د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
كل الطغاة رحلوا.. ولو دامت لهم لما وصلت لغيرهم.. ولما وصلت إليكم ولغيركم
الأيام دول والتاريخ شواهد، وشأنه شأن أي نظام طاغوتي سيرحل نظام الملالي الفاشي الحاكم في إيران، ومهما عظم الغرب المهادن من دوره فإن من أطاح بالشاه ونظامه قادرٌ وإن طال الزمن على الإطاحة بالملالي ونظامهم الرجعي، وستبقى الشعوب سيدة الموقف وصانعة القرار رغم التحديات.
رسالة إلى الشعب الإيراني والشعوب المنكوبة بالمنطقة بمناسبة الذكرى الـ 60 لقيام منظمة مجاهدي خلق
ستون عاماً مضت على تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وها هي وأنصارها يحيون هذه الذكرى في هذه الأيام بتكريم شهدائهم وتجديد العهد السنوي لمسيرتهم الذي به أي بتجديد العهد استمروا ستون عاماً من النضال وماضون بنضالهم وزهدهم إلى مالانهاية رغم جحيم العقبات المفروضة عليهم من الشرق والغرب.، صمدوا 60 عاماً وصامدون مستمرون في السجون والمنافي.. أسقطوا الشاه، واليوم يقضون مضاجع ملالي إيران وشركائهم، وكما أسقطوا الشاه سيسقطون ملالي الظلام في إيران، وسيفتحون الباب على مصراعيه لتتهاوى وتتساقط كل الدمى التابعة للملالي في المنطقة بمجرد انقطاع ماء الحياة القادم من طهران عنهم.
رسالتنا إلى ملالي طهران وشركائهم.. أنهم كلهم رحلوا.. طغاة وسفاحين من مدرستهم رحلوا وتركوا سيرة سيئة لم ترحل لا زالت خالدة تخلد سوءاتهم رغم رحيلهم، رحل القياصرة والأباطرة والأكاسرة ورحل الشاه وأبيه، وسيرحلوا هم أيضاً وستتخلد سيرتهم من بعد رحيلهم تذكرهم العباد وتلعن الحدث والتاريخ الذي جاءوا فيه ومن خلاله.، وفي المقابل على الجانب رحل أنبياء وأئمة وصالحين خلدهم الله مكرمين منعمين ولا نذكرهم إلا بالصلاة والتسليم والتكريم والتمجيد.، وعندما تُحيي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ذكرى تأسيسها الـ 60 هذه الأيام فإنها أيضا ترسل رسالتها لتقول فيها بأنها باقية على نهجها حتى تُلحِق نظام ولاية الفقيه بمن رحلوا من الطغاة المُضلين، فيما يُرسِل أبناء الشعب الإيراني رسالتهم بهذه المناسبة تتضمن سجلات الحقوق المنهوبة والدماء المسفوكة والظلم الواقع على السجين والحر والمنفي، وعين المظلوم تغفو لكن قلبه لا يغفو ولا ينام.
رسالتنا للجميع.. هل تستمر حركة سطحية هامشية لمدة 60 عاماً من النضال الشاق في مسيرة أشواك في موطئ قدم فيها آلاف الشهداء، وفي كل حياة وسجن ومنفى بصمات وتاريخ من الآلام..؟
تُرى هل قامت واستمرت هكذا مسيرة لتتعثر وتنتهي وتزول؟ ولماذا يخشى السجان والجلاد والسياف هذه المسيرة وأفرادها ومن سلك سبيلها؟ والجواب بسيط جدا وجزءا منه يُقره الجلادون سواء في سلطة الشاه المخلوعة أو في سلطة دعاة الدين المدعين القائمين الآن على سدة الحكم، الجواب بسيط وهو أن من أسس لهذه المسيرة كانوا فتية آمنوا بربهم فهداهم، ولما اهتدوا اقاموا مراحعات تاريخية ودينية واجتماعية وسياسية وخلصوا إلى ضرورة العودة إلى الحقائق من أجل إصلاح الواقع بها وضمان سلامة المستقبل، ومن يخطو هكذا خطوات في سبيل جمال الحق والحقيقة ونُصرة المظلوم والضعيف تهون عليه الدنيا وما فيها، وعندما لا يملك في هذه الدنيا سوى الروح وهي من أمر الله ويساومه عليها الطغاة فإن هذه الروح لا تُعز على خالقها ما دامت في طريق الحق، وما أهون الحياة عليهم إن اغتصب الطغاة أرواحهم وكرامتهم وأموالهم وذويهم، وطوبى لتلك اللحظات التي يخطف فيها الطغاة الجهلة أرواحهم، وهكذا كان حال مؤسسوا منظمة مجاهدي خلق وقادتها عندما أعدمتهم بالباطل منظومة الشاه الدكتاتورية وسارت على نهجها منظومة الملالي الظلامية، وبإعدامهم لم تنتهي الحياة ولم تمت المنظمة رغم موت قيادتها ومؤسسيها وانبعثت من تحت الرماد لتُسقِط الشاه ومستمرة حتى إسقاط الملالي، وتستمر بعدها كمؤسسة لها رؤيتها وبرنامجها لمشروع الدولة بدءا ببرنامج المواد العشر وانتهاءا بتفاصيل وتشريعات الحقوق والواجبات المتعلقة بـ حقوق الآخرين والعلاقة مع الغير والمتعلقة بالحياة اليومية التي تعزز مسيرة الحق الرامية إلى تقويم مسار الحياة إلى ما يشاء الله.
رسالتنا إلى أبناء الشعب الإيراني.. تقتربون من النصر والخلاص، وأعلموا أن الدنيا لا تدوم لأحد، وأن السابقون جميعا رحلوا وأنه ولو دامت لهم فلن تصل لغيرهم، وأعلموا أن من صمد مُضحياً 60 عاماً قادراً على الصمود بكم ومعكم حتى تحقيق النصر وما النصر إلا صبر ساعة، وصبر المظلومين أهل الحق لا ينتهي إلا بالنصر جزاءً بما صبر وسعى، وليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى، وقد سعيتم وضحيتم بالغالي بالدماء والأرواح الطاهرة، والصبر اليوم في وجه هذا الظلم والفساد والإفساد عند الله عظيم وعاقبته النصر والفرج، والنصر قادمٌ لا محالة.. نصرٌ وظفر للصابرين مع المخلصين.. نصرٌ تطيب له النفوس في إيران وفي كافة أرجاء المنطقة.
أما الرسالة إلى العرب فهي أنكم معنيون بمحو نظام الملالي من الوجود قبل غيركم وإلا سيبقى سكينة خاصرة في خواصركم إن لم تنهيكم كسرتكم، ولا تنسوا هذه الحقيقة وستذكركم آلامكم بها كل ساعة حتى وإن لم تعترفوا بذلك.
كل عام وأحرار هذا العالم بخير..
د.محمد الموسوي/ كاتب عراقي