ماريا معلوف تكتب لـ(اليوم الثامن):
السعودية: رائدة التقنية المالية الحديثة على مستوى العالم
يومًا بعد آخر، تؤكد المملكة العربية السعودية مضيها نحو المستقبل بخطى ثابتة، وليس هذا فقط، بل إنها تُعدّ رائدة في اقتصاد المستقبل على كافة الأصعدة. وفي هذا السياق، استضافت الرياض النسخة الأولى من فعاليات المؤتمر الدولي المتخصص في قطاع التقنية المالية "فنتك 24" في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات. يأتي هذا الحدث في إطار رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى جعل السعودية مركزًا رئيسيًا للتقنية المالية.
استضاف المؤتمر "برنامج تطوير القطاع المالي"، والبنك المركزي السعودي "ساما"، وهيئة السوق المالية، وهيئة التأمين، وبتنظيم مشترك من "فنتك السعودية" و"تحالف"، المشروع المشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة "إنفورما العالمية"، وصندوق الفعاليات الاستثمارية.
في المعلومات، يُتوقع أن يكون مؤتمر "فنتك 24" حدثًا سنويًا وأحد أكبر ملتقيات التقنية المالية في آسيا وأوروبا وشمال إفريقيا. المؤتمر يهدف إلى تقديم 175 ساعة من المحتوى المتخصص بإشراف مجموعة من الخبراء، مما يجعله منافسًا بارزًا لأفضل مؤتمرات التقنية المالية في العالم. كما يهدف إلى جذب أكثر من 26 ألف مشارك و300 جهة عارضة و350 مستثمرًا.
خلال المؤتمر، أعلن بنك STC، وهو أول بنك رقمي في السعودية، عن انضمامه كشريك مؤسس إلى "فنتك 24". وقد استعرض بنك STC مجموعة متنوعة من الخدمات وحلول التقنية المالية المبتكرة التي يقدمها، والتي تندرج ضمن الابتكارات الرقمية الرائدة لمجموعة STC، وتشمل خدمات الاتصالات المتقدمة، وتطبيقات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، والقطاع الترفيهي، والخدمات المالية، بما يخدم تحقيق أهداف رؤية 2030 في تعزيز اقتصاد المعرفة والاقتصاد غير النفطي.
المؤتمر يعزز مكانة الرياض على المستوى العالمي كوجهة رائدة في مجال التقنية المالية، ويؤكد التزام المملكة بإعادة صياغة مستقبل التمويل المالي ليس فقط في المنطقة بل في العالم أجمع. تناولت محاور المؤتمر قضايا مثل الحوكمة، وإدارة المخاطر، والأمن السيبراني، والتوافق العالمي، والابتكار في مجال المدفوعات. كما تضمن مؤتمر "فنتك 24" أربع منصات رئيسية: القمة التنفيذية، ومنصة 24 تقنية، ومنتدى آفاق المستقبل، ومنصة الاستثمار في الابتكار. وقد استضاف المؤتمر مجموعة من أبرز الهيئات التنظيمية، وصناع السياسات، والمستثمرين، وخبراء التقنية، والأكاديميين، مما وفر منصة استثنائية للتعاون العالمي في قطاع التقنية المالية وتعزيز التحول المشترك.
من جهته، أكد محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري أن تمكين الابتكار المالي والتقنية المالية يعد أمرًا أساسيًا في التحول الحالي للاقتصاد السعودي. وأوضح أن مشاركة البنك المركزي السعودي "ساما" في استضافة المؤتمر الدولي لقطاع التقنية يؤكد التزام البنك بتبني الحلول الأكثر ابتكارًا وتقدمًا؛ للإسهام في خلق قيمة اقتصادية مضافة، وتعزيز روح المنافسة في السوق المالية السعودية، مع الحفاظ على استقرار القطاع المالي ومرونته كونه أساس نجاح أي تحول اقتصادي.
في حين شدد رئيس مجلس هيئة السوق المالية الأستاذ محمد بن عبدالله القويز على أن قطاع التقنية المالية يعد محركًا أساسيًا لتعزيز وتطوير كفاءة المنتجات والخدمات المالية، بما يتماشى مع الثورة التكنولوجية الحالية، ويتواءم مع الأهداف التنموية والاقتصادية للسعودية.
إن المؤتمر يأتي في إطار التأكيد على دور السعودية ومكانتها في صياغة رؤية العالم الاقتصادية الجديدة، فهي رائدة وقائدة في النظام الاقتصادي العالمي الجديد.