ضياء قدور يكتب لـ(اليوم الثامن):
عندما يستعد ابن الشاه لتسلم جثة النظام الإيراني قريباً
في الآونة الأخيرة، شهدنا تدهوراً متزايداً في الأوضاع داخل إيران، مما أدى إلى إضعاف النظام الإيراني بشكل ملحوظ وبدا سقوطه وشيكاً. الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في إيران خلال السنوات الأخيرة كانت دليلاً قاطعاً على أن الشعب الإيراني يسعى لإسقاط هذا النظام. حتى خبراء النظام أنفسهم لم يعودوا قادرين على إنكار حالة الانفجار الداخلي التي تعم البلاد.
في 11 أكتوبر 2024، أكد رجل الدين عبادي زاده، إمام صلاة الجمعة في بندر عباس، أن الخوف الأكبر للنظام هو الحرب النفسية داخل البلاد.
يدرك النظام الإيراني جيداً أن التهديد الأكبر الذي يواجهه ليس من الخارج، بل من الداخل. الانتفاضة الشعبية تُعتبر الكابوس الحقيقي لخامنئي وأتباعه، وهم يعلمون أن الحفاظ على استقرار الداخل هو الضمانة الوحيدة لبقائهم. لذلك، يبذل النظام جهوداً مضنية لقمع أي صوت معارض ويحاول ترويج صورة مفادها أنه لا يوجد بديل له.
ولكن الحقيقة تعكس عكس ذلك. هناك بديل منظم يحظى باعتراف دولي ويمثل الأمل للشعب الإيراني، وهو "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية". هذا المجلس يشكل القوة الرئيسية للانتفاضات الأخيرة من خلال شبكة واسعة من وحدات الانتفاضة المنتشرة في جميع أنحاء إيران. بفضل هذا التنظيم القوي، أصبح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية البديل الحقيقي الذي يستطيع قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
وفي ظل هذه الأوضاع، نشهد ترويجاً مكثفاً لرضا بهلوي، نجل الشاه السابق، من قبل بعض الأطراف الإعلامية والاجتماعية، في محاولة لتقديمه كخيار مستقبلي لإيران. النظام الإيراني يستفيد من هذه الدعاية لتشتيت الأذهان وإظهار أنه لا يوجد بديل جدي له.
لكن الواقع هو أن رضا بهلوي لم يكن له أي دور فعال في نضال الشعب الإيراني ضد النظام، وليس فقط أنه لم يكن لديه أي قاعدة شعبية في إيران، بل إن الشعب الإيراني قد أبطله بالفعل بقراره. شعار الموت للظالم، سواء كان شاه أو زعيم، لكنه أصبح أيضاً أداة في يد النظام الإيراني، يستخدمها لتغيير مسار الانتفاضة وصرف الأنظار عن الواقع. بديل.
الشعب الإيراني لم ينسى التاريخ، ولا يزال يرفض عودة نظام الشاه الذي أطاح به عام 1979.
لم يكن لنظام الشاه جذور قوية في إيران، وبالتالي فإن فكرة عودة الشاه هي مجرد وهم.
استفاد النظام الإيراني من رضا بهلوي لتحريف مسار الانتفاضة وإخماد شرارتها. ويعارض بهلوي وضع قوات الحرس على قائمة الإرهاب، ويظهر دعمه الضمني للنظام من خلال مواقفه المتناقضة. في الواقع، ترويج بهلوي لفكرة الحفاظ على قوات الحرس يعكس محاولة واضحة لإعاقة التغيير وإبقاء النظام الحالي في السلطة.
يجب على المستقبل في إيران أن يكون ديمقراطياً يعكس تطلعات الشعب نحو السلام والتعايش. البديل الحقيقي لهذا النظام هو إقامة جمهورية ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة، وهو ما يمثله "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية". هذا المجلس يمثل الأمل والتغيير الذي يسعى إليه الشعب الإيراني، وهو البديل الوحيد القادر على قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
ختاماً، يجب أن نتذكر أن الحل الواقعي والمستدام للسلام والتعايش في الشرق الأوسط يكمن في إقامة جمهورية ديمقراطية في إيران تفصل بين الدين والدولة، وهذا ما يسعى إليه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. لذلك، يجب أن يكون دعم هذا المجلس هو الخيار الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل لإيران والمنطقة بأسرها.