عبد الرحمن النقبي يكتب:
الإمارات معك يا لبنان
في خضمّ الأزمات التي تعصف بلبنان اليوم، وفي ظل التصعيد العسكري المستمر، تبرز دولة الإمارات مرة أخرى، وكعادتها، لتمدّ يد العون للأشقاء اللبنانيين. هذه ليست مجرد مبادرة، بل تجسيد حيّ لرؤية إماراتية ثابتة ومتجذّرة ترتكز على واجبها الإنساني والأخلاقي تجاه العالم. ففي الوقت الذي قد تتراجع فيه بعض الدول عن تأدية أدوارها، تظل الإمارات وفية لرسالتها، حيث كانت أول من أرسل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى لبنان. تسع طائرات حملت إمدادات أساسية إلى بيروت حتى لحظة كتابة هذا المقال، ولم تكن تحمل مجرد شحنات، بل رسالة تضامن حقيقية، تؤكد أن الإنسانية هي التي يجب أن تتصدر المشهد في الأوقات العصيبة.
منذ حرب 2006، حين كانت الإمارات حاضرة على الأرض اللبنانية للمساعدة في إعادة بناء ما دمرته الحرب، بدا واضحًا أن هذه الجهود ليست استجابة مؤقتة للأزمات، بل جزء من استراتيجية متكاملة لتعزيز الاستقرار والتنمية. في ذلك الوقت، سعت الإمارات إلى إصلاح ما تسببت فيه الحروب من دمار، فأعادت بناء المدارس والمستشفيات، ليس فقط لترميم الحجر، بل لإعادة الأمل إلى الأشقاء اللبنانيين وبناء مستقبل أفضل.
وعندما وقع انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، لم تتأخر الإمارات في تقديم العون مرة أخرى، وكانت من أوائل الدول التي أرسلت إمدادات طبية عاجلة. لم تكن تلك الجهود مجرد إغاثة سريعة، بل كانت تذكيرًا بأن الإمارات لم تتخلَ يومًا عن دورها الإنساني في المنطقة، وأن العلاقات التي تربطها بلبنان تتجاوز السياسة والمصالح، لتصبح علاقة أخوة وشراكة إنسانية.
دعم الإمارات للجيش اللبناني يُظهر أيضًا إدراكها لأهمية الاستقرار الأمني في لبنان. فمنذ انسحاب القوات الإسرائيلية في عام 2000، لعبت الإمارات دورًا مهمًا في نزع الألغام من جنوب لبنان. لم تكن هذه الجهود عملية تقنية بحتة، بل جزءًا من رؤية شاملة لإعادة الحياة إلى تلك الأرض، وإتاحة الفرصة للسكان للعودة إلى أراضيهم بأمان.
ولم يقتصر دور الإمارات على الاستجابة للأزمات فقط، بل امتد إلى ميادين التنمية والتعليم والصحة، حيث أسهمت في بناء مدارس ومستشفيات جديدة، لتدعم البنية التحتية الحيوية للبنان وتساهم في بناء أجيال المستقبل. الإمارات ترى أن دورها لا ينتهي بإرسال شحنة من المساعدات، بل تسعى إلى وضع أسس تنمية مستدامة تجعل من لبنان بلدًا قادرًا على مواجهة تحدياته.
ما تفعله الإمارات اليوم، ومن خلال حملة “الإمارات معك يا لبنان”، هو تأكيد على التزامها المستمر بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. هذه ليست مساعدات طارئة فحسب، بل جزء من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى دعم مسار التنمية والسلام في لبنان وفي العالم ككل.