملة غير الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار، في حين كشف استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأميركي، ان 29 في المئة فقط من العرب والمسلمين الأميركيين راضون عن أداء الرئيس بايدن في 2024، مقارنة بنسبة 74في المئة في 2020.
ويخلص المصدر الى انه من المتوقع أن يصوت نحو 17 في المئة فقط من الأميركيين العرب لصالح الرئيس بايدن في الانتخابات المقبلة، وهذا من شأنه أن يعزز فرص فوز الرئيس السابق ترامب.
وفي هذا السياق لجأ الرئيس السابق الى والد صهره اللبناني رجل الأعمال بولس مسعد من أجل استقطاب الاصوات العربية والمسلمة، وتشير المعلومات ان العرب والمسلمين سيصوتون الى الرئيس ترامب ليس بسبب مواقف الرئيس بايدن واداراته من حرب غزة فقط ، وانما بسبب فشل في تحقيق النمو الاقتصادي الذي سبق ووعد به اثناء حملته الانتخابية السابقة، حيث يلجأ الكثير من العرب الى المقارنة بين فترة الرئيس السابق دونالد ترامب وولاية الرئيس بايدن .
وتجدر الاشارة الى ان مجموعة من المانحين والناشطين العرب الأميركيين في الولايات المتحدة عقدوا اجتماعاً في ولاية ميشيغان، بمبادرة من سفير ترامب السابق لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل، والمرشح ان يكون ضمن الفريق الرئاسي لترامب في مجلس الأمن القومي.
وفيما لم يحسم الناخبين قرارهم حتى الآن رغم التحولات الكبرى في أصواتهم، فإنه لم يتضح بعد وبشكل حاسم ما إذا كان الناخبون العرب والمسلمون سيقدمون الدعم لترامب في نهاية المطاف، وذلك لعدة أسباب
ومنها ان الحملات الانتخابية لم تنطلق بشكل رسمي ومازال يفصلنا عن الانتخابات ما يقارب الــــ 5 أشهر، الا ان تقدم ترامب في الاوساط العربية والمسلمة أثار قلق حملة الرئيس بايدن ان لم نقل اثار الرعب ، ومن هنا يفسر المراقبون سعي الرئيس بايدن وادارته من أجل ايجاد وقف لإطلاق النار في غزة، وفرض هدنة او تسوية بين اسرائيل ولبنان، كما تحاول التوصل الى اتفاق مع السعودية متعلق بالتسليح والأمن والطاقة النووية، وهذا ما يفسر تراجع نسبة التصويت الاحتجاجي بـ “غير ملتزم" بشكل كبير في انتخابات ولايات نبراسكا وميريلاند وويست فيرجينيا، الا ان بعض المراقبين يقولون انه لايمكن الركون الى ذلك ففشل ادارة بايدن حتى الآن يقلق فريقه فريقه الانتخابي الذي يراهن على عدم تقبل العرب والمسلمين لمواقف الرئيس السابق دونالد ترامب خلال ولايته السابقة، غير ان هذا الرهان وفق متابعين لايمكن الركون اليه، فالامور في السياسة متحركة، خصوصاً وان لا يمكن اعبار ما يجري في غزة هو المؤشر فقط.
كما عموم العرب والمسلمين اصبح لديهم موقف من تصرفات الاخوان المسلمين الذين يسعون الى اعادة انتخاب الرئيس بايدن كون العلاقة بينهما تتصف في الجيدة أقله في ولاية الرئيس الأسبق اوباما والرئيس بايدن.
أخلص الى القول إن القضايا العربية والإسلامية، قد تلعب دوراً كبيراً في السباق الرئاسي الى البيت الأبيض، وان الرئيس بايدن يواجه غضب المواطنين الأميركيين على خلفية حرب غزة.