محمد حسن الساعدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إيران وأسلحة الردع: تحولات استراتيجية في مواجهة الضغوط الغربية

بغداد

بالرغم من الضرر البليغ الذي أصاب المنطقة عموماً،ولبنان خصوصاً بعد الحرب التي شنها الكيان الاسرائيلي ومع الضرر الذي أصاب حزب الله واستشهاد قياداته الميدانية وآخرهم السيد حسن نصرالله،الا ان الواقع على الارض يتحدث عن رؤية ثانية اكثر تفائلاً فمع كل هذا الضرر ما الانظار تتوجه الى البرنامج النووي الايراني والذي تحول الى ردع تكتيكي لطهران وتهديد لتمدد الكيان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة،ما جعل الاخيرة تعتقد ان الصواريخ البالستية يمكنها ان توقف هذا الردع،وتحقق توزاناً في الحرب،بالاضافة الى حزب الله الذي أصبح أكثر قوة وتماسكاً من السابق ويمتلك إدارة للمعركة وبصورة احترافية.

المختصون بالشأن النووي الايراني أعربوا عن أستعدادهم في جمع معظم الاجزاء الضرورية لصناعة القنبلة النووية،وان طهران تبحث بصورة جدية في إعادة النظر في تعهدها على مدى عقدين من الزمن بعدم امتلاك او شراء او صنع القنبلة النووية،إذ تشير التقارير الخبرية بان إيران يمكنها صنع القنبلة النووية خلال أسبوعين من الان او انها فعلاً قد صنعت القنبلة، وأن مخزونها الحالي من الوقود النووي بنسبة 60% يمكن تحويله الى مواد صالحة للاستخدام في الاسلحة،وان ما حدث من هزة على الحدود مع أفغانستان يتصور بانه تجربة ناجحة لقنبلة نووية.

بعد أنسحاب طهران من الاتفاق النووي عملت وبصورة جدية من أجل تطوير برنامجها،وتقدت كثيراً في هذا المجال،ما جعلها قريبة جداً من امتلاك القنبلة او انها بالفعل قد امتلكت إجزاء القنبلة النووية، وانها الدولة الوحيدة التي تنتج اليورانيوم عالي التخصيب وتمتلك ما يكفي من الوقود والذي بحسب خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقترب من صنع أربعة قنابل نووية، وهذا ما يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل والتي تعمل بصورة جدية من أجل عرقلة امتلاك طهران للترسانة النووية .

الحرب التي يقودها الغرب ضد إيران وبالتعاون من الكيان الاسرائيلي انعكس بالإيجاب على طهران،لان محاولة إضعافها في مواجهة إسرائيل سيجبرها على تطوير أسلحة الردع وتنويع مصادرها، والذي من شانه ان يزيد الضغوط على طهران ويجعلها اكثر قوة وإصراراً على امتلاك أسلحة الردع، وستركز على امنها أولاً قبل أتخاذ أي خطوات جذرية في السعي نحو امتلاك القنبلة النووية، والذي قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في علاقتها مع طهران والسعي نحو إعادة فتح ملفها النووي وعلى أسس احقيتها في امتلاك الطاقة السلمية.

إيران ليست بلد جديد او طارئ، بل هي دولة عمرها مئات السنين،وتمتد لألاف الكيلوات،وتمتلك حضارة وشعب متمسك بأرضه ووطنه ومستعد للتضحية من اجله،وهذا ما شهدناه طيلة السنوات الماضية في تصديه للاعتداءات الخارجية،لذلك لا يمكن النظر الى إيران انها دولة ضعيفة يمكن القضاء عليها بصاروخ بالستي ،بل أن مجرد التفكير بهذا الامر يعرض المنطقة للخطر ويدخلها في حرب وصراع استنزاف لاينتهي،كما ان طهران لا تريد الانجرار الى رغبات واهواء النتن ياهو في جرها الى حرب يريد الربح فيها، بل تسعى بكل جهدها من أجل تفويت الفرصة وأبعاد شبح الحرب على الابرياء العزل، لذلك ومن منطلق المسؤولية أعتقد ان الاوضاع بشكل عام ذاهبة نحو التهدئة خصوصاً مع الرسائل المهمة التي أرسلتها طهران الى الغرب بانها مستعدة بنشر أكثر من 1000 صاروخ بالستي وفرط صوتي يتجه الى تل أبيب خلال عشر دقائق،وعلى الباغي تدور الدوائر.