د. اشجان الفضلي كتب لـ(اليوم الثامن):

اللعب عند الأطفال

استمتعت خلال أيام العيد  بمشاهد الفرح والتسلية لدى الكثير من الأسر حيث مازالت فعاليات العيد مستمرة إلى يومنا هذا , سواء أكانت في الأسواق (المول) أو المنتزهات أو الأسواق وكذلك السواحل والمساحات العامة في العاصمة عدن، وأكثر ما لفت انتباهي العديد من الآباء وهم يلعبون مع أبناءهم وبناتهم حيث تعتبر مرحلة  الطفولة من أهم المراحل التي يمر به الفرد، لأنها المرحلة الأولى التي يبدأ فيها تشكيل مميزات شخصية الفرد   وتلعب نوعية التنشئة  التي تمارس مع الطفل دورا في ذلك التشكيل .

وما  لفت انتباهي أيضا هو حضور الآباء لأنه من المعتاد رؤية الأمهات  يشاركن أطفالهن اللعب أو المراقبة أثناء اللعب ولكن هذه المرة شعرت بوعي جميل لدى  العديد من الآباء تجاه أبناءهم , فالطفولة نعمة من نعم الخالق وزينة الحياة الدنيا وتكتمل فرحة العيد وصدور الآباء رحبة واسعة لمطالب أبناءهم وهم ينفقون الأموال  لأجلهم وكل اب ينفق حسب سعته ومقدرته المادية إلا أن المشاركة في الصعود إلى الألعاب المتوفرة في المدينة، ذلك الشعور هو أجمل شيء يقدمه الاب مع اولاده وتبادل الضحك والمتعة 
كنت أقف أشاهد عائلتي واشاركهم الاستمتاع إلا إن حس الباحث خطفني وجعلني أراقب المشهد , لاحظت مدى الفرح في عيون الأطفال بعد اكتمال اللعبة  ليس لجمال اللعبة ولكن لوجود الأب لحظتها واستشعرت إحساس بالفخر  من أحد الفتيات ووالدها يحتضنها أثناء انزالها من سلم اللعبة ويضع يده على كتفها بكل حنان واهتمام , خطوات سريعة رغم الازدحام ليست خطوات خائفة لكنها خطوات تلاحق الفرح والانتقال إلى لعبة جديدة ولأن العيد فرحة فعلى الآباء توفير وإتاحة الفرص أمام أطفالهم لممارسة اللعبة الذي يرغبون بها مع الحفاظ على أمنهم وسلامتهم  وفقا الإمكانات المتاحة.

وأمام متعة الاستمتاع بهذا الشعور وبدون وعي مني أخذني التفكير نحو التكاليف الباهظة سواء أكانت للمواصلات أو لرسوم الألعاب أو تناول وجبة غذائية نعم كم هي مكلفة لدى معظم  الآباء من ذوي الدخل المحدود لابد أنها ميزانية شهر كامل ولكن العيد فرحة وهم يستحقون الفرح.

ومن هنا يمكننا القول إن اللعب من النشاطات المهمة في حياة الطفل فهو يمثل نشاطا وغذاء متكاملا لجسمه وعقله وروحه حيث يساعد اللعب على تكوين علاقات اجتماعية وما لاحظته أيضا ما يؤكد لي عمق الوعي لدى الآباء لأن اللعب مع الأبناء هو مفتاح  تربية الطفل وفهم حياته ويساعد ذلك على بناء روابط قوية في تكوين العلاقات الأسرية , واعتبر الكثير من المربين أن اللعب في الطفولة وسيلة للتربية الذهنية , وأشاروا إلى أن اللعب وسيلة للأطفال لمعرفة العالم الذي يعيشون فيه , و لاشك أن اختيار الأطفال اليوم لمجموعة من الألعاب الإلكترونية توضح للآباء نوعية وطبيعة شخصيات أبناءهم فالبعض يحب ألعاب الإثارة والمغامرة والبعض يحب ألعاب الخيال والقتال و البعض يفضل صعود الألعاب الترفيهية وهي الفرصة الأكبر لمشاركة اللعبة مع أحد الوالدين أو أحد الإخوة  
اللعب نشاط محبب إلى النفس حيث يقول سبحانه  وتعالى في كتابه الكريم كما جاء على لسان أخوة يوسف(
قَالُواْ يَآ أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ۝ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [سورة يوسف:11- 12]
نلاحظ أن اللعب نشاط ممتع للصغار والكبار وتواجد الآباء اليوم مع أبناءهم إنما  يعكس روح وجمال الطفل الداخلي في كل أب شارك طفله لعبة معينة ورسم من خلال هذه المشاركة معاني الحب لأبنائه , 
اللعب أساسي لتطور نمو الطفل ومصدر كل جديد و مفيد وفي نفس الوقت متعة وراحة وحرية وصحة نفسية للطفل . ويطمح الجميع بأطفال اصحاء ذوي شخصيات متزنة وثقة بالنفس عالية لبناء مجتمع متماسك  سليم من جميع النواحي .