محمود حكميان نكتب لـ(اليوم الثامن):
النظام في وضع القمع الكامل حيث تشهد إيران أكثر الأيام دموية منذ عام 2016 تحت حكم بزشكيان
في عرض مرعب للوحشية التي ترعاها الدولة، أعدمت الدكتاتورية الدينية في إيران 22 سجينًا بشكل جماعي في سجن غزل حصار فجر يوم 7 أغسطس، وهو سجل قاتم لم نشهده منذ عام 2016. وبينما يستعد مسعود بزشكيان، الرئيس الجديد، للكشف عن حكومته، يصعد النظام من قمعه للانتفاضات المحتملة. تم إعدام الضحايا، ومن بينهم سبعة من السنة، في يوم واحد، مما يسلط الضوء على قبضة النظام المتزعزعة ولكن القاسية على السلطة.
لم تكن عمليات الإعدام في 7 أغسطس حوادث معزولة. في 6 أغسطس، واجه أربعة سجناء آخرين، بمن فيهم أمين الله ناروي، وحمزة غراوند، وآزاد عبد اللهي، وأكبر جوهري، المشنقة. وفي وقت سابق، في 3 أغسطس/آب، أُعدم نقي قرباني ورضا (حميد) رستمي وجواد أميري في سجن عادل آباد في شيراز. وتؤكد هذه الإجراءات على استراتيجية خامنئي الوحشية لإسكات المعارضة وسط أزمات محلية ودولية متعددة.
وقد سلطت الأضواء بشكل أكبر على الوضع المزري لحقوق الإنسان في إيران في 6 أغسطس/آب، عندما أُعدم رضا رسائي، وهو سجين سياسي يبلغ من العمر 35 عامًا من محافظة كرمانشاه، في سجن ديزل آباد بمحافظة كرمانشاه. وقد تعرض رسائي، الذي اعتُقل خلال انتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لتعذيب وحشي أدى إلى إصابات بالغة. وعلى الرغم من الدعوات الدولية للإفراج عنه، حكمت عليه محكمة جنايات كرمانشاه بالإعدام والسجن لمدة عام و74 جلدة، بزعم تورطه في وفاة رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
وتتزامن موجة الإعدامات هذه مع تولي بزشكيان لمنصبه، بعد فوزه المثير للجدل في الانتخابات الصورية في يوليو/تموز 2024. وعلى النقيض من تصوير النظام له باعتباره معتدلاً، كثفت طهران بالفعل من حملات القمع. وأفادت منظمة مراقبة حقوق الإنسان في إيران بزيادة مذهلة في عمليات الإعدام، حيث تم إعدام 53 شخصًا في يوليو وحده، مقارنة بـ 10 في يونيو. ويكشف تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان في إيران الشهري لشهر يوليو 2024 أيضًا عن صورة قاتمة: فقد تضاعفت عمليات إعدام النساء خمسة أضعاف، حيث تم إعدام خمس سجينات الشهر الماضي. ومن بينهن، تم إعدام محمودي نيا، التي أُجبرت على الزواج، بتهمة قتل خطيبها. وتشمل الحالات الأخرى ثلاث نساء أُعدمن بتهمة جرائم المخدرات في سجن بيرجند وأخرى في سجن خرم آباد المركزي. ويسلط التقرير الضوء أيضًا على الطبيعة السرية لهذه الإعدامات، حيث تم تنفيذ 92٪ منها دون تغطية إعلامية.
إن وحشية النظام تمتد إلى ما هو أبعد من الإعدامات. فقد ظهرت مؤخرا مقاطع فيديو صادمة تظهر شرطة الأخلاق وهي تهاجم بعنف فتاتين مراهقتين بسبب حجاب غير لائق. ولا تزال إحدى الضحايا، التي تبلغ من العمر 14 عاما فقط، تحمل الندوب الجسدية لهذا الاعتداء. وقد أثار هذا الحادث غضبا ودعوات للتدخل الدولي. وحثت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان على إدانة هذه الأفعال ومحاسبة النظام.
ومنذ اختياره لقيادة السلطة التنفيذية للنظام، لم يهدر مسعود بزشكيان أي وقت في إعادة تأكيد التزام طهران بقواتها الإقليمية بالوكالة. وفي اتصالات حديثة مع قادة الجماعات شبه العسكرية التابعة للنظام، أكد بزشكيان أن دعم هذه الجماعات متأصل بعمق في السياسات الأساسية للنظام، مما يعكس المبادئ الأساسية التي وضعها المرشد الأعلى علي خامنئي.
وإلى جانب حملة القمع المحلية العدوانية، التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في عمليات الإعدام وقمع المعارضة السياسية، فإن إدارة بزيشكيان المبكرة لا تشير إلى أي انحراف عن استراتيجية النظام الراسخة.
وتكشف تصرفات النظام أنه على الرغم من التغييرات في الشعارات أو الأفراد، فإن استراتيجياته الأساسية للبقاء تظل ثابتة: الحفاظ على السيطرة المحلية القاسية في حين يدعم الإرهاب وينخرط فيه بنشاط في الخارج.